* القاهرة - مكتب الجزيرة
يصل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى القاهرة اليوم الجمعة في زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين هي المحطة الأخيرة في جولته الدولية والعربية الحالية التي شملت جنوب أفريقيا وإيطاليا والمغرب وليبيا وسوريا والأردن بالإضافة إلى مصر, وسيلتقي سموه اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات واستعراض شامل لمجمل تطورات الوضع في المنطقة في ضوء تبدل الأوضاع السياسية في إسرائيل لمزيد من التنسيق العربي في المرحلة الحالية والمقبلة.
ورأت المصادر السياسية المصرية أن زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لمصر في المرحلة الراهنة تكتسب أهمية خاصة لأنها جاءت في الوقت المناسب لأن المرحلة الحالية تستدعي من العرب المزيد من تنسيق الجهود العربية لتوحيد الموقف العربي في عملية السلام التي نادى العديد من الأطراف الفاعلة باستئنافها على كافة المسارات بعد تسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد مهام منصبه لأنها تتوقع من الحكومة الإسرائيلية الجديدة تقدير الوضع الراهن في المنطقة الذي يستلزم الإسراع في المفاوضات واستئنافها مع الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين من النقطة التي توقفت عندها,ويتطلع المراقبون هنا إلى نتائج زيارة سمو ولي العهد لمصر مبدين تفاؤلا كبيرا بنجاحها نجاحا متميزا تواصلا لنجاحات زياراته لكل من المغرب وليبيا وسوريا والأردن تلك النجاحات التي ستنعكس بلا شك ايجابا على مختلف القضايا العربية ولاسيما الموقف العربي من عملية السلام.
ويرى المراقبون أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سباقة دائما إلى خدمة العمل العربي المشترك وتأييد كل المواقف العربية التي تصب في مصلحة العرب جميعا وإدراكا منها - المملكة - فقد سعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى القيام بهذه الجولة العربية تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين إدراكا منهما لطبيعة الوضع العربي الراهن الذي يستلزم حشد كل الجهود لتنسيق المواقف العربية ودعم السوريين والفلسطينيين واللبنانيين في مفاوضاتهم مع اسرائيل في حال استئنافها لأنهم في حاجة في الوقت الحالي أكثر مما مضى إلى موقف عربي يخدم القضايا العربية ويدعم المطالب العربية في استعادة الأراضي التي تحتلها اسرائيل ولاسيما في جنوب لبنان والجولان السوري,إن زيارة سمو ولي العهد للقاهرة اليوم ومباحثاته مع الرئيس مبارك التي سيطلعه خلالها على نتائج مباحثاته في كل من الرباط وسرت ودمشق وعمان تكتسب أهمية بالغة لأن العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية في حاجة ماسة إلى مزيد من التشاور وبذل الجهود تلو الأخرى لمزيد من تنسيق المواقف تجاهها والوقوف صفا واحدا خلف المطالب العربية.
الجولة الحالية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في عدد من الدول العربية لقيت صدى واسعا وارتياحا كبيرا في الأوساط الرسمية والسياسية في مصر الذين قدروا لسموه هذا الجهد الكبير والدور الذي يبذله سموه لتقريب المواقف العربية وصولا إلى مزيد من تنسيق العمل العربي المشترك ودعمه في مختلف المحافل الدولية.
وأكدوا أن سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قادر - بما يمتلكه من حس سياسي رفيع وأسلوب متميز في الطرح للقضايا ومعالجتها يتسم بالوضوح والصراحة - قادر على تحقيق مكاسب كبيرة في جولته العربية ستنعكس في المستقبل القريب على العمل العربي المشترك والقضايا العربية.
وأكد المتابعون أن مثل هذا الجهد العظيم الذي بذله سمو ولي العهد في جولته المكوكية ليس بغريب على سموه الذي يسلك في ذلك مسلك والده الراحل الملك عبدالعزيز واخوانه سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله جميعا - ومن بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي رفع شعار قضايانا العربية أولاً في سياستنا الخارجية إذ عدت المملكة العربية السعودية القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى ودعمها ومساندتها في كافة المحافل السياسية الدولية لا ينكره إلا جاحد وحاقد.