في منتصف الأسبوع قراءة,, في البيان عبد الله الضويحي |
كيف يمكن ان ننظر للبيان الذي صدر عن اللجنة الاولمبية السعودية مساء الجمعة الماضية بالمشاركة الكاملة في دورة الالعاب الرياضية العاشرة التي يستضيفها الاردن الشقيق خلال شهر اغسطس القادم؟!
هذا البيان يتجاوز في اطاره اي بيان آخر يصدر حول المشاركة في اي بطولة او دورة مهما كان حجمها ونوعها.
ذلك ان مسببات البيان والظروف التي احاطت به تختلف عن غيرها,, وهي امتداد للظروف التي احاطت بالدورة العربية نفسها، وكادت ان تعصف بها - ان صح التعبير .
ثم ان هذا البيان جاء بعد ايام من تصريح لمصدر مسؤول في اللجنة الاولمبية السعودية بمقاطعة الدورة المذكورة في حالة مشاركة العراق كتسجيل موقف على التصرفات العراقية في حرب الخليج الثانية وموقفه من الكويت حتى مابعد الغزو,، وتضامنا مع الموقف الكويتي الشقيق الذي قرر مقاطعة الدورة في حالة مشاركة العراق.
من هنا تأتي اهمية التساؤل المطروح في بداية المقال.
ويخطىء من يظن ان البيان يناقض تصريح المصدر المسئول,, او يمثل تبدلا وتغيراً في موقف المملكة ممثلة في اللجنة الاولمبية من الدورة العربية للالعاب الرياضية,, او مما يدور في الساحة العربية هذه الايام.
والمتأمل في البيان والتصريح او القارىء لما بين السطور يدرك انهما يلتقيان في الجوهر,, وان القاعدة التي استند اليها المصدر في تصريحه هي ذات القاعدة التي استند اليها البيان,, وهي الحرص على وحدة الشباب العربي وتجسيد تلاحمه.
ان بلدا مثل المملكة العربية السعودية لابد ان يكون له دوره الفاعل والمؤثر في كثير من القضايا خاصة العربية منها بما يملكه من ارث تاريخي وفعل معاصر اعطاه الحق بان يكون مركز ثقل لهذه الامة على مختلف المستويات والتوجهات.
سياسيا,, كمصدر رأي ومنبع قرار.
دينيا,, كقبلة للمسلمين,.
اجتماعيا,, كموطن لمهد الحضارة العربية ومصدر اشعاع لها,.
ورياضيا,, فهي تحتضن,, وتقود كثيرا من الاتحادات العربية,, والتي يأتي في مقدمتها اكبر الاتحادات واكثرها اهمية وهو الاتحاد العربي للالعاب الرياضية الذي يشرف على دورة الالعاب الرياضية العربية والاتحادات العربية الاخرى، ويتولى رئاسته صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية.
من هنا تأتي اهمية القرار السعودي واهمية المشاركة السعودية من عدمها في بطولة كهذه.
وحسبي ان المسئولين في اللجنة الاولمبية برئاسة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الذي يدرك الجميع والمقربون من سموه حكمته وبعد نظره حيال كثير من القضايا والامورخاصة مايتعلق بالشباب العربي والتي تتجاوز اطار المنافسة في الميادين الرياضية ومايترتب عليها من نتائج طبيعية لاي منافسة,, الى ماهو اكثر عمقا وشمولية واكثر اثرا على المدى البعيد.
اقول حسبي ان المسئولين في اللجنة الاولمبية قد درسوا الموضوع من مختلف الجوانب والابعاد المحيطة به,, مراعين الانعكاسات الجانبية ومايترتب على اتخاذ مثل هذه الخطوة من تبعات,.
واحسب انهم وضعوا الخيارين امامهم.
المشاركة,؟!
ام عدم المشاركة,؟!
وايهما اجدى نفعاً,؟
والمنفعة هذه ليست ذاتية لانه لو كان المقصود ذلك لكان القرار المتخذ واحداً ومنذ البداية,, ايا كان، لكنه قرار مرتبط بمستقبل الامة العربية التي تتولى المملكة زعامتها المرتبطة بمصلحة الشباب العربي الذي تتولى المملكة قيادته.
لقد اعتاد القرار السعودي في كثير من القضايا خصوصا فيما يتعلق بالشباب العربي على ميزتين:
- الحكمة وبعد النظر.
- الاستقلالية.
وعلى ضوء ذلك اصبح في كثير من الاحيان متبوعاً لا تابعاً.
والتبعية هذه لاتعني الانقياد وراءه بقدر ما تعني التأثر به وتطبيقه احتراماً لوجاهته وقناعة بمصداقيته، وايمانا بنواحيه الايجابية, وانعكاساته المستقبلية.
لقد فرق القرار دون ان يعلن ذلك رسميا,, بين القيادة العراقية التي تسير في توجهاتها ومواقفها في خط متواز مع مصلحة الامة العربية المتفق عليها,, وبين الشعب العراقي الذي نلتقي معه,, ويلتقي معه الشباب العربي في نقطة واحدة، وربما اكثر,وربما حقق هذا اللقاء,,ابعاداً اخرى لم تكن واردة- على الاقل في الوقت الراهن او اللحظة الراهنة - وهو احد اهداف البيان.
ثم ان المشاركة لاتعني ابدا اختلافا في وجهات النظر مع آخرين تجاه قضايا معينة، اوعامة، إذ ان هناك ثوابت لايمكن الحياد عنها,, تجاه قضايا الامة العربية المصيرية وثمة متغيرات تفرضها الظروف وطبيعة المرحلة دون ان تؤثر على الثوابت, لقد راعى البيان - في نظري - ظروف الدورة العربية وتاريخها.
هذه البطولة التي ظلت تراوح مكانها ردحاً من الزمن متعثرة الخطى, حتى قيض الله لها امير الشباب العربي فيصل بن فهد بتبنيه لها,, من خلال تبنيه للاتحاد العربي للالعاب الرياضية فكان ان قامت على قدميها,, وسارت بشكل منتظم نحو هدفها المنشود,, آخذا في اعتباره - أي البيان - مكانة المملكة العربية السعودية,, وقيادتها للشباب العربي,, في ظل الظرف الراهن الذي تمر به الامة العربية في هذه المرحلة بالذات التي تدعو إلى وحدة الكلمة,, تمهيدا لوحدة الرأي,, فجاء هذا البيان الذي نأمل كشباب عربي ان يكون محققا لآمال وتطلعات القائمين عليه,, ولآمال وتطلعات الامة العربية.
والله من وراء القصد.
|
|
|