Sunday 30th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 15 صفر


السؤال الأكثر,, جدلاً بين عشاق القلطة ( 2 - 2 )
انتشار مكاتب الشعراء,, هل خدمت موروثنا الشعبي,,؟!
الشعراء : المكاتب تحفظ لنا حقوقنا وتوثقها

* تحقيق : بكر هذال
الشعر الشعبي,, من تراث الآباء والأجداد، وشعر المحاورة القلطة : لون معروف ومحبب ومنتشر في جميع انحاء بلادنا الغالية وفي جميع دول الخليج العربية، وهو من الألوان الشعبية المقربة والمحببة لدى الكثير من عشاق الشعر الشعبي ومحبيه,, لأنه شعر عفوي مباشر بعيد عن التصنع بعيد عن التكلف، ومجاله واسع وطرقه وأساليبه متعددة وفيه الكثير من المواقف الصعبة، والمحرجة، وله مذاق خاص ونكهة عجيبة في مجالس الرجال ومحافلهم، وشعر النظم أيضا : يوجد له متابعون وعشاق يحرصون دائما على سماعه ومتابعته نظرا لكونه من الفنون الأصيلة التي ترضي أذواق جميع المهتمين به.
وبعد ان طرحنا سؤالنا على أصحاب المكاتب ارتأينا ان نأخذ وجهة نظر شعراء المحاورة وهل فعلا هذه المكاتب في صالحهم وتفيدهم ورأيهم حولها فكانت اجابة الشاعر عبدالله بن شايق الذي قال:
مما لاشك فيه ان مكاتب الشعراء اسهمت بدور كبير وفائدة جليلة بالنسبة لحفظ هذا التراث العريق من الضياع، وخصوصا تلك المحاورات الشعرية التي تقام في بعض المحافل والمناسبات، وايضا بقية الالوان الشعبية الاخرى، حيث ان هذه المكاتب تقوم بعملية النشر والتوزيع في جميع انحاء مملكتنا الغالية.
واذا تحدثنا عن هذه المكاتب فانها تساعد وبشكل سريع على معرفة الشاعر بالجمهور الكريم وتكون له قاعدة جماهيرية خاصة اذا كان هذا الشاعر متمكن ولديه القدرة الفائقة على الابداع ومواجهة الشعراء البارزين.
اما الشاعر عبدالله العيد فكان له رأي حول طريقه تصوير المكاتب للحفلات,, فقال:
مكاتب الشعراء تعرف الجمهور باصحاب الحفلات وتحديد الاماكن التي سوف تقام عليها المحاورات الشعرية، كما ان هذه المكاتب لها محاسن كثيرة ومنها حفظ حقوق الشعراء وقصائدهم التي قيلت في تلك المحافل، وكذلك تهيئ جميع مستلزمات الحفلات، ولا انسى ايضا دورها الكبير في ايجاد صفوف المحاورات الشعرية التي بتواجدها يتم نجاح الحفل,, لان شاعر المحاورة لا يمكن له ان يبدع ويتفنن الا بتواجد هذه الصفوف.
ولدي ملاحظة وارجو ان تكون محل الاهتمام بها وهي ان مكاتب الشعراء تقوم بتصوير الحفلات لشعراء القلطة بطريقة تقليدية وعندما نشاهد تلك المحاورات عبر اشرطة الفيديو نجدها غير واضحة,, وقد يرجع السبب في ذلك إلى ان بعض هذه المكاتب لا يوجد لديهم التقنية الحديثة في عملية النسخ.
الشاعر فلاح محمد القرقاح فكان له رأي آخر.
مكاتب الشعراء لاشك ان لها دورا كبيرا في حفظ هذا التراث الاصيل وتقدم الخدمات الجليلة لاصحاب الحفلات وللجمهور وللشعراء,, ولكن وللاسف الشديد هناك بعض السلبيات التي تحصل من بعض القائمين على هذه المكاتب واقولها من خلال وجهة نظري الخاصة وبحكم تعاملي مع هذه المكاتب التي لا تصدق في تعاملها مع الجماهير على حساب الشاعر مثلا بحيث يقولون للجماهير سوف يقام حفل كبير يحييه عدد من الشعراء ومن بينهم شاعر معروف على الساحة وبعد ذلك يتفاجؤون هؤلاء الجماهير بعدم حضور هذا الشاعر!!
