نبأ يهز معالم الابدان
حدث يهز معالم البلدان
مفتي الجزيرة قد أتاه كتابه
فأجاب داعي الله ذي الاحسان
اجل مقدر ليس يفرك ساعة
يارب ثبتنا على الايمان
تسعون عاما روضة دعوية
في سائر الازمان والاوطان
في الخرج كان له مجال واسع
ودروسه بالروح والريحان
اما الرياض فلاتسل عن حاله
الباب مفتوح بكل زمان
كرم وعلم واهتداء واضح
بعد عن الاسفاف والعصيان
من كل ارجاء البسيطة قد أتوا
احواض علم نهمة العطشان
درس وغرس واجتناء ناضج
بهداية المختار والقرآن
والجاليات لغاتها قد ثبتت
ومخاطب للناس كل أوان
حتى النساء وجدن فيه كرامة
ومعلم للخير والنسوان
في المعهد العلمي كان موفقا
متمسك بالنص والبرهان
والجامعات تنورت بوجوده
نور القلوب هداية الحيران
أما الإذاعة قد تنور دربها
بالشيخ بلانصاح والتبيان
وبمكة وبطيبة آثاره
معروفة بالصدق والاتقان
والمجمع الفقهي كان امامه
من غير ما حرج ولا بهتان
أفتى واوضح للانام ورده
نص وفص مزهر الاغصان
ومناصح ومنافح ومجاهد
للشيب والكهال والشبان
ولدى الصحافة رده متوثق
حلم وعلم واضح العرفان
عبدالعزيز وان رحلت الى الثرى
فلقد بقى علم عظيم الشان
في كل حج والدروس مضيئة
وهداية الجهال والحيران
في الطائف الشماء كان موجها
بنصائح اغلى من العقيان
وبهيئة العلماء كان وجوده
لضرورة الايضاح والتبيان
والله يجبر كسرنا بمصابه
ففراقه من أعظم الكسران
والله فجر خسرنا بوفاته
موت الفقيد يخرج الخسران
يا ايها الملا الكرام تمسكوا
وتنسكوا للواحد الديان
وتنسخوا ان الحقوق كثيرة
وامانة الارواح والاركان
يا ايها العلماء تلك تحية
سجلتها باللطف والتحنان
سيروا على هدي الفقيد فانه
هدي النبي مطهر الادران
وتعاونوا وتواثقوا وتماسكوا
والعلم يشفي علة الاذهان
ربوا الشباب على الهداية والتقى
ان الغلو مواقد النيران
قولوا لهم ان الديانة رحمة
فيها النجاة ونهمة الولهان
يا ال باز فاهنأوا وتهنأوا
ميراث والدكم على الخفقان
ولتجمعوا كل الفتاوى انها
ميمونة مسعودة العنوان
فأبوكم تسعين عاما عاشها
في روضة الجنات بالاحسان
الله يرحمه ويرفع قدره
يوم الحساب تثقل الميزان
تلك القصيدة قد كتبت حروفها
سجلتها بالوزن والاوزان
صلوا على خير البرية احمد
حوض النبي هناءة الظمان
فأنا الجطيل كتبتها سجلتها
والحزن في الاعماق والاوجان
عبدالعزيز عليك رحمة ربنا
والكل من اهل البسيطة فان
والله يختم بالسعادة عمرنا
حمدا لربي منزل القرآن
موت المعلم نكبة ومصيبة
للعالمين وعزة الرحمن
اي يا ابن باز قد غرست حدائقا
قد اثمرت في طاعة المنان
كم بدعة احسنت رد ضلالها
من غير ماحرج ولا عدوان
المسلمون بكوا جميعا حينما
سمعوا الفجيعة في رؤى الاعلان
أفلا رأيت جنازة محمولة
ودموعهم سالت على الاوجان
ان المحبة للديانة رحمة
والحب للعلماء ملتزمان
ماذا اقول وكيف ارثي شيخنا
والحرف يبكي حرقة الفقدان
توحيده وحديثه وجوابه
حجج القلوب ومتعة الآذان
توجيهه تنبيهه تفقيهه
بتكرم وتلطف وأمان
وشفاعة وشهادة ووجاهة
أرأيت كيف معالم البستان
واذا تكلم فالقلوب تفتحت
لكلامه بالحب والوجدان
ان كان قد فقد العيون فانما
قلب مضيء مشرق الاركان
حجاج بيت الله بل عماره
فجعوا بموت الشيخ يا اخوان
حتى الدموع تحجرت وتخجلت
الله اكبر يا عظيم الشان
لو كان يبقى في الانام مخلد
لبقى النبي معلم القرآن
هي سنة الرحمن جل جلاله
تقضي الفناء على بني الانسان
والناس قد غفلوا وصاروا طعمة
لمكائد العصيان والشيطان
وكأنهم خلقوا ليبقوا ليتهم
عرفوا الحقيقة دون اي توان
سبحان من جعل المحبة رحمة
بين الانام بسائر الاوطان
واخصص بها حب الديانه كلها
شوقا الى النعماء والرضوان
من حبَّ من اجل الديانه صادقا
ميزانه متوقع الرجحان
من حبَّ من اجل النقود فانما
حب الهوى والاصفر الرنان
عبدالعزيز نحبه ونوده
هذا الرثاء علامة التبيان