Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


دمعة حائرة

في يوم من الأيام بقيت وحدي في المنزل فضاقت نفسي, خرجت أجوب شوارع المدينة, كنت شارد الذهن، لم أع ما يدور أمامي.
وأنا أسير فإذا بريق نور أمامي, دهشت ماذا أرى؟ ما الذي يجري؟.
أخذني حب الفضول فاقتربت من ذلك الشيء, ترى ماذا كان ذلك البريق؟ قد لا يصدق أحد ماذا كان، إنها دمعة! أدمعة تجري؟ هل دخلنا عام 2000؟, أحسست بالخوف مما يجري، دمعة تجري تجوب الشوارع، تحوم مع من تحوم من الناس؟
سألتها: مابك؟ من أين أنت، لماذا أنت هنا؟
لم أجد ردا شافيا ولا جوابا كافيا
بدأت بسؤالها عن حالها:
لابد أنك دمعة مواطن بوسني أتيت تبحثين عن منقذ ينقذ كوسوفا من هجوم أعداء الاسلام، جاء الرد الحزين، وبنغمة الواثقين: لا.
قلت لها: أأنت دمعة يتيم يبحث عن مأوى، أو مال، أو أهل يحمونه؟ لا, هذا ردها.
برزت الدهشة على محياي, مرّ على بالي سؤال لعل وعسى.
قلت لها: مُصلّ قام الليل، خرجت من عينه دموع حزن، دموع استغفار، أنت دمعة من دموعه, قالت: لا.
قلت لها: إذن من أنت؟ ظلت في صمت.
عدت أسألها: شاب ظل يفعل المعاصي، جلس مع نفسه جلسة توبة، جلسة تفكير فيما فعله, أنت دمعة من دموعه.
سطرت لي نفس الجواب: لا.
بعد ذلك مر على عقلي سؤال فقلته لها: أنت دمعة طالب طفش الدروس، انكب عليها فلم يجد منها فائدة.
ضرب كل يوم في المدرسة، وفي البيت, خرجت دمعة حزن على الضرب المستمر، والبكاء, قالت بصوت مسموع: لا,لا,لا.
بعد كل هذا وبعد اسئلة عدة سألتها إياها قالت:
أنا دمعة شاب غارق في التعصب، تعصب كروي، تعصب لا فائدة يجنيها.
وأكون أنا الثمن, أخرج من العيون المتعصبة التي نهارها، ليلها، صباحها، مساؤها، حديثها، نظرها، سمعها كله كرة في كرة، أخرج من العيون أبحث عن مأوى.
أخذت أفكر:
كل هذا يتصف به شاب الإسلام دينه؟
كل هذا يتصف به شاب محمد صلى الله عليه وسلم مثله الأعلى؟
كل هذا يتعنت به شاب المسجد مجلسه؟
ألم يصل هؤلاء الى التفكير العميق والتفكير الموصل الى حقيقة الأشياء؟.
ناصر محمد جمعان
الجبيل الصناعي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved