Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


جولة سمو ولي العهد في تقييم الاقتصاديين والسياسيين
زيارات الأمير عبد الله تشكل منعطفاً جديداً في العلاقات بين المملكة والدول السبع

* بريتوريا - روما - سرت - دمشق - عمان - الرباط - الجزيرة
تابع المراقبون السياسيون والاقتصاديون الجولة التي يقوم بها حاليا صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في عدد من الدول العربية والصديقة شملت حتى الآن جمهورية جنوب افريقيا وجمهورية ايطاليا والمملكة المغربية الشقيقة وتشمل كذلك ليبيا والاردن وسوريا واخيراً مصر.
ورأوا في زيارة سموه لجنوب افريقيا بأنها شكلت منعطفا جديدا في العلاقات بين البلدين الصديقين ودفعت بها خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية خطوات كبيرة للأمام ستظهر نتائجها ايجابيا على المدى القريب - كما تابعوا باهتمام بالغ زيارة سموه إلى ايطاليا واللقاءات المكثفة التي عقدها سموه مع العديد من المسؤولين في ايطاليا وفي مقدمتهم الرئيس نشامبي ورئيس الوزراء ماسيمود اليما.
زيارة سموه لجنوب أفريقيا
حظيت زيارة سمو ولي العهد الىجنوب افريقيا باهتمام كبير على كافة المستويات وفي مقدمتها علىمستوى القيادة حيث كان الرئيس نيلسون مانديلا في مقدمة مستقبلي سموه بمطار جوهانسبيرج ومن ثم صحب سموه الى منزل فخامته حيث اقام لسموه حفل عشاء تكريما لسموه والوفد المرافق,, مأدبة العشاء حفلت بتبادل كلمتين من الرئيس مانديلا وصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز لاحظ من خلالها المراقبون والمتابعون العلاقات الكبيرة التي تربط بين البلدين الصديقين وتربط خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين مع الرئيس مانديلا من خلال عبارات الشكر والتقدير والثناء التي خص بها مانديلا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على وقوف المملكة العربية السعودية وتأييدها للنضال الافريقي ضد التفرقة العنصرية ابان حكم بريتوريا السابق - ومن خلال عبارات الثناء التي اعرب عنها سمو الامير عبد الله بن عبدالعزيز للرئيس نيلسون مانديلا على نهجه السياسي وقيادة بلاده نحو الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار لشعب بلاده.
وفي اليوم الثاني لزيارة سموه كان برنامج الزيارة حافلا ومكثفا باللقاءات والنشاطات فقد استقبل سموه الكريم الجالية الاسلامية في جنوب افريقيا حيث اكد لهم سموه ضرورة تمسكهم بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة بعيدا عن التطرف والغلو,, وحذرهم سموه من الدخلاء على الاسلام الذين لا هدف لهم سوى النيل من الدين الاسلامي وتشويه صورته وارتكاب اعمال العنف والارهاب باسم الدين وهو منهم براء.
وحذرهم سموه من اولئك المنتسبين للإسلام ونبذهم.
كما التقى سموه سفراء الدول العربية المعتمدين لدى جنوب افريقيا ونوه سموه بالدور الذي يضطلع به السفراء في تعميق وتعزيز علاقة بلدانهم مع جنوب افريقيا.
محادثات مغلقة وتوقيع اتفاقات ثنائية
وفي المساء عقد صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز محادثات مغلقة مع نائب الرئيس تامبو امبكي تركزت على سبل العمل على تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وبخاصة في مجال الاقتصاد والتجارة الى جانب بحث التنسيق بين البلدين تجاه العديد من القضايا الدولية الراهنة على الساحة الدولية.
اعقب المحادثات توقيع اتفاقيات ثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية جنوب افريقيا بحضور سمو ولي العهد ونائب رئيس جمهورية جنوب افريقيا.
فقد تم التوقيع على الاتفاقية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية بين البلدين وقعها عن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية فيما وقعها عن جانب جنوب افريقيا وزير الخارجية الفريد نزو.
كما تم التوقيع على اتفاقية التعاون العلمي والتقني بين مدينةالملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومركز البحوث العلمية والصناعية بجمهورية جنوب افريقيا حيث وقعها عن الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبد العزيز الدكتور صالح العذل فيما وقعها عن جانب جنوب افريقيا رئيس المركز جيت جاريت.
وعقب توقيع الاتفاقيات اكد نائب رئيس جمهورية جنوب افريقيا تابمو امبكي اهمية هذه الاتفاقيات واثرها الكبير في تطوير العلاقات بين البلدين.
وقال ان نرتبط مع المملكة بروابط قوية وفي مقدمتها ودلالة على عمقها اننا نعتبر سموكم احد مواطني جنوب افريقيا وكذلك نقدر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز اهتمامه بمصالح مواطني جنوب افريقيا ودعمها في كافة المحافل الدولية .
بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز كلمة اعرب فيها عن شكره وتقديره للرئيس نيلسون مانديلا على حسن الضيافة والاستقبال - كما عبر عن شكره لنائب الرئيس على ترحيبه الحار بسموه وبالوفد المرافق,, وقال سموه: اشكر صديقي نائب الرئيس على هذا الترحيب بي وبالوفد المرافق وفد المملكة العربية السعودية.
وتمنى سموه الفوز لنائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة ليقود البلاد بارشادات وتوجيهات الرئيس مانديلا.
واعتبر المراقبون توقيع الاتفاقيات بين البلدين تحولا مهماً في العلاقات الثنائية وخطوة كبيرة في دفعها نحو التعاون اقتصاديا وتجاريا وفنيا وعلميا والدخول في استثمارات مشتركة تعود بالخير الكثير على اقتصاد البلدين,, ويرى المراقبون ان هذه الاتفاقيات تشكل ارضية خصبة ونقطة لانطلاق اتفاقات ثنائية اخرى في مجالات مختلفة.
لقاء رجال الأعمال ووضع حجر أساس مسجد خادم الحرمين
وفي اليوم الثالث كان لرجال الاعمال السعوديين والجنوب افريقيين موعد للقاء سمو ولي العهد حيث استقبلهم سموه في مقر اقامته ببريتوريا واستمعوا الى توجيهات سموه حيث اكد لهم اهمية الاقتصاد في العلاقات الدولية وشدد سموه علىان اهم مايربط بين الشعوب هو الاقتصاد وشجعهم سموه على اقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة بما يعود عليهما وعلى بلديهما بالخير الكثير.
وفي اليوم ذاته كان المسلمون في جنوب افريقيا على موعد مع حدث اسلامي جديد وانجاز سعودي لخدمة المسلمين هناك كنهجها دائما في خدمة الاسلام والمسلمين في ارجاء المعمورة.
حيث وضع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز حجر الاساس لجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في جوهانسبرج في اطار المركز الاسلامي هناك.
واجمع المسلمون هناك على اهمية هذا الحدث او الانجاز الاسلامي الذي يصب في خدمة الاسلام والمسلمين هذا الدور الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية منذ ان وحدها الملك عبد العزيز,, ورأوا ان انشاء خادم الحرمين الشريفين هذا الجامع يندرج في اعماله الاسلامية التي ما انفك رعاه الله يقدمها للمسلمين الواحد تلو الآخر.
بعدها غادر سموه جوهانسبيرج إلى منتجع صن ستي في جنوب افريقيا حيث قضى سموه هناك بقية ايام الزيارة التي شكلت في اهميتها زيارة تاريخيةكونها تزامنت مع قرب ترك الرئيس نيلسون مانديلا مهامه الرئاسية والتقاعد عن العمل السياسي واجراء انتخابات في البلاد لاختيار رئيس جديد يقود البلاد وتمنى سموه لنائب الرئيس تامبو امبكي الفوز فيها.
زيارة سموه لجنوب افريقيا ربما كانت آخر زيارة مسؤول قيادي للبلاد في ظل حكم الرئيس مانديلا,, ان العلاقات بين المملكة وجنوب افريقيا تعمقت في الاونة الاخيرة وتعززت في مجال التنسيق في مواقف البلدين تجاه العديد من القضايا الدولية الراهنة ولعل نجاحهما في تحقيق انجاز في انفراج قضية لوكربي برهان ودليل على تحول البلدين من العلاقات التقليدية الى التنسيق المشترك لخدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك حيث اسهمت الدبلوماسية السعودية التي قادها صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن وجيكي جرول ممثل الرئيس نيلسون مانديلا وتنفيذ التوجيهات لقائدي البلدين في تحقيق انفراج في قضية لوكربي اسهمت في رفع العقوبات الاقتصادية عن الشعب الليبي.
وفي هذا يقول صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز في الكلمة التي القاها في حفل العشاء الذي اقامه الرئيس مانديلا تكريما لسموه ان ما انجزناه في قضية لوكربي يشكل دليلا ساطعا على ما يستطيع ان يحققه بلدانا سويا على صعيد التعامل مع القضايا الشائكة حتى تتوفر النوايا الصادقة والارادة المخلصة من اجل احقاق الحق وازاحة الظلم وتكريس مفاهيم العدالة .
زيارة سموه لإيطاليا
وفي يوم الاثنين 9 صفر 1420ه الموافق 24 مايو 1999م كانت ايطاليا مع موعد على نحو خاص يحل عليها ضيف كبير من دولة ترتبط معها بعلاقة صداقة تاريخية حيث وصل الى روما صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في زيارة رسمية لجمهورية ايطاليا تستغرق ثلاثة ايام,, وجرى لسموه استقبال رسمي غير عادي حيث كان في استقبال سموه رئيس الوزراء ماسيمو داليما في سابقة هي الاولى من نوعها يستقبل رئيس الوزراء ضيفا على البلاد حيث لم يسبق ان خرج رئيس الوزراء في ايطاليا الى المطار لاستقبال ضيف مهما كان لدى وصوله الى روما في زيارة رسمية,, وهذا يدل على اهتمام ايطاليا بزيارة سمو ولي العهد واعتبارها زيارة من نوع خاص اعدت لها كل السبل لإنجاحها,, فسمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز حل ضيفا كبيرا على ايطاليا التي أكدت رغبتها في تطوير وتنمية علاقاتها مع المملكة وعبَّر عنها المسؤولون الايطاليون كثيرا بداية من رئيس الدولة الى رئيس الوزراء ووزير الخارجية وانتهاء بوزراء التجارة الخارجية والمالية والصناعة.
وكان اول لقاء لسموه في اول يوم من الزيارة مع الرئيس الايطالي كارلو انزيليو تشامبي حيث عقد معه اجتماعا على هامش حفل الغداء الذي اقامه تكريما لسموه.
وخلال حفل الغداء القى الرئيس الايطالي كلمة رأى المراقبون والمتابعون ماجاء فيها تأكيداً على حرص ايطاليا على تطوير وتعزيز علاقاتها مع المملكة واستشهدوا بقول فخامته ان زيارتكم حافز بارز في اطار علاقات الصداقة والتعاون الممتازة والخصبة التي تربط بين بلدينا تقليديا,, وقد عمقت هذه العلاقات الاتصالات العديدة والمتكررة على اعلى المستويات .
كما القى سمو ولي العهد كلمة اكد فيها ان العلاقات السعودية الايطالية لها من العمق التاريخي مايجعلها متميزة مشيرا سموه الى ان التاريخ يذكر ان ايطاليا بادرت بالاتصال بالمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز قبل اكتمال مسيرة التوحيد بغرض تقوية علاقاتها وتوج ذلك بمعاهدة الصداقة التي وقعت في فبراير سنة 1932م.
وبما ان عملية السلام في الشرق الاوسط تشكل اهتماما مشتركا بين البلدين الصديقين فقد شدد سمو ولي العهد على ان المملكة والأمة العربية يعولون على جهود الحكومة الايطالية في اطار الاتحاد الاوروبي لتنشيط عملية السلام.
ويرى المراقبون هنا في هذا التأكيد من سمو ولي العهد على دور نشط للاتحاد الأوروبي في عملية السلام رغبة العرب جميعا في دور اوروبي كبير يسهم في تنشيط عملية السلام في المنطقة جنبا الى جنب الجهود الامريكية خاصة بعد موقف الاتحاد الاوروبي من قضية القدس بالتأكيد على رفض قرار اسرائيل ضمها اليها وجعلها عاصمة ابدية لها.
محادثات رسمية مع رئيس الوزراء الإيطالي
وفي اليوم الثاني للزيارة الذي شهد نشاطا مكثفا لسمو ولي العهد بدأه بمحادثات رسمية مع رئيس الوزراء ماسيمو داليما تركزت على بحث العلاقات بين البلدين والعمل على تعزيزها وتطويرها وكذلك بحث تطورات الأوضاع في الشرق الاوسط في ظل توقف عملية السلام في المنطقة واستمرار احتلال اسرائيل للاراضي العربية في جنوب لبنان والجولان السورية,, كما تم بحث تطورات الوضع في البلقان مع التأكيد على ضرورة انهاء الوضع المأساوي لشعب كوسوفا.
بعد ذلك استقبل سموه وزير الدفاع الايطالي ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي حيث بحث سموه معهما التعاون بين المملكة وكل من ايطاليا والمفوضية الاوروبية في شتى المجالات.
لقاء وزير الخارجية وزيارة المركز الإسلامي
وفي اليوم الثالث استهل سموه ذلك اليوم باستقبال عمدة روما ثم التقى سموه وزير الخارجية لامبرتوديني الذي اقام حفل غداء تكريما لسموه.
بعد ذلك قام سمو ولي العهد بزيارة للمركز الاسلامي الثقافي في روما حيث القى سموه كلمة ضافية شاملة أكد فيها ضرورة التكاتف بين المسلمين والتمسك بعقيدتهم الاسلامية على وجهها الصحيح الذي تركنا عليه سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
البيان المشترك
وفي ختام الزيارة صدر بيان مشترك جاء شاملا لما تم بحثه خلال الزيارة ومواقف البلدين تجاه العديد من القضايا الراهنة على الساحة الدولية.
ولاحظ المراقبون في قراءتهم للبيان تأكيد البلدين على ضرورة تطوير علاقاتهما وتعميقها في مختلف المجالات,, كما لاحظ المراقبون تطابق المواقف بين المملكة وايطاليا تجاه قضية الشرق الاوسط حينما اكد البلدان على الاهمية القصوى لضرورة وضع عملية السلام الى الامام لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم استنادا لقرارات الأمم المتحدة ووفقا لمرجعية مؤتمر مدريد بما في ذلك مبدأ الارض مقابل السلام.
كما اكد الجانبان على عدم المساس بالوضع الراهن لمدينة القدس.
كما لاحظ المراقبون في البيان المشترك توافق الرؤى السياسية تجاه العديد من القضايا التي تم بحثها خلال الزيارة ومنها قضية العراق والوضع في كوسوفا الى جانب اتفاقهما على ضرورة مكافحة الجريمة الدولية المنظمة والارهاب بجميع اشكاله وصوره, كما شدد البلدان على اهمية منع انتشار اسلحة الدمار الشامل بكافة انواعها.
وفيما يتصل بالعلاقات بين البلدين في شتى المجالات لاحظ المتابعون حرص البلدين على تطوير العلاقات الاقتصادية والفنية والثقافية والعلمية من خلال اتفاق الجانبين على ضرورة استمرار العمل نحو زيادة التبادل التجاري والمشروعات المشتركة وتشجيع وتيسير نفاذ صادرات كل منهما الى اسواق البلد الآخر.
واجمع المراقبون على اهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الى ايطاليا واعتبروها تاريخية لانها جاءت في وقت تحتاج فيه القضايا العربية والاسلامية الى تأييد دولي واسع لاسيما قضية الشرق الاوسط التي تعتبرها المملكة قضيتها الاولى وتسخر مكانتها العربية والدولية لخدمتها في كافة المحافل الدولية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved