ان النقد لأي جنس ادبي اما ان يكون نقدا حكيما وهو الذي يقوّم العمل الادبي وفق قواعد مقررة او وفق مقابلته بنموذج ادبي قديم يعده الناقد مثالا للعمل الادبي الجيد، او ان يكون نقدا تذوقيا,, فالناقد متذوق للجمال وهو يبحث عنه لا عن العيوب ويضع نفسه مكان المؤلف ليفهم ويشعر ما اراد ان يفعل.
والقصة كجنس ادبي هام تندرج تحت هذين الاطارين وغيرها من الوسائل التي تحلل العمل الادبي وتعطي انطباعات عنه ومدى تأثر القارئ به، واستنباط الرسالة التي يريد الكاتب ان يوصلها للقارئ من خلال القصة.
ان اول ما ينظر اليه القارئ الناقد وهو الذي يريد ان يكوّن رؤية نقدية للقصة هي الافكار التي يطرحها المؤلف من خلال قصته، وكذلك الشخصيات وسلوكياتها وردود افعالها الشاذة والغريبة, كل هذه الاشياء لابد ان تستوقف القارئ الناقد قليلا لينطلق منها بعد ذلك الى فضاءات القصة الرحبة والغوص في اغوارها العميقة.
بيد ان هناك ثلاثة محاور رئيسية ينطلق منها من اراد الخوض في تجربة النقد للقصة:
1/ المحور الاول هو الكتابة النقدية لمن لم يقرأ القصة بتاتا وليس لديه اي فكرة عنها، ففي هذه الحالة يجب ان تذكر موجزا مختصرا لاحداث القصة ويشترط فيه الشمولية مع التركيز على العناصر الابداعية التي جعلت للقصة قيمة ادبية ونكهة جمالية,2/ المحور الثاني هو الكتابة النقدية لمن يعرف القصة جيدا ولكنه لا يعرف العناصر الابداعية التي جعلت القصة عملا ابداعيا فذا وجميلا، وفي هذه الحالة يجب التركيز على هذه العناصر وايضاحها.
3/ المحور الثالث هو القراءة الانطباعية او الاستجابة الشخصية للقصة، وفيها تظهر خبرات القارئ السابقة، وقيمه وحزنه وفرحه، وتصوره لنفسه,, كلها تكون كالمرآة لما تعرضه القصة، فتكون نظرة ذاتية بحتة, وهنا تكون القيم الموضوعية بعيدة او انها على الاقل تؤجل من اجل التركيز على رؤيته الشخصية للعمل.
ومما يجدر ذكره انه ليس هناك تفاضل بين هذه المحاور الثلاثة لانها تؤدي في الغالب الى النتيجة نفسها مع اختلاف وجهات النظر.
|