نزل المزن بأرض فهما وترى الارض بعينيها بريق نشوة السعي على أفنانها ترقص الزهرة والغصن الرشيق وأديم ناشر أنفاسه بعبير زاكي العطر رحيق وترى الماء نميرا مائجا ساري الجدول في الواد السحيق وترى الاجواء تزهو فرحا وترى الطقس من البرد يفيق ولفيف الخلق في نشوته وطيور الأيك في لحن رقيق وترى الحُب يضوي أملا وترى الأحباب حيرى لا رفيق! أي حب كان بالأمس جوى وعميد ينزف الجرح عميق وإذا بالغيد يقبلن سنا واذا بالحب يحنو من طريق وقيثار اللهو في أعماقه أغرى الأنفس باللحن فريق أطربيني يا جوى قيثارتي فأنا أحلم بالأمس الرفيق وفؤادي مشرق عنوانه لحبيب صان بالحب شقيق |
أحمد الكنوي
***
** أهي أغنية للربيع؟ حيث وقف الشاعر امام مشهد ساحر للطبيعة، احتواه وفجر فيه مشاعر الفرح؟ أم انها رؤية الإنسان اذا انتابته حالة من الفرح فيرى الوجود بهيجا حتى وإن كان يقف وسط صحراء موحشة,؟
النصف الثاني من القصيدة يرجح الاحتمال الاخير، لأنه في ظل هذا الاحساس بالتحقق والفرح تتغير الاحكام حتى على الماضي ذلك الماضي الذي كان يراه الشاعر لا يزخر من الحب الا بالجوى (اي حب كان بالأمس جوى) أصبح ذلك الأمس نفسه - في ظل حالة الفرح التي يعيشها الشاعر - حلما يرتجى فأنا احلم بالأمس الرفيق .
رغم ان الشاعر قد انكر ذاته فلم يتحدث عنها الا في السطور الاخيرة، فإنه كان طوال الوقت حاضرا بشكل موضوعي من خلال انعكاسات الطبيعة ووقعها على نفسه، هذا جيد فضلا عن ان رصد هذه الحالة على هذا النحو وببساطة ، وكذلك سلامة الموسيقى وجمال الصياغة في الجملة الشعرية كله يشير الى طريق بدأ الشاعر يسلك بداياته قد لا يطول الوقت حتى نراه يتوغل فيه