بلى والله قد نزل القضاء
وهال الخطب واشتد البلاءُ
وباتت أمة الإسلام ثكلى
وليس لما ألم بها دواءُ
وعمَّ الفجع ساحة كل بيت
وكاد لما به يهوي البناءُ
ودب الحزن يعصر كل قلب
تَلازم والأسى فهما سواءُ
وجلل مهبطُ الوحيين صمت
يقطعه مع الحزن البكاء
غداة اصاب روعَ الناس سهم
من الناعي وقد برح الخفاء
نعوه ضحى وقد اضحى ابن باز
مع الأموات إذ كتب الفناء
فليس مخلدا حي كريم
وفي موت النبيين العزاء
وليس يدوم للأحياء عيش
وليس للذة الدنيا بقاء
تكدره وان طال الليالي
وتخطفه من الارض السماء
إذا وقع المصاب فليس يجدي
لدى وقع المنيات البكاء
ثوى شيخ المشايخ لايجارَى
له من كل منقبة رداء
له بين البرية سَيبُ جود
به شهد الألى عَرفوا وجاءوا
رحيب الصدر زيّنهُ عطاء
وأُلفي عند منزله السخاء
هموم المسلمين له هموم
إذا سيئوا لحادثة يُساء
وإن نالوا من الرحمن فضلاً
تغشته السعادة والهناء
إذا ما المسلمون غدوا حيارى
ودب الخلف يعصف والمِراء
تصدّى يجمع الشملَ ابن باز
واصلح خلف بينهم ففاءوا
إذا جن الظلام جثا سجودا
وتعليما إذا بزغ الضياء
فنون العلم سهَّلها لفهم
يحلُّ المشكلات له ذكاء
دعوت لدين ربك مستديماً
تساوى السقم عندك والشفاء
وحزت محامداً وخلاك ذم
(وشيمتك السماحة والوفاء)
وناصرت الولاة محضت نصحاً
لهم منك المحبة والولاء
وكنت لهم لدى الجُلَّى معينا
على الايام ديدنك الصفاء
بنور الشرع تبصر ذو سداد
برأيك في المُلِمَّةِ يستضاء
وقلبك واسع وتفيض رفقاً
فلا ملل هناك ولا جفاء
فغادرت البلاد وكل قلب
به صدع به كلم وداء
ليهنِك ما رأينا من شهود
بأرض الله كلهم ثناء
إلهَ العرش فاجعل منتهاه
لعلِّيِّين يكرم لايساء
وَهَوِّن عرضه وافض عليه
من الرَّحَماتِ غاية ما يشاء