وقد يحصل من بعض اصحاب المكاتب عدم الامانة وللاسف الشديد حيث يحصل بعد انتهاء الحفل والمحاورات الشعرية مباشرة مسح بعض البيوت الشعرية التي قالها الشاعر في هذه الحفلة مع العلم بان هذه الابيات لا يوجد بها اي نوع من سفاهة الكلام ولكن من اجل المجاملة للشاعر المقرب لصاحب المكتب الذي قام بتسجيل الحفلة من خلال اشرطة الفيديو والكاسيت.
ومن بعض سلبيات مكاتب الشعراء ايضا انه يحصل في بعض الاحيان ان يطلب صاحب الحفل من اصحاب هذه المكاتب احد الشعراء المعروفين من اجل احياء حفله ولكن بعض القائمين على هذه المكاتب يحاولون ان يصرفوا نظر صاحب الحفل عن هذا الشاعر المطلوب لكونه مثلا قليل التعامل مع المكتب او لاي سبب كان واقناع صاحب الحفل من قبل المكتب باختيار شاعر آخر كي تكون الفائدة لهذا الشاعر المقرب من صاحب المكتب.
اخيرا اجدها فرصة طيبة لاذكر اصحاب مكاتب الشعراء ومن خلال صفحة مدارات شعبية ان يراعوا واجب الامانة في عملهم وعدم المجاملة مع الشعراء المقربين منهم وان يجعلوا مبدأ الصدق شعار التعامل مع الجميع.
الشاعر سالم بن مهاوش الحربي,, الذي طالب اصحاب المكاتب بالتركيز على النواحي الابداعية وقال:
تعتبر ظاهرة (مكاتب الشعراء) ظاهرة جديدة على الساحة الشعبية بصفة عامة، وما كنا نعرف مكاتب الشعراء الا في هذا الوقت القريب، حيث لم تكن موجودة في السابق، وكما يعلم الجميع ان فكرتها حديثة وجاءت ضمن المستجدات التي صارت على الساحة الشعبية، وتقوم بمثابة الوسيط بين صاحب الحفل او المناسبة وبين الشعراء,, ومكاتب الشعراء تعتبر ظاهرة صحية اذا عملت بامانة واخلاص، ومن خدماتها المرغوب فيها هو حفظ ما يقال في المناسبات العامة والجلسات الخاصة والرجوع اليها عند الحاجة.
ومن الواجبات التي نتطلع لها من الاخوة القائمين على هذه المكاتب التعريف بالشعراء وعدم التحيز الى شاعر دون الآخر بحيث تكون الفرصة متاحة للجميع، وبذلك يتحقق خدمة الشعراء والشعر بصفة عامة.
وفي الختام يجب على اصحاب هذه المكاتب التركيز على النواحي الابداعية وعدم الاهتمام بالنواحي المادية كثيرا لان ذلك اذا حصل سوف يكون له سلبيات كثيرة على سمعتهم وايضا على نشاط مكاتبهم.
اما الشاعر محمد القويماني كان له وجهة نظر وهي:
احب ان اوضح ان ظاهرة انتشار مكاتب الشعراء، ظاهرة صحية في نظري ونعلم ويعلم الكثير بان التوثيق من الامور المهمة فحفظ التراث بألوانه واشكاله واجب ولاسيما في هذا العصر التكنولوجي، ومكاتب الشعراء تقوم بتصوير الحفلات والتنسيق مع الشعراء وتهتم اهتماما جيدا بهذا اللون من موروثنا الشعبي، وعلى سبيل المثال يكون هناك لقاءات بين هؤلاء الشعراء تحمل طابع المرح، والنكتة، والحكمة، والامثال، فيساعد اصحاب المكاتب على تقديمها للجمهور بالصورة الجميلة، متجاهلين بعض اللقاءات التي تخرج عن روح العقلانية والاتزان.
كما اود ان اذكر مساهمة هذه المكاتب بتعريف الجمهور بشاعر (النظم) من خلال اشرطة الفيديو والكاسيت، بشعراء لا يهتمون بالاضواء رغم قوة الشعر لديهم، وانا اتكلم من واقع تجربة وليس من باب الدفاع عن اصحاب المكاتب.
الشاعر عبدالهادي بن ساري القحطاني قال:
مكاتب الشعراء تساهم كثيرا في بروز الشاعر امام عشاق الشعر الشعبي بصفة عامة ومحبي المحاورات الشعرية خاصة، وايضا تقوم بدور الوساطة بين اصحاب الحفلات والشعراء المطلوبين لاحياء الحفلات، وحسب متابعتي لهذه الحفلات ومشاهدة بعض المحاورات الشعرية التي تقوم بتصويرها مكاتب الشعراء فانه يجب على اصحاب هذه المكاتب من اجل نجاح هذه الحفلات وظهورها بالشكل الجيد للمتلقي ما يلي:
1 - التجهيز المبكر، وعمل البروفات اللازمة قبل بداية الحفل.
