ما أفدح الخطب حقا انه جلل

منه القلوب لشد الهول تنفطرُ

موت الامام الذي تحيا ضمائرنا

بعلمه كهشيم صابه المطرُ

ومات خلق كثير بعد ميتته

موت القلوب وإن عاشوا وإن كثروا

هذا الذي منه نخشى حينما وقعت

تلك الرزايا التي زاغ لها البصرُ

بحر سواحله بالموج تلتطم

بحر العلوم الذي تكمن به الدررُ

اضاء للناس انواراً مصادرها

سنة نبي الهدى ما شابها كدرُ

ليلٌ نهارٌ عطاء غير منقطع

يضيء للناس فهو الشمس والقمرُ

بالأمس تزدحم الطلاب في حلق

واليوم اصبح لاعين ولا اثرُ

سهم اصاب فؤاد الدين في عمق

فصار منه غزير الدم ينحدرُ

حزن توقد في الاحشا لواعجه

كالنار ان اضرمت تخبو وتستعرُ

رباه نسألك التفريج من كرب

يامن بقدرته المكسور ينجبرُ

والله ما علمت نفسي له مثلا

في العالم اليوم لابدو ولا حضرُ

من للصحاح يجليها لطالبها

وللسنن والاسانيد كذا السيرُ

من للمساكين والاغراب في بلد

يعد فيها لهم أباً ويعتبرُ

سيان ان طالت الايام او قصرت

فليس مكترث منها ولا ضجرُ

وهو الذي لم يقل يوما لسائله

عد عندما تنقض ايامه الشهرُ

يا آل باز تأسوا في مصابكم

بالمصطفى في جميع الامر واصطبروا

صلوا على المجتبَى الهادي لأمته

ما طاف بالبيت حجاج ومعتمرُ