Tuesday 25th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 10 صفر


تجربة مجلس التعاون الخليجي,, من منظور ساسة ومفكري مصر
د, مصطفى خليل: مستقبل واعد لدول الخليج بسبب نجاح تجربة مجلس التعاون
د,ميلادحنا: التجربة الوحيدة الناجحة في التضامن العربي
د,عبدالقادر حاتم: تأخرت الأمة العربية وتقدم مجلس التعاون

*القاهرة- مكتب الجزيرة- على السيد
مجلس التعاون الخليجي من انجح تجارب التكامل العربي في عالمنا المعاصر, بهذه العبارة يصف المسئولون والمفكرون المصريون تجربة مجلس التعاون الخليجي التي حققت عبر السنوات الثماني عشرة الماضية ماعجزت عن تحقيقه التجمعات العربية الاخرى التي اندثر بعضها وتعثر الآخر.
ورغم التحديات الكبرى التي تواجه مجلس التعاون الخليجي منذ دخول العراق الكويت في عام 1990م، واستمرار هذه التحديات حتى الآن، الا ان مجلس التعاون الخليجي لم يتقهقر، او ينغلق على ذاته، وانما واصل مسيرته القومية في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك، وذلك بشهادة السياسيين والمفكرين المصريين الذين شملهم هذا الموضوع.
يصف الدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الاسبق ونائب رئيس الحزب الوطني الحاكم، تجربة مجلس التعاون الخليجي بأنها تجربة رائدة لتوثيق التعاون بين دول المنطقة، موضحاً ان ما يميز تجمع مجلس التعاون الخليجي هو تقارب الاوضاع الاجتماعية لدول المجلس، بالاضافة الى التشابه الكبير في الانظمة السياسية، الامر الذي وضع اساسا جيدا لمستقبل العلاقات لدول الخليج.
ويضيف الدكتور مصطفى خليل قائلاً: دول الخليج لها قدر خاص في نفوسنا، باعتبارها دولا عربية تقوم بجهد كبير في عملية التنمية العربية، ومساعدة البلاد العربية في النهوض بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبما يساهم في تهيئة الاجواء اللازمة لتدشين تكتل اقتصادي عربي قوي, بالاضافة الى مجالات العمل التي تفتحها دول مجلس التعاون الخليجي للعمالة الوافدة من الاقطار العربية، الامر الذي انعكس بالايجاب على تقليل معدلات البطالة في المنطقة، وارتفاع مستوى معيشة الشعوب العربية.
وفي معرض حديثه يقول الدكتور مصطفى خليل: نتمنى لتجربة مجلس التعاون الخليجي كل النجاح، كما نتمنى لدول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية مواصلة دورها الرائد في توحيد الصف والمواقف العربية.
ويعتبر الدكتور مصطفى خليل الانجاز الذي حققه مجلس التعاون الخليجي عبر الثمانية عشر عاما الماضية، يفيد بان المجلس يمكن ان يكون نواة لتجمع اكبر في المستقبل، وينوه رئيس وزراء مصر الاسبق في هذا الصدد، الى ان اوربا الغربية اقامت وحدتها على اسس واوضاع اقتصادية وسياسية تتماثل مع الاسس التي انطلق منها مجلس التعاون الخليجي.
وتوقع الدكتور/ مصطفى خليل ان يشهد القرن المقبل نقلة حضارية كبرى لدول مجلس التعاون الخليجي بفضل الجهود التي يبذلها المجلس للارتقاء بمستوى شعوبه، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم، وحرص المجلس على ايفاد الشباب الخليجي للحصول على التخصصات العلمية النادرة في الخارج
وهنا يقول الدكتور مصطفى خليل: استطيع ان اؤكد من واقع تجربتي الشخصية في التعامل مع الشباب الخليجي الذي حصل على قسط متقدم من التعليم في الخارج، ان هؤلاء الشباب سوف يلعبون دوراً بارزاً لخدمة مستقبل بلادهم.
التجربة الوحيدة
اما الدكتور ميلاد حنا، المفكر العربي المعروف والوزير السابق بالحكومة المصرية، فيؤكد انه في اطار مجمل الدول العربية لم ينجح اي نوع من التقارب او التعاون او تحقيق الانجازات بين الدول العربية، الا مجلس التعاون الخليجي الذي اثبت فعالية كبرى في حرب الخليج - ولولاه لتغير توازن الامور في المنطقة.
ومن ناحية الشكل، يشير الدكتور ميلاد حنا، الى ان دول مجلس التعاون الخليجي، هي مجموعة من الدول المتقاربة جداً وذات توجه ثقافي متقارب، فضلاً عن انها تربطها علاقات وعادات اجتماعية واحدة.
ورغم هذا التقارب الكبير، هناك فوارق في مستوى الاداء.
ولكن النظام السياسي قادر على استيعاب الازمات عندما تحدث.
ويستطرد الدكتور ميلاد حنا قائلاً: هناك بين المثقفين العرب عدة اسئلة تطرح نفسها في مثل هذه المناسبة السعيدة وهي:
من المؤكد انه توجد حالة من الغيرة نظير الثراء لهذا المجلس وفي المقابل توجد دول عربية فقيرة جداً، وانني ادرك - والحديث موصول للدكتور ميلاد حنا- بان الصناديق المختلفة في معظم دول مجلس التعاون الخليجي تقدم معونات بشكل او بآخر، وتقدم قروضا ميسرة، ولكن هذه المعلومات قد تكون غير متاحة للكافة.
-كأن قد تكون في ذات الوقت تقريباً، مجموعة اخرى من اطر التعاون تشمل دول العالم العربي الوسطى، حيث مصر وبلاد الشام والعراق، ولكنها لم تحقق انجازاً قليلاً او كثيراً.
-وتكون في ذات الوقت، اتحاد المغاربي، والذي يمتد ليشمل ليبيا شرقاً وحتى المغرب غرباً، وقد حافظ هذا التجمع على الشكل دون المضمون، فلا زال قائماً ولكن فعالياته محدودة، ويمكن ان تزداد مع الوقت.
-ومجمل القول عند الدكتور ميلاد حنا، تحية لمجلس التعاون الخليجي، متمنياً ان يكون سنداً لباقي الدول العربية في الجوانب الاقتصادية وفي جوانب التبادل والتنوع الثقافي، حتى يكون للعرب مكان ومكانة على خريطة الكتل الاقتصادية والثقافية والحضارية.
ضرورة حتمية
ويؤمن الدكتور عبدالقادر حاتم الامين العام السابق للمجالس القومية المتخصصة في مصر، ان الامة العربية تأخرت كثيراً في اقامة تكتل اقتصادي او سياسي بالرغم من انشاء جامعة الدول العربية قبل التفكير في الوحدة الاوربية، وبالرغم ايضاً من عالم التكتلات الاقتصادية الذي نعيشه اليوم، سواء التكتل القائم بين الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك، او التكتل الاوربي، او تكتل جنوب شرق اسيا.
الجميع تحرك بسرعة من حولنا، الا الامة العربية التي تربطها وشائج قوية، ومن هنا فإن التنظيم الذي حدث في الخليج هو نوع من التكتل الذي يجب ان نباركه، ونعمل على ان يزداد تقدماً في شتى الميادين المختلفة.
ويأمل الدكتور عبدالقادر حاتم، ان يزداد التوسع في مجلس التعاون الخليجي ليشمل اقطارا عربية اخرى، على امل ان يساهم ذلك في اقامة السوق العربية المشتركة.
ويؤكد الدكتور عبدالقادر حاتم على اهمية تقوية مجلس التعاون الخليجي باعتباره تجمعا عربيا ناجحا في عصر العولمة والكيانات الكبرى، هذا العصر الذي تسعى فيه القوى الكبرى لأن يحكم العالم نظام سياسي واحد مبني على الديمقراطية، وحقوق الانسان، والاقتصاد الحر، ولاحدود بين الدول تعرقل انسياب رؤوس الاموال.
ويقول الدكتور عبدالقادر حاتم: اذا كان الامر كذلك بالنسبة للعالم من الناحية السياسية، وكذلك نجد هذه الفضائيات الهوائية التي جعلت العالم قرية واحدة، وتريد ان تكون هناك ثقافة واحدة, وهذا امر من الصعب ان نتبعه، ومن ثم فمن واجبنا نحن، وقد قمنا بهذا الاتجاه الثقافي العربي، ان نبارك تكتل دول مجلس التعاون الخليجي ليكون عوناً او قفزة الى الامام، من حيث الوصول الى ما ترجوه الامة العربية.
تطلعات المستقبل
ويرى الدكتور حسن نافعة المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, ان مجلس التعاون الخليجي حقق العديد والكثير من الانجازات، ولكن لاتزال هناك تطلعات اكبر تعقدها شعوب المنطقة على هذا التجمع في المرحلة المقبلة, انطلاقاً من العلاقات الاخوية، والتقاليد الواحدة، والامتداد الجغرافي وعوامل الوحدة التي تعد اقوى بكثير في مجلس التعاون الخليجي عن بقية العالم العربي.
ويأمل الدكتور حسن نافعة ان يتمكن مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة المقبلة من حل كافة مشاكل الحدود بالمنطقة، وان يتمكن من صياغة الاوضاع في المنطقة وفق رؤية خليجية موحدة.
موقف الجامعة العربية
ويكلل المستشار طلعت حامد المتحدث الرسمي لجامعة الدول العربية هذه الآراء، بقوله ان الجامعة العربية تثني على الدور الهام الذي يقوم به مجلس التعاون الخليجي في دعم الترابط والتضامن العربي, مؤكداً ان المجلس لاينقص من مكانة الجامعة العربية، وان دوره لايتعارض مع الدور الذي تقوم به الجامعة، كما يردد البعض.
ويشير المستشار طلعت حامد في هذا الصدد الى ان المادة التاسعة من ميثاق جامعة الدول العربية تحث الدول العربية الراغبة في توثيق الصلات والعلاقات فيما بينها ان تنشىء وتقيم هذه الروابط، بما يعزز من دور منظمة الجامعة العربية.
وتاكيداً لهذا التفاعل، يقول المتحدث الرسمي للجامعة العربية ان مجلس التعاون الخليجي وقع مؤخراً مذكرة تفاهم مع الامانة العامة للجامعة العربية، بشأن تبادل المعلومات والتشاور في الامور التي تهم الجانبين,
كمايؤكد طلعت حامد ان مجلس التعاون الخليجي يعمل منذ انشائه على دعم وتعزيز العمل العربي المشترك بما يحقق الازدهار للامة العربية.
ويعرب المتحدث الرسمي للجامعة العربية عن امله في ان يواصل مجلس التعاون الخليجي مسيرته بمزيد من الاقدام والنجاح.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
تغطيات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved