Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


تعليم 21
القادمون الجدد لمهنة التعليم

في كل عام يلتحق بمهنة التعليم مئات بل آلاف من المعلمين الجدد, ومن المؤكد اننا لن نجد على الاطلاق مهنة اخرى يلتحق بها مثل هذه الأعداد او حتى جزء يسير منها, والسؤال الذي يجب ان نبحث عن اجابته هو: ماذا عملنا من اجل هؤلاء المعلمين الجدد قبل ان يبدأوا عامهم الأول واثناءه؟ ماذا عملنا من اجل المعلمين الجدد وهم يدخلون محيط التعليم اللجي المتلاطم الأمواج؟, وتصبح الاجابة على هذا السؤال اكثر الحاحاً عندما نعلم ان مهنة التعليم، وخلافاً لكل المهن الاخرى هي المهنة الوحيدة التي يتولى فيها المعلم المبتدىء، والمعلم المحنك الخبير على حد سواء نفس المهام والمسؤوليات المهنية, إنه من الضروري ان نتفق على ان المعلم الجديد يجب اللا يترك للظروف التلقائية المحيطة به لتقرر لوحدها الصورة المهنية التي ينتهي اليها.
ان ضعف اداء المعلم (متى ما ظهر) تعود معظم اسبابه الى عدم وجود من يسنده وهو يخطو خطواته الاولى في عالم التعليم، الأمر الذي قد يؤدي الى ثبات ادائه لمهنته عند ممارسات غير فاعلة ورؤى تربوية غير واضحة (وأحياناً غير صحيحة) لترافقه بقية حياته المهنية.
في وقت مضى كان المعلم الذي لا يشعر بكفاءته او بحبه لمهنته ينتقل الى موقع وظيفي بديل، اما الآن فان المعلم غالباً لا يفكر بترك التدريس حتى ولو لم تكن تلك المهنة في قائمة رغباته، الأمر الذي ادى الى تراكم اعداد من المعلمين ممن ليست لديهم الرغبة الحقيقية في مهنتهم، اما من وجدت لديه الرغبة منهم فلم تتوفر له غالباً فرص النمو المهني الحقيقي في بدء حياته المهنية, المعلم المبتدىء لا يشغله ماذا عمل طلابه بقدر ما يشغله ماذا عمل هو نفسه، فهو مشغول بنفسه عن طلابه, في مثل هذه الظروف يبحث المعلم عمن يسنده بعيدا عن (سلطة التقارير) وقد لا يجده.
انني من المؤمنين بأن تطوير اداء المدرسة (وبالتالي تطور التعليم) يأتي في معظمه من داخلها لا من الخارج، ولو كان التطور في اداء المدرسة يهبط عليها من خارجها، لما ظهر هذا التباين العريض في الفاعلية التربوية للمدارس.
وبناء عليه فان المدرسة بما فيها من ادارة تربوية متميزة ومعلمين حنكتهم الخبرة تستطيع هي نفسها ان تؤدي دوراً جوهرياً في تقديم التوجيه والمساندة التي يحتاج اليها المعلم المبتدىء, ان افضل فرص النمو المهني وكسب الخبرة التي يمكن ان يتلقاها معلم جديد هي تلك التي تكون في موقع الحدث (المدرسة) خصوصا اذا تزامن معها حوار مهني راق بين اعضاء الهيئة التعليمية المدرسية.
د, عبد العزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved