الله اكبر كم تموج من الورى
زمر اليك قد اعتراها ما اعترى
نزل القضاء بساحها وتقلدت
لحن النشيج ببطن مكة احمرا
والاخشبان ومن على بطحائها
مهج تذوب حشاشة وتحسرا
عَظُم المصاب ولا مصاب سوى الذي
خطف القلوب برمحه وتخيرا
تلك الجموع بقضها وقضيضها
من كل صوب بالمصاب تأثرا
من رائح جعل الهجير وقوده
او مدلج مارده طول السرى
لم يدرما خطر الطريق وقدره
فالخطب اعظم ان يرى ويقدرا
رمز الوفاء لشيخهم ولبازهم
ارث تبلّغه النون الاعصرا
حملوه من فوق الرقاب مبجلا
شح الزمان بأن يعاد مكررا
والتفهم صمت بصرِة نعشه
واتى النشيج بُعَيد ذاك معبرا
واذا المصائب بالضعيف تفردت
صدقت عيني ان تكذب ما ترى
كل يكفكف دمعه بردائه
وانا الذي كفكفت دمعي انهرا
قولوا لمن رزق التجلد ساعة
كيف السبيل بان تصاب وتصبرا
لو ان ما بي من مصيبة والد
فوق المشقّر لاستحال تكسرا
سبحان من جعل القلوب بحبه
والعروة الوثقى على كل العرى
ما كان بالفظ الغليظ يهابه
راجٍ ولا الغصن الرطيب فيعصرا
عليا الخلائق بالعباد تفرقت
وأتين من يمناه مسكا اذفرا
بالعلم بالبذل السخي بحلمه
اضفى على التاريخ وجها نيرا
ماضل من نبراسه في قلبه
نفذ القفار شعابها والابحرا
ساق اليراعة والكتاب ورأيه
واتى الثغور على الحدود وحررا
لولاه والقوم الكرام لما اهتدى
قلم على الدرب الغوي تعثرا
في عالم أكل القوي ضعيفه
والثعلبان يريد ان يتنمرا
يا غاديات المزن من تلك الرؤى
ماضر قبرا من غمامك ان جرى
فاستنبتي في قبره زهر الربا
فهو الجدير بأن يعز ويذكرا
نجم تألق في السماء ضياؤه
وطوى المسير وصار من حظ الثرى
كل البقاع تريده ذكرا لها
واستأثرت بأريجه ام القرى