لست صبرا على الأسى مستطيعا
أمر العقل أن أكون جليداً
ونهتني مشاعري أن أطيعا
بين عقلي وبين فيض شعوري
لم أحقق تقدما أو رجوعا
ذا ينادي بالصبر وهو جميل
وشعوري يقول لي: كن هلوعا
عِظَمُ الخطب لم يتح لي اختيارا
كدت من هول ماجرى ان اضيعا
فاستهلت مدامعي واستدرّت
رأفة العقل فاستجاب سريعا
وإذا القلب بعدما صدمته
شدة الرُّزء قد تهاوى صريعا
وتداعت للأمرأعضاء جسمي
كل عضو من المصيبة ريعا
حولتني، من بعد ان عيلَ صبري
وطأة الحزن شهقة ودموعا
يضعف المرء ان دهته الرزايا
ومن الدهر ذاق ضربا وجيعا
هل أناالراشد الذي قارب السبع
عين عاما، أم لا ازال رضيعا؟
اتراني وحدي رزئت أم الرزء
محيط بالمسلمين جميعا؟
أيُّ خطب أشد من فقد شيخ
خدم الدين رغبة وولوعا
اي خطب أشد من فقد شيخ
كان في الفقه والحديث ضليعا
وبعلم الرجال ليس يبارى
صار في حلبة السباق ذريعا
والمواريث وهوعلم دقيق
زاد فيه تفوقاً وبروعا
هو في عالم الدعاة إمام
فإذا ما دعا يلاقي سميعا
شاع ذكراً وعمّ في الناس نفعاً
فهو كالشمس مغرباً وطلوعا
لا يباهي بفعله أو يرائي
طاب لله نيةً وصنيعا
همه في الحياة ان ينشر التو
حيد والعلم نافعا ان يشيعا
بطل في الدفاع عن حوزة الد
ين بعلم فكان سدا منيعا
لا يحابي في مجلس العلم والع
دل رفيعا، ولايجافي وضيعا
إنما الفضل للذي يكسب الإس
سلام والمسلمين شأنا رفيعا
واسع الصدر لايضيق بمن يسأ
ل في الدين يطلب التشريعا
يسع الناس رحمة وحنانا
ويواسيهم لطيفاً وديعا
طاهر القلب ليس يحمل حقدا
أو خصاما يطوي عليه الضلوعا
ورع زاهد تقي نقي
كل اعماله تزيد سطوعا
كم رعى للايتام شأنا وواسى
ثاكلاتٍ، ومن تضور جوعا
كان عوناً له على كسب رزق
والأيامَى به وجدن الشفيعا
كم بيوتٍ حامت عليها المآسي
كل فرد قاسى العذاب ملوعا
بفتاويه مد جسر نجاة
بعد ان قارب البناء الوقوعا
فأعادوا حياتهم من جديد
وارتدوا خشية الشقاق دروعا
واستقروا وكان ذلك درسا
رأبوا بعدما دعوه الصدوعا
قد وجدنا في فعله سلف الأ
مة علماً مع التقى وركوعا
ذكرتنا خصاله الغر سعداً
وسعيداً ومالكا ووكيعا
وقته حافل بكل مفيدٍ
ومن الليل لايطيل هجوعا
يبتدي يوكه من الفجر حتى
موعد النوم حين يمضي هزيعا
ينقضي بين دعوةٍ وفتاوى
ودروس نهاية وشروعا
وشروح على المنون وتأليف
وردً على ابتداع اشيعا
ولقاءات من يقومون بالد
عوة سراً وما جهارا اذيعا
عمل دائب فما ارتاح يوما
من عناء او زار روضا مريعا
نشط في الأمور لم يأل جهدا
او يكن للخمول يوما ضجيعا
كل اوقاته سواء فلا يكر
ه صيفاً ولايحب ربيعا
إنما يمقت التهاون في الد
ين ومن كان للحقوق مضيعا
لم يذق زاده وحيدا مدى الد
هر ولكن يأتي الضيوف جموعا
كرم فاق فيه حاتم طيء
لم يكن للقرى شحيحا منوعا
وجباب، في كل يوم، ثلاث
كل وقت تلقى الضيوف رتوعا
لم يكن مسرفا وليس بخيلا
حامداً ربه مشكورا قنوعا
هذه بعض مالَه من خلال
ما اتاها تصنّعا او خضوعا
فهي فضل من الإله عليه
لم يحاول إلى سواها نزوعا
ربنا اجبر مصابنا بابن باز
واجعلن قبره منيرا وسيعا
وأثبه يارب جنة عدن
واعف عنه والمسلمين جميعا