2 - التأكيد على جميع الشعراء بالحضور في الموعد المحدد وعدم ترك الحفلة والاتجاه لحفلات اخرى بحثا عن مزيد من المادة كما يحصل في بعض الحفلات.
3 - يجب التوازن بين الشاعرين المتقابلين من حيث القوة والاسلوب.
4 - عدم ذكر الكلام غير المقبول في هذه المناسبات والتي تسبب بعض المشاحنات.
5 - تشجيع الشعراء المبتدين ومساعدتهم بتعريف الجمهور بهم.
6 - عدم احتكار تسجيل هذه المناسبات لصالح مكاتب الشعراء بل يجب الاستفادة منها في بعض البرامج الشعبية.
وقال الشاعر شارع بن فهد بن شري:مكاتب الشعراء اعتبرها ظاهرة صحية ولها دور كبير في خدمة الموروث الشعبي وحفظه من الضياع، ولاشك ان مكاتب الشعراء تقوم بخدمات كبيرة لاصحاب المناسبات حيث تقوم بتسجيل اجمل واغلى لحظات العمر السعيدة في حياة الاسنان، ويحفظ بذلك على اشرطة الفيديو والكاسيت، ومكاتب الشعراء لها دور جليل في ابراز عدد كبير من شعراء المحاورة بصفة خاصة، وحيث انني من عشاق المحاورات الشعرية واحد المتابعين لهذا الفن الجميل احرص كثيرا على متابعة لقاءات شعراء المحاورات، وعندما لا اتمكن من حضور ذلك بحكم ظروف العمل او لبعد المسافة او عدم علمي بهذه المحاورات التي جرت بين الشعراء الا بعد نهاية هذه اللقاءات الشعرية اقوم بالحضور لمكاتب الشعراء واطلب منهم هذه المحاورات الشعرية التي تعتبر من احلى وامتع الفنون الشعبية والدليل على ذلك كثرة تواجد الجماهير التي تشاهد في موقع ميدان المحاورات الشعرية.
الشاعر مسير زايد الخالدي,, قال:اسهمت مكاتب الشعراء خلال السنوات الاخيرة في ظهور حفلات الشعر الشعبي الى عشاقه، وخاصة شعر المحاورة، ولولا هذه المكاتب لكانت بعض الحفلات كما هي اليوم تذكر فقط في بعض المجالس ولا تذكر جميعها بل مقتطفات منها فقط وقد تكون ناقصة وقد ذكر لي بعض الزملاء والاصدقاء ان هناك حفلات قد فاتتهم اما لضيق الوقت او عدم مناسبة أوقاتهم واما انها قد كانت في اماكن مدن ومناطق نائية عن المناطق التي يعيشون فيها واخبرتهم بانهم بالتأكيد سيجدون ما يريدونه وما تحبه انفسهم وتهواه لدى مكاتب الشعراء.
ولم تقف مساهمات مكاتب الشعراء الى حد تسجيل وعرض وتوزيع الحفلات في المناطق القريبة والبعيدة بل تعدى دورها ذلك واصبحت تقوم بدور التنسيق مع معظم الشعراء ان لم يكن جميعهم لحضور تلك الحفلات بمختلف مناسباتها واحيائها، ثم نسخها مئات النسخ لتكون قريبة الى قلوب محبي الشعر الشعبي.
وبين الشاعر عبدالله بن رجاء المسردي رأيه قائلا:مما لاشك فيه ان مجال الشعر الشعبي في السابق وصل الى مكانة متواضعة وصدى قليل بين عشاقه، ولابد في هذه الظروف من شيء يدفع بدفة الشعر الشعبي ويأخد بيده,,
فظهر لنا في الآونة الاخيرة مكاتب الشعراء التي تهتم بالشعر والشعراء والمحافل الشعرية، واصبحت همزة وصل بين الجمهور وبين الشعراء فاصبح من السهل جدا معرفة اين تقام المحافل الشعرية وتجمع الشعراء عن طريق هذه المكاتب، من محاسن هذه المكاتب انه عندما يطلب احد الهواة لهذا التراث محاورة معينة او قصائد نظم لاي شاعر يستطيع ذلك من خلال سماعها عبر اشرطة الكاسيت او مشاهدتها عبر اشرطة الفيديو.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved