Tuesday 25th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 10 صفر


ترانيم صحفية
هل تستخدم المفكرة اليومية؟!

الذاكرة تمثل جزءاً أساسياً في حياة الإنسان وطبيعة الفرد حيث أنه لا يستطع أن ينظم وقته أو يرتب أعماله بدون هذه العملية العقلية الجوهرية, وبما أننا نعيش الآن موسم الاختبارات فإن عملية تشغيل الذاكرة تعمل على قدم وساق فيما يخص استرجاع الفرد لمعلومات من المهم أن يختزنها في ذهنه والتأكد من ذلك عن طريق تدوينه إياها على ورقة الاختبار ولكن نسمع عن أولئك الذين يشكون من ضعف في الذاكرة، فتجد الطالب يقول أنه يحفظ ولكنه لا يستطيع استدعاء المعلومات التي استذكرها وهنا فإننا لو أتينا فعلا لنتأمل في مقولة ذكرها أحد علماء النفس وهي أن الفرد دائما إنما يتذكر ما يهمه بمعنى أن الفرد لن يتذكر إلا الأمور التي تشكل اهتماما بالنسبة له بمعنى أن الفرد المريض بضعف الذاكرة إنما تكون ضعيفة لديه مهما أراد أن يتذكر من مضمون ميوله وهواياته أما إذا كان الفرد لا يتذكر فقط المجال الدراسي فإن هذا يعني أن الطالب هنا لم يدرس باهتمام فيسير على السطور المنهجية سير الكرام وقد يتخلل هذه القراءة نوع من اللا مبالاة الأمر الذي لا يجعل الذاكرة تسجل أيا من المعلومات التي مرت عليها ومن ثم يعتقد الطالب هنا بأنه ضعيف الذاكرة ويؤمن بذلك ويعتقد به مما يثبط عزيمته الدراسية ويجعله يؤمن نفسيا بذلك.
أمر آخر هنا أيضا لابد من الاشارة إليه وهو أن البعض منا يستخدم طريقة تسجيل الأفكار أو تدوين الأعمال من أجل تذكرها بمعنى أن يسجل خطة عمليه لليوم القادم على أن تضم هذه الورقة الأمور التي يرغب الفرد ألا ينساها فيضع الورقة على المرآة أو على المكتب او على ملابسه التي يريد ارتداءها وذلك ليتذكر الأمور التي من المفروض أن يقوم بها وأمام هذا السلوك فإن علماء النفس هنا يشيرون إلى أن هذه من الأخطاء الشائعة التي قد تساعد على تدني مستوى النشاط العقلي لدى الفرد خصوصا مجال الذاكرة وذلك لأن الفرد هنا يحاول أن يثبط ويعدم دور التذكر فلا يحاول أن يتعب تفكيره أو ذهنه أو عقله بالاسترجاع والتذكر وإنما يريد أن يستلم ما هو من المفروض تذكره على الورق فقط!!
ومثل هذه الطريقة تشبه وضع الفرد عندما يبقي جسمه لفترة دون أي تمارين رياضية أو حتى دون أن يحاول أن يخدم نفسه بنفسه الأمر الذي يجعله بعد فترة إذا اضطر لذلك أي أراد أن يتحرك بمرونة فإنه سيظل في البداية يستصعب هذا وتكون حركته بطيئة ثقيلة ذلك على عكس الفرد الذي يمارس الحركة باستمرار طبعا,, إلا أن الفرق الوحيد أن الجسم مع تكرار الحركات قد يستعيد مرونته ولكن ضمور بعض نشاط الذاكرة قد لا يعود مرة أخرى!! هذا وقد يشعر الطالب أحيانا ببعض الاحباط في الذاكرة ونشاط الذهن بشكل بسيط جدا عندما يعود من بعد قضاء عطلة معينة بحيث تكون عملية التذكر لديه لأي مادة يدرسها بعد الإجازة أمرا يحتاج إلى بعض الوقت لاستدعائه أما عملية النسيان التي قد يتعرض لها أي فرد منا وبنسبة شبه متقاربة نسبيا فهي أمر طبيعي وهبه الله عز وجل لنا كنعمة لنسيان احزاننا أو ما قد يمر بنا من أمور قد لا نرغب تسجيلها في ذاكرتنا,, ولكن في المقابل هل نحافظ فعلا على نعمة التذكر ولا نجعل من أذهاننا كتلة جسمية تتمركز في الدماغ دون معرفة كيفية الاستفادة حقيقة من وظائفها - أظن أن الأمر هنا حقا لا يحتاج إلى أي تفكير!!.
نجلاء أحمد السويل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
تغطيات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved