 * جدة - واس
كشفت هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية عن وجود ظاهرة غريبة لدى اطفال كوسوفا في مخيمات اللاجئين بألبانيا ومقدونيا تمثلت في عدم القدرة على النوم وفقدان الشهية للطعام.
كما ان بعض الاطفال فقدوا القدرة على النطق والبعض الآخر اصبح يعيش حالة عصبية شرسة وبكاء مستمر.
وأوضح الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان بن خليل باشا ان هذه الظاهرة الغريبة التي اكدتها التقارير الواردة من مكتب الهيئة في تيرانا قد افرزتها تلك الأهوال والمآسي التي تعرض لها اللاجئون والمشاهد الحزينة التي يحملونها في ذاكرتهم والقصص المؤلمة التي يختزنونها خصوصاً وان ذاكرة الاطفال تحمل ابشع الصور ومن الصعب ان تمحوها الايام من اذهانهم.
وقال ان هذه الحالة العصبية التي يمر بها الاطفال ما هي الا تعبير عن احزانهم وغضبهم.
كما ان نوعاً آخر من العصبية الشرسة وهي ضرب الغير بدأت تنتشر بين هؤلاء الصغار على الرغم من عدم وجود اي اعراض مرضية اخرى.
واضاف ان السبب الرئيسي في ذلك يعود الى الذكريات التي بقيت في اذهانهم بعدما شاهدوا صور القتل والحرق والتدمير وسمعوا اصوات الانفجارات والبكاء وصرخات الرجاء التي استجدى بها آباؤهم للنجاة من القتل والتعدي وصور امهاتهم الباكيات على جثث آبائهم لا سيما وأنهم في مثل هذه السن الصغيرة لا يدرون ما يدور من حولهم.
هذا ومن ناحيته اكد ممثل المركز الاعلامي لكوسوفا في الشرق الاوسط ومقره القاهرة بكر اسماعيل ان احتياجات اللاجئين الالبان في الوقت الحالي لا تقتصر على الغذاء والمأوى فحسب بل اصبح العلاج النفسي لعديد من الحالات واحداً من قائمة احتياجات اللاجئين الاساسية.
وقال اسماعيل في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان ما تعرض له هؤلاء اللاجئون من قهر ومعاناة وانتهاك للآدمية على ايدي القوات الصربية يصعب على اي انسان تخيله او التعامل معه.
واضاف قائلاً: لقد تركت تلك التجربة المريرة جرحاً غائراً في نفوس هؤلاء المشردين ولا نعلم اذا كان بمقدورهم يوماً ما نسيان ما حدث او التأقلم على ذكراه .
ولفت بكر اسماعيل الانتباه الى ان من اهم الحالات التي تستدعي العلاج النفسي هي حالات الاغتصاب الصربية ضد نساء كوسوفا فلقد تعرض الكثير منهن للاغتصاب على يد الجنود الصرب تماماً كعمليات القتل الجماعي.
واستشهد على ذلك بتأكيد الأطباء والمشرفين على اللاجئين في مخيمات كوكيس بالبانيا ان حالات الصدمات النفسية والعصبية والعقلية مرتفعة للغاية بين النساء جراء اغتصابهن.
واوضح ان اطفال اللاجئين الألبان استطاعوا التعبير عما بداخلهم عن طريق الرسم ضمن اطار حملة علاج خاصة بالاطفال ضحايا الحرب الدائرة وتنظم تلك الحملة هيئة اليونسيف في معسكر اللاجئين بالعاصمة الالبانية تيرانا.
واشار بكر اسماعيل الى ان من بين ربع مليون طفل تقريباً هم ضحايا الازمة يأتي الى معسكر تيرانا يومياً ثلاثمائة طفل لتلقي العلاج التابع لليونسيف ويتمثل العلاج في التعبير بالرسم عن مشاعر الطفل او عما قد شاهده او عن تصوره للمستقبل.
ولاحظ ان رسوم الاطفال مفجعة وتدل على حجم المأساة والمعاناة النفسية التي تعرضوا لها جراء الحرب الدائرة,, مؤكداً ان رسوم الاطفال امتلأت بالجنود وبالبنادق والقتلى وكثير من الدماء والدمار.
|