Tuesday 11th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 25 محرم


عدد من مديري فروع وزارة الشؤون الإسلامية:
تطوير المكتبات الوقفية أحد مظاهر النهضة الثقافية والعلمية في المملكة

أكد عدد من مديري فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمناطق المملكة أن الوزارة تولي الأوقاف الخيرية عناية خاصة، بصفتها الجهة المسؤولة عن إنفاذ توجيهات وطموحات ولاة الأمر في هذه البلاد الكريمة في هذا المجال العظيم، إذ تقوم من خلال فروعها المنتشرة بأنحاء المملكة بجهود كبيرة في سبيل حصرها والحفاظ على رقابها وتطويرها والتشجيع على الإقبال عليها.
وأشاروا في تصريحات لهم إلى أن ندوة المكتبات الوقفية التي تقام في المدينة المنورة هي إحدى صور العناية بالأوقاف الخيرية، في مجال الارتقاء والنهوض بالحياة الثقافية والعلمية في البلاد.
كماأفادوا بأن فروع الوزارة تشارك في هذا المجال من خلال التشجيع على إنشاء المكتبات الوقفية والخيرية العامة وتقوم بالإشراف عليها والعمل على تطويرها وإمدادها بالكتب والمراجع المتعلقة بالعلوم الدينية وغيرها من فنون العلم والمعرفة.
الأثرياء والأوقاف
وشرح الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي المدير العام لفرع الوزارة بالمدينة المنورة ماهية الوقف قائلاً: إنه منع التصرف في رقبة العين مع بقاء عينها، وجعل المنفعة لجهة من جهات الخير، مبيناً أنه من ذلك يمكننا إدراك أن قصد الواقف الأساسي تقديم عمل من أعمال الخير يريد به الواقف وجه الله، ويرجو به توازن المجتمع على أفضل الوجوه.
وأوضح الشيخ المويلحي أن من الأوقاف الخيرية التي لا تنقطع وتثري الحياة الثقافية والاجتماعية ما ينفق على عمارة المساجد والمدارس ودور العلم ودور الخدمة الاجتماعية، والإسهام في المرافق العامة من طرق وجسور، وغير ذلك مما يؤدي إلى تكافل المجتمع وتضامنه وتماسكه والنهوض به وسط الأمم المتقدمة.
وأشار المويلحي إلى أن الناس في هذا العصر لم يعد الكثير منهم يعلم من هذه المجالات الوقفية سوى إنشاءالمساجد، فكثيرمنهم يحرص على ربط الوقف بإنشاء المساجد لما في ذلك من أجر عظيم، وذلك طمعاً في الخيرية الموعودة في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة وقد قامت الدولة - وفقها الله - من خلال وزارة الشؤون الإسلامية بإعمار عدد كبير من المساجد والجوامع، وتمكينها من أداء رسالتها مما أوجد وفرة في المساجد، لذا لابد للجميع من إدراك أن من الخير للأوقاف الخيرية أن تتجه - بالإضافة إلى ذلك- إلى مجالات أخرى لخدمة المجتمع من خلال إسهام الأفراد، لاسيما الأثرياء منهم في تحمل نصيبهم من خدمة المجتمع.
وتحدث الشيخ المويلحي عن الصور المتعددة لأعمال الخير التي تتطلبها ظروف العصر الراهن منها التركيز على إنشاء المدارس ودور الثقافة والمكتبات العامة والإنفاق على مراكز البحوث والدراسات وتوفير الرعاية الاجتماعية من مساعدة للمحتاجين والعناية باليتامى والأرامل والعجزة مؤكداً على أنه لابد هنا للأوقاف الخيرية أن تقوم برسالتها المنوطة بها لخدمة المجتمع في هذه المجالات وغيرها وألا تقتصر في مصارفها على مجال واحد بعينه.
وأشاد الشيخ المويلحي بما تقوم به اليوم الوزارة ممثلة في وكالتها لشؤون الأوقاف من جهود كبيرة في رعاية الأوقاف وتطويرها وتنميتها وإعادة المجهول منها وتسجيلها واستثمارها الاستثمار الأمثل لها بما يحقق غبطة الوقف ويعود بالخير الوفير على المستفيدين منه وهذا من الأدلة الكثر على حرص دولتنا المباركة على إحياء هذه السنة المحمودة والاستفادة من المكتبات الوقفية ومن مجالات الأوقاف الأخرى التي تشرف عليها الوزارة حيث توليها اهتماماً كبيراً لما لها من أثر في خدمة الحياة الثقافية والعلمية، من خلال المراجع والكتب والمخطوطات التراثية والحديثة التي توفر لطلاب العلم والباحثين والمفكرين والعلماء كل ما يحتاجونه لإثراء علمهم وتطويره بما يواكب الركب الحضاري المعاصر.
واختتم الشيخ المويلحي حديثه بالتأكيد على أهمية ندوة المكتبات الوقفية في إعادة ترتيب وتطوير مكتباتنا لتكون في خدمة العلم والعلماء وطلبة العلم.
تسهيل الإجراءات
ويقول فضيلة المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة القصيم الشيخ علي بن محمد العجلان أن الفرع - تمشياً مع النهضة الكبيرة التي شهدتها الأوقاف الخيرية مؤخراً-يقوم من خلال الإدارات والمكاتب المرتبطة به - المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة - بجهود كبيرة في مجال حصر الأوقاف في منطقة القصيم والعناية بها وتنمية مواردها.
وأضاف فضيلته قائلاً: ويقوم مجلس الأوقاف الفرعي بالمنطقة بجهود متواصلة من أجل ذلك، فقام بدراسة العديد من الأوقاف المغموسة بأملاك بعض المواطنين وفك ارتباطها مقابل مبالغ مجزية يكون فيها مصلحة ظاهرة للوقف، وأيضاً فإن هناك دراسة لدى المجلس للعديد من الأراضي والأملاك الموقوفة، للنظر في فضل السبل الاستثمارية لها.
وأكد الشيخ العجلان أن الفرع يسعى حالياً لإيجاد مشروعات وقفية تدر مبالغ مالية يستفاد منها لصالح الأوقاف بالمنطقة.
أما المكتبات الوقفية فقد أشار فضيلته إلى أنه لا يخفى على أحد أهميتها في إثراء الحياة الثقافية في البلاد، وتيسير التحصيل العلمي للدارسين، وطلاب العلم والمعرفة مبيناً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ترصد لها الدعم اللازم والكافي للنهوض بها، والتشجيع على إقامتها في جميع المحافظات والمدن والقرى.
وفي إطار هذا الاهتمام يسعى الفرع إلى تطوير القائم منها وزيادة أعدادها وهناك إقبال من فاعلي الخير والمهتمين بإقامة العديد من المكتبات في داخل المساجد وملحقة بها.
ويرى فضيلة الشيخ علي العجلان ضرورة وضع قاعدة يسار عليها في إنشاء مثل هذه المكتبات وغيرها وتسهيل إجراءاتها وتبسيطها واعتماد وظائف للمشرفين عليها.
مكتبة في كل مدينة
ويقول سعادة المدير العام لفرع الوزارة في المنطقة الشرقية الأستاذ سيف بن إبراهيم السيف: إن دولتنا المباركة - وفقها الله - ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي الأوقاف الخيرية عناية كبيرة وتعمل على المحافظة عليها ورعايتها واستثمارها الاستثمار الشرعي المناسب الذي يعود بالنفع على المسلمين.
وأضاف أن فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية يقوم في إطار هذا التوجه بالعمل على الوجه المطلوب من خلال متابعة الأوقاف الخيرية وحث أبناء المنطقة عموماً والموسرين على وجه الخصوص للإقبال على إحياء هذه السنة المباركة التي تعد من القرب المندوب لها والتي حث عليها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجعل منها إحدى ثلاثة أعمال لا تنقطع بموت الإنسان في قوله :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له .
وقال السيف: وهي أيضاً مما أجمع المسلمون على استحبابه، وتسابق الصحابة والسلف الصالح إلى هذه الفضيلة، والاستفادة من هذه السنة المباركة التي تعود على صاحبها والمجتمع بالخير الوفير والمستمر.
ونوه المدير العام لفرع الوزارة بما تجده المكتبات الوقفية المنتشرة بأنحاء المملكة من عناية واهتمام حكومتنا الرشيدة بتوجيه من راعي النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - وفقهم الله - ، مؤكداً أن ما حققته المملكة في هذا المجال من تقدم ملموس حتى الآن نابع من مسؤولياتنا العظيمة تجاه الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، وأشار الأستاذ سيف السيف إلى أن ندوة المكتبات الوقفية التي تنظمها الوزارة في المدينة المنورة تعد خطوة عملية في التعريف بأهمية وقف الكتب والمكتبات، والتشجيع على نشر هذه السنة الحميدة في جميع مناطق المملكة،ليستفيد منها أبناء الوطن بمختلف مستوياتهم الثقافية.
ثم قال السيف: وسواء كان طالب العلم معلماً أو متعلماً فإنه في حاجة دائمة إلى المراجع والكتب التي تعينه على الدراسة والبحث والثقافة والإبداع الفكري.
وهنا تبرز أهمية وجود مكتبة وقفية كبرى في كل مدينة تتوفر فيها تلك المراجع والكتب والمخطوطات أو صور منها، حيث توفر لطلاب العلم والمعرفة سهولة الحصول على ما يحتاجون دون تكبد مشقة السفر وعناء البحث عن المكتبات الكبرى التي تشرف عليها الوزارة في مناطق محدودة.
واختتم المدير العام لفرع الشرقية حديثه متمنياً أن تحقق الندوة أهدافها وتطلعاتها في النهوض بالمكتبات الوقفية حتى تعم الفائدة على الجميع.
مكتبات بجميع المناطق
كما تحدث سعادة المدير العام لفرع جازان الدكتور موسى بن علي الأمير، موضحاً أن منطقة جازان تعتبر من أكثر مناطق المملكة من حيث أعداد الأوقاف الخيرية وأنه انطلاقاً من ذلك يسعى فرع الوزارة للعمل على المحافظة على هذه الأوقاف وتنميتها واستثمارها الاستثمار الأمثل.
وأشار الدكتور الأمير إلى أن مرجع ذلك يعود إلى أن الأوقاف صفة من صفات مجتمعنا الإسلامي وأن ريعها يعود بالنفع على عموم المسلمين في شتى المجالات.
وأبان أنه في سبيل ذلك يقوم الفرع بحصر دقيق لجميع الأوقاف في المنطقة، وتسجيلها في سجلات خاصة لكل محافظة على حدة، وبيان نوعها (سكنية، أوزراعية، أو عقارات) مع بيان طرق الواقف، ثم يقوم الفرع في ضوء المحافظة عليها بالعمل على إصدار صكوك استثمارية لهذه الأوقاف والعمل على حث جميع المواطنين، والمشايخ وكبار السن على الإبلاغ عن الأوقاف المجهولة وعدم إخفائها وأن في ذلك ثواباً وأجراً عظيماً.
ولفت المدير العام لفرع جازان الانتباه إلى أن الوزارة تقوم مشكورة بصرف مكافأة مجزية لكل من يقوم بالإبلاغ عن هذه الأوقاف غير المعلومة للإدارة، وإصدار صكوك عليها تثبت وقفيتها شرعاً وتحدد حدودها حتى لا تكون مطمعاً لأصحاب النفوس الضعيفة.
ثم قال المدير العام للفرع: وقد أثمرت هذه الجهود فارتفع عدد الأوقاف بالمنطقة من 35 وقفاً في عام 1414ه إلى 117 وقفاً بنهاية عام 1419ه بالإضافة للمشروعات الاستثمارية للأوقاف.
كما أكد الدكتور موسى الأمير في حديثه على أهمية المكتبات الوقفية في الرقي العلمي والحضاري للبلاد مبيناً أن حكومتناالرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أولت عناية خاصة بهذه المكتبات في أنحاء المملكة كافة، وبذلت جهوداً ملموسة في سبيل تطويرها والنهوض بها على الوجه اللائق، الذي ينبغي أن تكون عليه حتى تؤدي رسالتها في النهوض بالحياة الثقافية في البلاد.
وأبان الدكتورالأمير أن منطقة جازان على الرغم من كثرة الأوقاف الخيرية بها إلا أنها تفتقر إلى وجود مكتبات وقفية كبيرة يستفيد منها العامة، وطلاب العلم من أبناء المنطقة مشيراًإلى أنه يوجد مكتبتان خيريتان أحدهما في صامطة للشيخ زيد مدخلي، والثانية مكتبة الشيخ حسن حربي بالقرفي وهاتان المكتبتان يتم تمويلهما وإمدادهما بمايحتاجانه من كتب ومراجع من محسنين وفاعلي خير.
وأعرب المدير العام لفرع الوزارة بجازان عن أمله في أن تثمر ندوة الأوقاف الخيرية المقرر عقدها في المدينة المنورة، عن توصيات تفيد في إنشاء مكتبات وقفية عامة بجميع المناطق، خاصة التي تخلو من مثل هذه المكتبات ومنها منطقة جازان.
الحث على وقف الكتب
ويرى فضيلة المدير العام لفرع الوزارة في منطقة الحدود الشمالية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخضيري ان الاهتمام بالمكتبات الوقفية يمثل جانباً من الجوانب المهمة حيث توليه الدولة اهتماماً كبيراً كغيره من الميادين المتعددة لمجالات الوقف الخيري وذلك إيماناً منها بأثره الكبير في تنمية أبنائها حضارياً وعلمياً.
وأفاد فضيلته بأن المكتبات الموجودة في المنطقة تعتمد على الجهود الذاتية في إنشائها وأن الأمل معقود بأن تؤتي هذه المكتبات ثمارها في ظل الاهتمام المتزايد من قبل هذه الوزارة ممثلة في وكالتها لشؤون الأوقاف التي تسعى جاهدة للاستفادة من هذه المكتبات وتطويرها وتوسعتها بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة.
واعتبر فضيلة الشيخ الخضيري أن ندوة المكتبات الخيرية التي تنظمها الوزارة بالمدينة المنورة تعد بداية الانطلاق إلى تحقيق هذا الأمل من خلال العمل على توعية الناس بمكانة الوقف وأجره العظيم ولا سيما في جانب وقف الكتب وبيان أنه أجر دائم لا ينقطع حتى بعد الممات.
وطالب الشيخ الخضيري أن تتضمن توصيات الندوة حث وسائل الإعلام المختلفة في بلادنا وبلدان العالم الإسلامي على الدعوة إلى النهوض بالمكتبات الوقفية في شتى العلوم المختلفة حتى يمكن توفير الكتاب لمختلف الفئات من أبناء المسلمين، والنهوض بثقافتنا في شتى المجالات.
مبيناً أن ذلك يتطلب معه بث الوعي بين الأثرياء والعلماء للتعاون في إنشاء هذه المكتبات في أنحاء البلاد وتزويدها بالمراجع والكتب من مختلف العلوم.
أثر المكتبات في نشر العلم
أما فضيلة المدير العام لفرع الوزارة بالجوف المكلف الشيخ علي بن سالم العبدلي فيؤكد أن الوزارة قد أولت مشكورة قطاع الأوقاف بصفة عامة أهمية بالغة وذلك تنفيذاً لتوجيهات معالي الوزير الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي المنبثقة من اهتمام ولاة أمرنا - جزاهم الله خيراً- بهذا القطاع المهم.
مبيناً أن الفرع قام - تمشياً مع التوجيهات الدائمة والصادرة من مقام الوزارة - بتطوير الجهاز الخاص بالأوقاف وحصر جميع الأوقاف وتسجيلها وحمايتها من الاعتداء وإنفاذ شروط الواقفين.
كما يدرس الفرع حالياً الاستفادة من بعض الأراضي الموقوفة في مشروعات استثمارية بعد عرضها على مجلس الأوقاف الفرعي بالمنطقة لإجازتها.
أما عن العناية بالمكتبات الوقفية فيقول الشيخ العبدلي : لقد أولت حكومتنا الرشيدة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - المكتبات الوقفية عناية خاصة، ولا أدل على ذلك من إقامة الندوة الخاصة بها في المدينة المنورة خلال شهر محرم من هذا العام والتي تشرف على اقامتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في وكالتها لشؤون الأوقاف وتهدف إلى إبراز رسالة الوقف في المجتمع الإسلامي وخاصة وقف المكتبات والإنفاق عليها وتطويرها والإسهام في تحقيقها ونشرها لتعم بها الفائدة.
وأضاف يقول: ولما لهذه المكتبات من أثر ملموس في نشر العلم بين الناس قام الفرع ممثلاً في إدارة الأوقاف في محافظة القريات بتوزيع مايربو على عشرين مكتبة مصغرة في جوامع المحافظة تبرع بها أحد فاعلي الخير لتكون نواة خير وبركة.
وأوضح فضيلة المدير العام لفرع الوزارة بالجوف المكلف أن هذه المكتبات تحتوي على تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وفتاوى اللجنة الدائمة والخطب المنبرية لفضيلة الشيخ ابن عثيمين ومكتبة طالب العلم الجزء الاول وكتاب فتاوى المرأة والوجازة في أحكام الجنازة وكتاب التوحيد.
أوقاف كثيرة بمكة
ومن جانبه أكد فضيلة المدير العام لفرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة الدكتور حسن بن علي الحجاجي أن العناية بالأوقاف من أحد أهم أعمال هذه الوزارة لذلك خصصت وكالة خاصة للأوقاف تهتم بها وتحافظ عليها وتنميها مبيناً أن منطقة مكة من أهم مناطق المملكة التي توجد فيها أوقاف بكثرة ولذلك كان حرياً بالوزارة أن تصب جل اهتمامها على المنطقة.
وأشار الدكتور الحجاجي إلى أنه من الأوقاف الاستثمارية المتوقعة - بمشيئة الله تعالى - في المنطقة: وقف بستان مطر، ورباط شمس، ووقف جامع النور بالحفائر بمدينة مكة المكرمة، ومجموعة أخرى من الأوقاف في محافظتي جدة والطائف.
أما عن المكتبات الوقفية فقد أوضح فضيلة المدير العام للفرع أن المكتبات الموجودة في المنطقة تنحصر في مكتبتين فقط: الأولى مكتبة مكة بمكة المكرمة والثانية مكتبة ابن عباس بمحافظة الطائف.
وأوضح الدكتور الحجاجي أنه مقارنة بحجم المنطقة فإن هذا العدد يعتبر قليلاً جداً كما أن المكتبتين الموجودتين تحتاجان إلى تطوير ودعم مستمرين ومتابعة للجديد من الإصدارات وتحتاجان كذلك إلى دعمهما بالطاقة البشرية المؤهلة والأجهزة الحديثة والإصدارات والمطبوعات الجديدة مع الاهتمام بالمبنى وقاعات الاطلاع.
ويرى فضيلته: أن الوزارة عندما أنشأت إدارة خاصة بالمكتبات فإنها تسعى إلى تنمية وتطوير المكتبات القائمة وفتح مكتبات جديدة في المحافظات الكبيرة بالمنطقة.
وقال: وهنا تبرز أهمية ندوة المكتبات الوقفية التي تعقد في المدينة المنورة للاهتمام بهذا الجانب الهام الذي ينعكس تأثيره المباشر على الحركة الثقافية في البلاد، حيث يمكن من خلال هذه المكتبات وغيرها توفير المراجع والكتب الإسلامية في شتى العلوم الاخرى، لطلاب العلم والباحثين للنهوض بالحياة العلمية والثقافية ومسايرة الركب الحضاري.
تشجيع الناس والتجار
ويحدثنا فضيلة المدير العام لفرع الوزارة في منطقة تبوك الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام فيقول: إن الوزارة قد أولت منذ نشأتها عناية خاصة بالأوقاف الخيرية والاستفادة منها باستثمارها في صالح المشروعات الخيرية التي تعود بالنفع على المجتمع وبما لا يخالف شروط الوقف.
وأضاف فضيلته قائلاً: وفرع الوزارة في تبوك له - بحمد الله تعالى - مساهمة طيبة في هذا العمل الخيري العظيم فمع أن الأوقاف تكاد تكون محدودة بالمنطقة إلا أن العمل لا يزال جارياً حيال حصر المتيسر منها بشكل جاد من خلال توسيع نطاق البحث والمتابعة الحثيثة مع العمل أيضاً على إيضاح حقيقة الوقف وأحكامه عبر المنافذ الشرعية المتيسرة للفرع كالخطب والكلمات الوعظية والطرح الخاص لتذكير الناس بأهمية الأوقاف الخيرية في خدمة الفرد والمجتمع ومدى مسئولية الجميع في أداء هذه الأمانة مع تشجيع المسلمين عامة والتجار خاصة على هذه السنة المباركة التي تعتبر من الصدقات الجارية.
وأوضح الشيخ الغنام أن الفرع يحاول جاهداً استثمار المواقع والأماكن التي تخضع لأوقافه، مما يساهم في تفعيل مناشط عديدة في الدعوة ونشر المعروف كما اقترح مجلس الأوقاف الفرعي بالمنطقة عدداً من المواقع التي وضعت تحت الدراسة لتنفيذ المشروعات الاستثمارية عليها.
وحول أهمية المكتبات الوقفية في الرقي العلمي والحضاري للبلاد وجهود المملكة في العناية بها يقول فضيلة المدير العام للفرع: المكتبات الوقفية هي الأخرى لها أثرها الملموس في تثقيف المسلمين والرقي بالعلم ونشره وقد أدرك فرع الوزارة أهمية هذا الدور، ولايزال العمل جارياً في توفير خدمات جيدة في هذا الجانب، حيث يوجد في الفرع مكتبة للاطلاع تحتوي على أمهات الكتب والمراجع المعتمدة لإتحاف القارئ والزائر، كما أن هناك مكتبة شيخ الإسلام ابن تيمية لها أثر بارز في العطاء، مع العلم أن الفرع ساهم كثيراً في نشر الكتاب الإسلامي للأفراد والمؤسسات التي لها قراؤها وروادها.
واختتم الشيخ الغنام حديثه بقوله: ولايزال المجال بحاجة ماسة إلى مزيد من الجهود والإمكانات حيث أن هناك عدة طلبات لفتح مكتبات في مدينة تبوك ومدن المحافظات وسيطبق نظام المكتبات الخيرية عليها لاستكمال تحقيق النفع والفائدة، وللمحافظة على أهدافها واستمرار خدماتها.
كما تمنى فضيلته التوفيق والسداد لأعمال ندوة المكتبات الوقفية في المملكة بالمدينة المنورة حتى تحقق أهدافها السامية سائلاً المولى عز وجل أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد لكل خير وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ويعيننا على السداد ويزيدنا هدى.
سبع مكتبات
ومن ناحيته أفاد فضيلة المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الباحة المكلف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله حمدان الغامدي بأنه في إطار جهود الوزارة في خدمة الأوقاف الخيرية والحفاظ عليها وتطويرها فإن الفرع يقوم بحماية كاملة للأوقاف الخيرية الموجودة بمنطقة تبوك وتوابعها حيث يعمل على حصرها وتسجيلها واستخراج صكوك لجميع أراضي الأوقاف وكذلك يتم تأجيرها واستثمارها حسب الأنظمة.
وأوضح فضيلته أيضاً أن مجلس الأوقاف الفرعي يقوم بجهود مباركة في خدمة هذه الأوقاف واستثمارها مشيراً إلى أن الفرع قام بتعيين مراقبين لحمايتها من الاعتداءات وحضور الجلسات في المحاكم لاستخراج حجج الاستحكام وأبان المدير العام المكلف أنه تم بالفعل استخراج رخصتي بناء لمشروعين تجاري وسكني استثماريين، تم الإعلان عن أحدهما والآخر سيتم عرضه قريباً - إن شاء الله -.
كما أشار الشيخ الغامدي في حديثه إلى أهمية الكتب والمكتبات في ثقافة المجتمع وأثر الوقف الخيري في النهوض بالحركة الثقافية، من خلال المكتبات الوقفية على مر العصور الإسلامية في مختلف المجالات.
ثم قال فضيلته: ولم يغفل فرع الوزارة بالباحة أهمية المكتبات الوقفية فقد افتتح رسمياً سبع مكتبات في سبعة مساجد يتم حالياً الاستفادة منها ولاشك أن لهذه المكتبات فوائد علمية ودينية تعود على منسوبي المساجد ومرتادي هذه المكتبات إلا أنه لا تزال الحاجة ملحة لافتتاح مكتبات أخرى مستقبلاً.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
القمة التشاورية
منوعــات
ندوة المكتبات الوقفية
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved