Thursday 3rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 19 صفر


من أجل بيئة أفضل,, اتفاقيات وبرامج علمية مكثفة
سمو الأمير فهد بن عبدالله,, الاتفاقية تحث على التنسيق المستمر في مجال البيئة
مدير برنامج الأمم المتحدة,, حان الوقت لإنقاذ بيئة البحر الأحمر من التلوث

* جدة- نايف البشري وحسن البهكلي
بيئة الانسان هي مكان استقراره ومعيشته وهذا المكان اذا لم يكن مهيأ ومؤمناً للراحة والطمأنينة فلا معنى لحياة هذا الانسان ألبتة, ولذلك نجد ان الدولة ايدها الله ورعاها تقوم بين الحين والآخر باقامة العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية في مجال البيئة وذلك من خلال الجمعيات والهيئات المختصة كما ان الاهتمام بالبيئة تجاوز مرحلة الندوات والمحاضرات الى العمل الفعلي حيث قام صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة مؤخراً بافتتاح مصنع الشركة السعودية سيبكو التي انشئت من اجل الحفاظ على البيئة من خلال التخلص من النفايات الطبية بطرق علمية ومدروسة وليس هذا فقط وانما هناك بعض الايام والاسابيع العالمية التي تهتم بمثل هذه الامور كاليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي انطلق في منتصف هذا الاسبوع تحت شعار موسم التوبة من التدخين وفي اعتقادنا ان مكافحة التدخين هي احد انواع المحافظة على البيئة وتوفير امن بيئي متكامل لكل فرد من افراد مجتمعنا,.
ولكي نقف على الجهود المبذولة لتأمين جو بيئي متناسب مع طبيعة الانسان في هذا البلد,.
في البداية سوف نلقي الضوء على الاتفاقية البيئية بين برنامج الامم المتحدة للبيئة يونب والامانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية والهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن والتي تم توقيعها الاسبوع الماضي بمقر مصلحة الارصاد وحماية البيئة بجدة وبحضور صاحب السمو الامير فهد بن عبدالله آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران لشئون الطيران المدني ورئيس المجلس التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة وقد قام بالتوقيع على المذكرة معالي الدكتور كلاوس توبغر المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة ومعالي الدكتور عبدالرحمن العوضي المدير التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية وسعادة الدكتور عبدالرحمن السحيباني الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية وسعادة الدكتور نزار ابراهيم توفيق المدير التنفيذي للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن.
هذا وقد اوضح للجزيرة صاحب السمو الامير فهد بن عبدالله آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران لشئون الطيران المدني ورئيس المجلس التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة ان هذه الاتفاقية هي بداية العمل وجعلها موقع التنفيذ من جميع الاطراف وقال سموه ان تعاوننا مع اليونب وخاصة تحت قيادة الدكتور كلاوس توبغر اقوى من اي وقت سابق والسبب هو تأييدنا المطلق باعادة تنفيذ اجراءات, واضاف سموه ان مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات البيئة المختلفة مع التبادل الحر للمعلومات الخاصة بالمراقبة والنوعية وتجنب الازدواجية والتكرار في الجهود والانشطة وتحقيق التكامل بين انشطة المكتب الاقليمي لغرب آسيا لبرنامج الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية الاطراف في مذكرة التفاهم هذه وسيتم وفقاً لهذه المذكرة تشكيل لجنة من البرنامج والمنظمات الاقليمية الاطراف في هذه المذكرة تتولى وضع الاولويات بالنسبة للبرامج البيئية التي يجري تنفيذها في المنطقة وسيتم من خلال هذه الاتفاقية ايضاً تبادل المعلومات بشفافية فيما بينها عند قيامها بالتعامل مع المنظمات الدولية الاخرى تنظيم اليونب وديناميكية عمله ومحاولته المستمرة لتحسين وضع برنامج الامم المتحدة للبيئة اليونب ونحن نتطلع لهذا التعاون المستمر والذي من شأنه مصلحة الشعوب في كل مكان.
واشار سموه الى ان هذه الاتفاقية تحث جميع الاطراف على التنسيق المستمر وتبادل المعلومات والخبرات في مجال البيئة وذلك عند قيامها بالتعامل مع المنظمات الدولية وبنوك التنمية والمعاهد الوطنية والمنظمات غير الحكومية وتتولى وضع الاولويات بالنسبة لبرامج الامم المتحدة للبيئة التي سيتم تنفيذها في المنطقة.
اما الدكتور كلاوس توبغر المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة فأشار للجزيرة ان هذه الاتفاقية تساعد على تقوية اواصر التعاون والتنسيق في مجال تخطيط وتنفيذ برامج العمل البيئي الاقليمي والدولي في المنطقة وتماشياً مع هذا القرار تم وضع هذه المذكرة من اجل تدعيم التعاون الاقليمي وتوسيع آفاق الاتفاقيات الثنائية القائمة بين مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة وبرنامج الامم المتحدة وبين المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية والهيئة الاقليمية للمحافظة على البحر الاحمر وخليج عدن واضاف الدكتور كلاوس انه تم الاتفاق على انشاء آلية فعالة متكاملة وشفافة من اجل تخطيط وتنفيذ برامج البيئة الخاصة بالمنظمات الفنية والتأكيد على التدفق الحر للمعلومات خاصة في مجال رصد البيئة والنوعية العامة وكذلك تجنب ازدواجية الانشطة والجهود وتبني مدخل متكامل عند التعامل مع الموضوعات والمسائل الخاصة بالبيئة في المنطقة بالاضافة الى تقديم المعونة الفنية والادارية للامانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شؤون البيئة والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية والهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن وعقد اجتماعات سنوياً والاتصال بالمنظمات الاقليمية ودون الاقليمية العاملة وذات العلاقة بهدف ادماج مواردها وما يتوفر لها من خبرات فنية في تنفيذ البرامج ذات الاولوية.
وحول سؤال عن حقيقة تلوث البحر الاحمر بين الدكتور كلاوس مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة يونب ان هناك مصادر كثيرة لتلوث بيئة البحر الاحمر ومن ذلك الصرف الصحي من قبل الدول المطلة عليه ومخلفات النفط والسفن والنفايات الصناعية وقد رأينا أنه حان الوقت الآن لانقاذ هذا البحر الحساس والبحر الجميل جداً وذلك بتحديد المصادر والحد من انتشار هذا التلوث وللاسف ان هناك تغيرات طبيعية من جراء هذا التلوث مثل الشعب المرجانية التي تسبب التلوث في دمارها وهذه ليست ظاهرة محلية بل عالمية وتتطلب جهداً عالمياً يتعدى حدود هذه الاتفاقية وعن دور الامم المتحدة للبيئة في التغلب على المشاكل البيئية لدى الدول النامية قال الدكتور كلاوس انه لا يمكن الاجابة على هذا السؤال خلال دقائق ولكن يجب على الدول النامية اولاً ان تتغلب على المشاكل المزمنة مثل الفقر والمرض وايجاد الموارد المائية ثم التغلب على مشاكل البيئة وتوفير التقنيات الحديثة لذلك,, وبرنامج الامم المتحدة يساعد على تقوية العلاقة بين الدول والتعامل مع المشاكل البيئية وتمنى الدكتور كلاوس من الدول الغنية مساعدة الدول النامية في التغلب على مشاكل البيئة وتقديم المساعدات والقروض من اجل وضع حلول لهذه المشاكل البيئية.
وتواصل الجزيرة لقاءاتها عن التعاون بين اليونب والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية والهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن نلتقي مع سعادة الدكتور نزار توفيق المدير التنفيذي للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن حول حقيقة تلوث البحر الاحمر فقال: ان مياه الصرف الصحي تضخ يومياً في البحر وقد قضت او تكاد تقضي على الشواطىء المرجانية الساحلية بالاضافة الى الحفر والردم لاقامة الشواطىء والمدن الساحلية وعمليات الصيد الجائر بدرجة كبيرة اخلت بالتوازن البيئي في البحر باالاضافة الى مخلفات النفط والسفن,, اما من المسئول فالمسئولية جماعية وليست ملقاة على السعودية فقط بل جميع الدول المطلة على البحر الاحمر دون استثناء.
وعن الحلول الممكنة لانقاذه اشار الدكتور نزار توفيق انه لابد من ايقاف عملية الصرف الصحي الى البحر الاحمر نهائياً والحفر والردم وايقاف الصيد الجائر وللاسف الشديد فإن هناك حيوانات بحرية نادرة بدأت في الانقراض والموت او الانتحار من عروس البحر,, وطلب الدكتور توفيق بسرعة وضع حد لهذه المشاكل البيئية وايجاد حلول عاجلة ولاسيما ان البحر الاحمر يعتبر من اجمل البحار في العالم وله حساسية خاصة ولذلك فهو سريع التأثر بالنفايات ايا كان نوعها.
بعد ذلك يمكن ان يستفاد من القيمة السياحية للبحر الاحمر حيث من الممكن ان يتم استقطاب الآلاف سنوياً للاستمتاع بجمال البحر الاحمر وعن ظاهرة التصحر يقول الدكتور احمد القبيعي من كلية الارصاد بجامعة الملك عبدالعزيز يعتبر التصحر احدى اهم المشاكل البيئية التي يعاني منها العالم بشكل عام وتبدو هذه المشكلة واضحة كل الوضوح في المناطق الجافة وشبه الجافة والتي اليها تنتمي المملكة العربية السعودية.
وهذا الاصطلاح الذي شاع استخدامه حديثا يتحدث او يعبر عن مشكلة ازلية قديمة عانت منها الامم والحضارات القديمة حتى ان بعض تلك الحضارات انطمست بالكلية ولم يبق للعيان ما يدل عليها,, حتى ان تعيين اماكن تلك الحضارات لا يتعدى الحدس والتخمين.
ولعل افضل تعريف للتصحر ينطبق على منطقتنا العربية هو ذلك التعريف الذي يقول ان التصحر امتداد مكاني للظروف الصحراوية في اتجاه المناطق المعمورة والمملكة العربية التي تكون الصحاري والواحات معظم مساحتها تدرك بلا شك اهمية التصحر وتبذل جهوداً عظيمة للحد من هذه الظاهرة المدمرة ولست في هذا المقال بصدد الحديث عن هذه المشكلة والالمام بها ولكن لعل من المهم ان نعرض الى بعض الاسباب المؤدية الى التصحر.
فالاحتطاب مثلاً هو احد هذه الاسباب والغطاء النباتي والاشجار احد عناصره المهمة يعد من اهم العوامل المؤدية الى تثبيت التربة والحد من سرعة الرياح وتخفيف حمولتها من الرمال وبالرغم مما تعيشه المملكة من تقدم حضاري,, وان الناس يعيشون حياة يعتمدون فيها على التقنية الحديثة من حيث الاعتماد على الغاز والكهرباء كمصدرين اساسيين للوقود حتى في الهجر النائية والقرى البعيدة الا ان عملية الاحتطاب تزداد يوماً بعد يوم ومزيد من الاشجار حيوية الدور تقطع بلا هوادة من قبل بعض الجهلة الذين يهدمون هذه الجبهة البيئية التي تعتبر من اهم عناصر مقاومة التصحر.
والرعي الجائر من اسباب التصحر وهو تحميل المرعى بعدد من الحيوانات يفوق طاقته الرعوية,, وهذه المشكلة التي نعاني منها اليوم لم تكن موجودة فيما قبل ذلك ان البدو الرحل يتنقلون متتبعين آثار المطر والكلأ وكانت قطعانهم اقل من طاقة المرعى ومنذ ثلاثة عقود ازدادت القطعان نمواً لتلبي حاجة المجتمع المتنامي وساعد على ذلك وفرة الاعلاف الجافة وعلائق التسمين بالاضافة الى الادوية البيطرية باسعار رخيصة نسبياً.
كما ساهم الزحف الحضاري وبناء المساكن والمرافق في تقليل المساحة المغطاة ايضاً اضافة الى وضع اليد على بعض تلك المناطق واستخدام التراكتورات لكشط الغطاء النباتي بحجة تسويتها وتحديدها واحيائها ثم تركها تعاني الحر والغبرة بدون استغلال او تعويض, وعامل الملوحة ايضاً من اهم اسباب التصحر وقد بدأت تظهر آثار هذا العامل في كثير من مناطق المملكة نتيجة الاسراف في استخدام المياه الجوفية المائلة للملوحة,, سواء بطرق الري بالرش او سواه مثل طريقة الغمر التقليدية فهذا العامل يؤدي الى تراكم املاح التربة على السطح مما يتعذر معه وفي فترة وجيزة استخدام هذه الارض لزراعة المحاصيل التقليدية وتفاقم المشكلة عاماً بعد عام يؤدي في النهاية الى عدم صلاحية هذه الاراضي لاي نوع من المحاصيل وبالتالي تصحرها.
واخيراً اذكر سبباً مهماً من اسباب التصحر الا وهو زحف الرمال الذي يؤدي الى مشاكل بيئية كبيرة مدمرة وخسائر مادية كبيرة وتكاليف صيانة عالية في كثير من مناطق المملكة الزراعية.
وختاماً فان هذا شرح موجز عن التصحر وبعض اسبابه وهناك آراء وافكار للحد من هذه الظاهرة البيئية الخطيرة لعل الفرصة ان تتاح لذكرها في مقال آخر.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved