يعمد الساسة الامريكيون المحالون على التقاعد الى لفت نظر الناس بما يقومون به من اعمال (يعتبرونها) خيرية! كأن يقوم احدهم برعاية جمعية تُعنى بشؤون مرضى ال(باركنسون) لأنه عادة يعاني منه, وال(باركنسون) حمانا الله منه، مرض العجز والشيخوخة الحقيقية إلى جانب (الزهايمر) الذي يأكل خلايا الانسان ثم يبدأ في التهام مخه! وبعضهم يرأس أندية ل(الغولف) والتنس ولا مانع من ان يكون (مستشارا) في المافيا! نظراً لخبرته التي لا تجارى في ألاعيبها!! التي مرَّ بعضها من تحت طاولته ولم يمر البعض الآخر! ولا تختلف مشاعر الكثير من هؤلاء ولا ولاءاتهم ولاعقائدهم ولا نظرتهم للامور بعد وصولهم الى مرحلة التقاعد الاجباري! ولو كانوا يصلحون للسينما لشغلّوهم في ادوار (كومبارس)! هذا ليس تشفيا بأكبر قادة العالم الجديد ولكنها الحقيقة الماثلة للعيان والتي لا تقبل الطعن.
فالرئيس الامريكي السابق يصبح مثله مثل المواطن العادي ان لم يكن أسوأ! ففجأة تختفي مظاهر البذخ والحفلات التي تقام (عمال على بطال) والسهرات الارجوانية! ويصبح عليه ان يتعامل بالبطاقة التموينية والضمان الصحي, بعد ان كان اذا عطس جُنّد له جيش جرّار من الاخصائيين وصارت أنباء صحته مثار اهتمام الاخبار العالمية التي لاتزال رغم هذا العمر من التعاطي بالشأن الامريكي تتصور ان نزلة برد يصاب بها رئيس امريكي ستغير من السياسة الامريكية وسيرتفع تبعا لها سعر الارز والشاي والصابون.
ربما يكون الرئيس الامريكي الوحيد الذي (دلع) نفسه هو (جون كينيدي) حيث تزوج من جميلة الجميلات (آنذاك) جاكلين التي عرفت فيما بعد ب(جاكلين أوناسيس) نسبة الى زوجها العجوز (أوناسيس) امبراطور النفط والناقلات والهيصة!! ولكن بعد أن اغتيل الرئيس الوسيم! وانحسار الاضواء المبهرة مثل الشلالات عن شخص ما لابد ان يصيبه بالاحباط وربما فقدان الامل ولكن لا هذه ولا تلك أثّرت في الرؤساء السابقين, لأنهم يعلمون ان هذا قدرهم المحتوم ولو دامت لك لما وصلت لغيرك, لذا فهم يتشبعون بكل مظاهر الرخاء اثناء حكمهم بل ويطلقون صيحات الحرب والسلام من حديقة البيت الابيض غير عابئين بالعالم التعبان.
ولم نسمع عن رئيس سابق كتب مذكرات ايام العز ونسب لنفسه فيها ما ليس له وما ليس فيه كما يفعل بعض أشباه الساسة من دول العالم الثالث الذين يعتبرون مذكراتهم كنزا لا يجوز التفريط فيه مع انها لا تتعدى ما يعرفه المتابع من ضجيج الآلة الاعلامية التي كانت تصنع لوحدها (أمجاد) و(بطولات) هذا الزعيم والذين يقرءونها يفعلون ذلك من باب العلم بالشيء.
اما في الغرب فكل شيء متاح للمتابع والفضولي الذي من هواياته معرفة ما يدور في اذهان الساسة السابقين وحتى في مطابخهم وغرف نومهم! وهؤلاء ما يصدقون على الله ان فترة رئاستهم تنتهي حتى يعودوا مواطنين عاديين واذا كان بهم (شدة) يمارسون رياضة الغولف مع بعض من تبقى لهم من رفاق الزمن السعيد.
|