Tuesday 25th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 10 صفر


رأي الجزيرة
قالها خادم الحرمين الشريفين: مجلس التعاون وُجِدَ ليبقى

استطاع مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنذ انطلاقة مسيرته المباركة بعد قمة أبوظبي الأولى في 25 مايو 1981م، أن يتفوق على كل الظروف والأحوال غير المواتية والحافلة بالعقبات الكثيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، استطاع أن ينجز مشروعات بنائية وإنمائية عملاقة تحدث لأول مرة في التاريخ الحديث والمعاصر للدول الأعضاء فيه.
وقد نقل المجلس - بفضل من الله - ثم بفضل عزائم قادته الأبرار الدول الأعضاء إلى مصاف أكثر دول العالم الناهضة تطورا وتقدما وازدهارا.
كما نجح في بلورة الملامح الأصيلة لكم الوشائج والأواصر والروابط العقدية والعرقية والثقافية والاجتماعية والجغرافية والتاريخ المشترك بين دوله وشعوبها التي ازداد تقاربها وتفاهمها وتضامنها وتعاونها بعد أن تحددت أهدافها، وتمازجت أحلامها وتفاعلت عزائمها وتوحدت ارادتها، وأصبحت رؤيتها للواقع والمستقبل أكثر وضوحا وجذبا وحفزا للعمل والانجاز والعطاء.
وبمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لإنشائه والتي تحل اليوم فإن التاريخ حين يتذكر قيام مجلس التعاون وحين ينظر المؤرخون بانصاف وتجرد إلى مسيرته خلال السنوات الثماني عشرة الماضية فإن صورة وملامح وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تتداخل في جميع الصور والملامح، وتمتزج بقامة كل مصنع شامخ، وبكل بهجة زرع أخضر وبكل لمحة من لمحات الازدهار الحضاري الذي أصبحت عليه المملكة وبقية شقيقاتها دول مجلس التعاون,فقد كان وما زال - أيده الله - رائد مسيرة المجلس وحاميها من كل هجمة خارجية، ويقيلها من كل عثرة في طريقها بكل ما قدم من مبادرات متنوعة الاغراض والأهداف وفي جميع المجالات التي شملتها أهداف مجلس التعاون من أجل الوصول بالمسيرة إلى غايتها الأخيرة وهي الوحدة التكاملية العضوية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية والدفاعية.
وكانت أول مبادرة له - أيده الله - بعد أقل من أربع سنوات على إنشاء مجلس التعاون هي تخصيصه نسبة (10%) من أسهم سابك رائدة الصناعات الوطنية السعودية لمواطني دول مجلس التعاون.
وقد عبر المليك المفدى بعد ذلك في القمة الثانية لمجلس التعاون بالرياض عن أن المشاريع الاقتصادية هي التي يمكن أن تربط مصالح شعوب دول مجلس التعاون، وأعرب عن أمانيه في أن يرى مصنعا كويتيا في جدة أو سعوديا في أبوظبي أو اماراتيا في مسقط أو عمانيا في البحرين أو بحرينيا في الدوحة, وبمثل هذه الأماني يتطلع خادم الحرمين الشريفين لأن يرى الوحدة الاقتصادية وقد تحققت عمليا وربطت مشاريعها المصالح المشتركة لدول وشعوب المجلس.
ووقف في طليعة المدافعين عن الكويت الشقيقة- وهي الدولة المؤسسة لمجلس التعاون الخليجي، بل صاحبة الفكرة الأولى في إنشائه - ردعا لغزو عسكري غادر من نظام حاكم العراق صدام حسين, وكان الغزو عدوانا غير مسبوق من دولة عربية لأخرى عربية جارة، كما كان هدف الغزو الأساسي هو ضرب الوحدة التعاونية والتكاملية لدول مجلس الخليج العربية الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وايقاف مسيرة هذا المجلس الذي أخذ يلعب دورا متصاعد الأهمية ومتزايد القيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي واصبح لدوله اثرها في الساحة الدولية وتأثيرها في دوائر صنع القرار الدولي.
ولم تكن القمة التشاورية الأولى التي عقدت في مدينة جدة يوم 10 مايو الحالي برئاسته آخر مبادراته الرامية إلى التعبير عن دوره المتواصل والفعال لتأكيد قوة مجلس التعاون وقدرته المتعاظمة على مواصلة مسيرته المباركة, ولقد استقبل خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - اشقاءه قادة مجلس التعاون في تلك القمة التشاورية الأولى، استقبالا اخويا وديا خاليا من كل المظاهر البروتوكولية، للتعبير عن وحدة البيت العربي الخليجي الذي ينتمي إلى أفراد أسرته أفراد شعوب دول المجلس كما ينتمي إليه قادتهم في تلاحم وطني إنساني ووحدوي مصيري,وكان ذلك أول عمل كرس هذه الوحدة الأسرية على مستوى القادة الذين شعر كل منهم أنه في بيته الثاني، وبين أهله، وأفراد أسرته في المملكة كما هو الشعور عندما يكونون معا في عواصم دولهم الست.
وهكذا تثبت الأيام التي شهدت وما زالت تشهد تواصل مسيرة مجلس التعاون، مقولة خادم الحرمين الشريفين المشهورة: (إن مجلس التعاون وجد ليبقى).
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
تغطيات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved