عجباً لمن طال العناءُ بداره وغدا يطوقه الزمان بناره مثل الاسير مكبلاً في ظلمةٍ والضوءُ فيها جمرة لحصاره لا البحر اسجاه ليعلو موجه او دله عن خوضه ومساره والشيب سابقه الرجولة عاتباً قد زاده وقعاً على اقداره والعين لم تسلم مواطئ شيبه حتى الجفون انتابها بخماره قد صار شيخاً والسقام يدبّه والموت يرقبه على اطواره ماذا وقد عصفت به حمم الاسى وتباشرت اعضاؤه بدماره هل يحتفي بعزائه وبلائه ام انه يسعى الى اقراره هيهات ينسى من كوارث حظه حتى يُوارى في التراب بداره |
عاطف الغاوي
أبها - محافظة المجاردة/ مدرسة بدر بمحافظة المجاردة
***
اذا اعطت القصيدة نفسها من البيت الاول فماذا يتبقى لها؟ يجمل صديق الصفحة عاطف الغاوي تجربة القصيدة في بيتها الاول,, حيث العناء قد طال وغدا الزمان يطوق صاحب الدار بناره، ثم بعد ذلك يشرح البيت في التفاصيل، في شيب الشعر، وتهدل الجفون وضعف البصر ووهن الجسد، وفي الوان الهم والغم والكرب، وبالتالي فاننا لو اسقطنا عنصرا او عنصرين,, لو اسقطنا بيتا او بيتين لما اختل شيء في هيكل القصيدة طالما انها بكاملها تفاصيل تشرح البيت الاول.
من ناحية اخرى تبدو القصيدة سكونية بسيطرة ذلك الحس الانهزامي المستسلم الذي يكتفي بالاحترار دون اي بادرة او رغبة في كسر طوق الحصار - نفسيا على الاقل - والخروج من هذا السجن،
بل ان بطل التجربة في نهاية القصيدة يخير نفسه بين موقفين،
كلاهما خاضع لذلك الاستسلام وتلك الانهزامية
هل يحتفي بعزائه وبلائه ام انه يسعى الى إقراره |
خيار يردنا مرة اخرى الى السطر الاول، ليس لكي يعمق فيه وانما ليعيد صورة اخرى من صوره.
عاطف الغاوي يملك حسا شعريا ويضبط النسق الموسيقي ويجيد صياغة الجملة الشعرية،
وانما ما تزال تجربته في مرحلتها الباكرة المليئة بوعود طيبة حين يكتمل لها نضجها.