مرثية في سماحة العلامة الفقيد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أسبغ الله عليه شآبيب الرحمة والرضوان.
لجسمك أن يُغَيِّبه الرحيل ولكن طيب ذكرك لا يزول لقد دمعت لفقدك كل عين أصاب سوادها الخطب الجليل فلم تك في حياتك غير حر أمين، لا يطيش ولا يميل ولم تكن الحياة لديك إلا مراح مسافرٍ سفراً يطول فلم تذخر لنفسك غير ذخرٍ جميل، صاغه فعل جميل وجدنا فيك رأياً لا يضاهى وعلماً زانه خلق نبيل بنيت على الشريعة كل فتوى وكنت عن الشريعة لا تحول وبعض القوم فتواهم عجول وبعض القوم فتواهم فضول فكنت تردهم رداً جميلاً اذا ما زاغ غر او جهول تُبيِّن ما ترى بأعفّ قول وتتبع بالأدلة ما تقول وتنهج نهج داعية حفي بميزان العدالة لا يشيل (1) فسبحان الذي اعطاك فهماً وادراكاً تحار له العقول وكنت مع الجميع أباً رحيماً يحب الخير، ليس له بديل لقد فقدوا بفقدك كنز علمٍ وفقهٍ ليس يعوزه الدليل فكم جالت بأنفسنا هموم فكنت شفاءها مما يجول وكم ضاقت على قوم سبيل فكنت لها، وتنفرج السبيل وحررت العلوم لطالبيها وانشأت المآثر تستطيل وقد اعطيت من كف كريم نبيل، لا اشلّ ولا بخيل فأنت نسيج وحدك في البرايا وهل لفرائد الدنيا مثيل؟! جزاك الله عنا كل خير وغشى قبرك الغيث الهطول مآل الحي يوماً ان يوارى وغاية شمسنا يوماً أفول ولو كان الخلود لمن أردنا لكان أحق بالخلد الرسول |
شعر الدكتور: أحمد بن محمد الضبيب*
* عضو مجلس الشورى
(1) شال الميزان فصيحة وليست شال العامية بمعنى حمل, والوصف للميزان