Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


نقل التقنية وتشجيع الاستثمار في المملكة هدف تحقق في زيارة سمو ولي العهد لجنوب أفريقيا وإيطاليا
لم الشمل وتعزيز التضامن والسعي لإعادة الحق المسلوب إلى أهله أهداف زيارات سموه للدول العربية الخمس

ورأوا ايضا ان الزيارة اكتسبت اهميتها من التوجه الجديد للمملكة العربية السعودية لتوسيع وتعزيز علاقاتها مع الدول ذات التأثير سياسيا واقتصاديا على مستوى العالم فزيارة سمو ولي العهد لايطاليا حققت نجاحا قياسياً وكبيرا ستظهر نتائجها على العلاقات بين البلدين وعلى قضايا الامتين العربية والاسلامية.
زيارة سموه للمغرب
وبعد الزيارتين الناجحتين اللتين قام بهما سمو ولي العهد الى جنوب افريقيا وايطاليا كان العالم العربي مع موعد جديد للجهود السعودية في سبيل تعزيز التضامن العربي ودعم العمل العربي المشترك حيث استهل سموه يوم الاربعاء الماضي جولة عربية بزيارة للمملكة المغربية تليها ليبيا فالاردن وسوريا ومن ثم مصر.
ونظرا لمكانة المملكة العربية السعودية وعلاقاتها المتميزة مع الدول العربية الى جانب العلاقات التي تربط خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بقادة الدول العربية كان لسمو ولي العهد استقبال حافل وكبير بمطار سلا بالرباط الذي توجه منه فورا للقاء الملك الحسن الثاني عاهل المغرب حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها لى جانب التطورات في المنطقة لاسيما عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط وسبل تعزيز التضامن العربي وتنسيق العمل العربي المشترك نحو خدمة القضايا العربية الراهنة.
ويرى المراقبون السياسيون في المنطقة اهمية الزيارة التي يقوم بها سمو ولي العهد للمغرب وليبيا والاردن وسوريا ومصر,, وانطلقوا في رؤيتهم تلك الى جملة من الحقائق لعل اهمها.
سعي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الىتنسيق المواقف العربية تجاه العديد من القضايا الراهنة على الساحة العربية ولاسيما مايتصل بالموقف العربي تجاه عملية السلام في المنطقة وضرورة استئنافها على كافة المسارات الفلسطينية واللبنانية والسورية من النقطة التي توقفت عندها.
- ضرورة التحرك العربي في المرحلة الحالية بعد تبدل الوضع السياسي في اسرائيل بفوز زعيم حزب العمل يهودا باراك وسقوط حكومة بنيامين نتنياهو والأمل العربي بتفهم القيادة الاسرائيلية الجديدة وتنفيذ التعهدات مع الفلسطينيين واستئناف المفاوضات على كافة المسارات.
- حاجة سوريا الى موقف عربي يساندها في مطالبها باستردادالجولان السورية المحتلة واستئناف المفاوضات مع اسرائيل من النقطة التي توقفت عندها.
- ان التحرك العربي في هذا الوقت سوف يحدد ملامح الموقف العربي في المرحلة المقبلة لدعم التضامن العربي ورأب الصدع والخلافات بين الدول العربية.
ان جولة سمو ولي العهد العربية الحالية تكتسب اهمية خاصة نظرا لما يتمتع به سموه من الصراحة والوضوح في طرح القضايا ولما يكنه قادة الأمة العربية من محبة ومودة وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ودورهما الرائد والمتميز في خدمة العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي.
الوفاء والعرفان في ليبيا
** يوم الثلاثاء الموافق السابع عشر من شهر صفر الحالي كان الشعب الليبي مع موعد لمناسبة تاريخية سيسجلها في ذاكرته التاريخية لأنها مناسبة من نوع خاص انتظرها الليبيون على كافة مستوياتهم الرسمية والشعبية بفارغ الصبر، مناسبة ليست مثل كل المناسبات التي يشهدها الليبيون بين الفينة والأخرى لأنها تتعلق بواحد من رموز وأبطال الإنجاز الذي تحقق في قضية لوكربي التي خيمت بعواقبها الاقتصادية على أبناء ليبيا سنوات عدة عاشها الليبيون بكل أبعادها السياسية وقساوتها المعيشية والاقتصادية.
الليبيون كانوا ينتظرون بلهفة وتشوق لقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي حشدوا لاستقبال سموه كل إمكاناتهم بما يليق ومكانة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين التي حمل الليبيون كافة الجميل والعرفان والتقدير للمملكة لدورها الرائد الكبير الذي بذله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في سبيل حل قضية لوكربي الذي أفضى إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبيا بسبب تلك الأزمة.
مظاهر العرفان بالجميل تجلت في الاحتفال الجماهيري الشعبي الكبير الذي أقيم بمناسبة زيارة سموه واحتفاء به وبصحبه الكرام بما يليق بالمكانة التي تحظى بها المملكة قيادة وشعبا لدى الليبيين ذلك الاحتفال الجماهيري الذي شاركت فيه مختلف فئات الشعب وقدمت خلاله مختلف ألوان الفنون والرقصات الشعبية الليبية أداها أبناء القبائل من كافة المناطق الذين قدموا للتعبير عن الوفاء بالجميل والتعبير عن كل معاني التقدير والامتنان للدور المهم الذي توج بحل قضية لوكربي.
الليبيون خرجوا بالأمس بمختلف فئاتهم واستقبلوا سمو ولي العهد استقبال الأبطال ونحروا الإبل تكريما لسموه ووفاء لجهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
الاستقبال الكبير الذي لقيه سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومظاهر الحفاوة والتكريم التي حظي بها سموه والوفد المرافق طيلة فترة اقامتهم في ليبيا رغم قصر المدة التي لم تتجاوز اليومين إلا أنها كانت كافية - حسب المراقبين - للدلالة على الرغبة الليبية الصادقة وعزم القيادة بزعامة الرئيس معمر القذافي على تنمية وتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية خصوصا بعد أن توجت المملكة جهودها الدبلوماسية التي بذلتها مع جمهورية جنوب أفريقيا عبر رئيسها نيلسون مانديلا وممثله جاكوس خرول الذي شكل مع صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين ثنائيا دبلوماسيا وقاما بجولات مكوكية بين طرابلس وواشنطن ولندن ونيويورك والرياض وبريتوريا كانت محل تقدير الرئيس الليبي معمر القذافي الذي أثنى على جهودهما مركزا بالخصوص على جهود سمو الأمير بندر بن سلطان الذي وصفه بأنه رجل المهمات الصعبة الذي لا يكل ويتحمل المشاق.
المظاهر الاحتفالية الليبية احتفاء بسمو ولي العهد لم تقتصر على الاستقبال الكبير في المطار والاحتفال الجماهيري خارج مدينة سرت بل تجسدت في حفل العشاء الذي أقامه الرئيس القذافي تكريما لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي ألقى فيها القذافي كلمة أزجى فيها عبارات التقدير وعبر خلالها نيابة عن الشعب الليبي الشقيق عن معاني العرفان والامتنان بالجميل للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين على دور المملكة في حل قضية لوكربي ومساندتها ووقوفها إلى جانب الشعب الليبي,, وسانده - الرئيس القذافي - في ثنائه وتقديره المسؤولون الليبيون الذين حضروا حفل العشاء من خلال التصفيق الحار كلما جاء ذكر لجهود المملكة في القضية واطراء لدور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
الرئيس الليبي أكد في كلمته أن بشارة قرب حل قضية لوكربي جاء من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حينما استقبل سفير ليبيا لدى المملكة وأبلغه أن المملكة العربية السعودية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود قررت الدخول في القضية ليس كوسيط، بل شريك للشعب الليبي مشيرا إلى أن المملكة سخرت علاقاتها الجيدة مع الاطراف الأخرى في القضية وسعت بكل قوة وبدبلوماسيتها المعهودة في حل القضايا والخلافات سعت إلى هدف جعلته غاية فتحقق لها ما سعت إليه بتعاون كل أطراف القضية,, الرئيس الليبي ومن خلفه شعب ليبيا الشقيق ذهب إلى أبعد من ذلك في الحفاوة والتكريم حينما قدم الهدايا الرمزية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومنح الأوسمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ولصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن تكريما وعرفانا من الشعب الليبي بجهودهم ودورهم فيما تحقق من انجاز في قضية لوكربي.
من خلال هذه المظاهر الاحتفالية الكبيرة التي احتفى بها الشعب الليبي ومن خلفهم رئيسهم القذافي بضيفهم الكبير صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نلمس التقدير الكبير الذي أكده الليبيون لجهود المملكة ودبلوماسيتها المتميزة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية ولاحظ المراقبون الذين تابعوا زيارة سمو ولي العهد لليبيا السرعة الكبيرة والتطور الذي شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين خلال بضعة شهور وخصوصا عقب تحقيق الإنجاز في قضية لوكربي,, ورأوا أن العلاقات بين البلدين بدأت عهدا جديدا بعد فتور دام نحو عشرين عاما حيث عينت المملكة العربية السعودية سفيراً لها لدى ليبيا بعد سنوات كان التمثيل على مستوى القائم بالأعمال مما يبشر بعلاقات متميزة بين البلدين تصب في مجملها لخدمة مصالح شعبيهما وقضايا أمتيهما العربية والإسلامية.
وأكبر المراقبون والمتابعون الإنجاز السعودي الذي عدوه الإنجاز الثاني بعد أن تمكنت المملكة العربية السعودية من إخراج إيران من عزلتها الدولية من خلال عودة العلاقات بين البلدين.
فبعد نجاح الدبلوماسية السعودية في عودة العلاقات مع إيران وتطورها وتناميها بشكل سريع أدهش المحللين السياسيين في سرعته بشكل لم تشهد له العلاقات الدولية مثيلا نقول بعد هذا النجاح كان العالم مع موعد آخر لنجاح دبلوماسي جديد تمثل في نجاح المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين مع جنوب أفريقيا بزعامة الرئيس نيلسون مانديلا في تحقيق انفراج كبير في قضية لوكربي ووضع الأسس والبداية لحلها وإنهائها وأسهم بداية في رفع العقوبات عن الشعب الليبي.
هذه النجاحات الدبلوماسية المتوالية للمملكة العربية السعودية التي كانت محل تقدير من العالم أجمع قبل كل الشعب الليبي يسجلها التاريخ بمداد من ذهب لسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
وأخيرا يتساءل المراقبون السياسيون والمتابعون عما إذا كان هناك إنجاز دبلوماسي سعودي سيتحقق على المدى القريب وفي أي قضية؟! الجواب يكمن في أن المملكة العربية السعودية وتبعا لنهجها السياسي المعروف الذي وضع أسسه الملك عبدالعزيز لن تتوانى عن أي جهد فيه مصلحة للعرب والمسلمين ويخدم قضاياهم.
احتفاء إعلامي كبير في سوريا
** وفي دمشق عكست الاهتمامات التي أولتها الصحف السورية بالأمس للزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني للشقيقة سوريا الأهمية التي اكتسبتها الزيارة على المستويين الرسمي والشعبي في سوريا.
وأفردت صحف الثورة والبعث وتشرين مساحات واسعة على صفحاتها الأولى والداخلية لزيارة سمو ولي العهد ومباحثاته القيمة التي أجراها مع الرئيس حافظ الأسد التي تركزت بالخصوص على بحث المستجدات على الساحة العربية في ضوء تغير الحكومة في إسرائيل وبوادر انفراج العملية السلمية واستئنافها على كافة المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية من حيث توقفت.
وأكدت الصحف السورية أن لقاء قادة البلدين تهدف دائما إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات وتنسيق المواقف تجاه القضايا المشتركة,, منوهة بموقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين تجاه دعم الموقف السوري في عملية السلام وبخاصة ما يتصل باستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل من حيث توقفت كشرط أساسي.
وأشارت الصحف السورية إلى أن المباحثات السعودية السورية على المستوى القيادي أو الوزاري تصب دائما لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين وقضايا الأمة العربية.
صحيفة تشرين ذهبت في تغطيتها لمحادثات سمو ولي العهد والرئيس حافظ الأسد ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث سطرت مقالا في صفحتها الأولى بعنوان وحدة الموقف العربي بدأته بما أكده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قبيل وصول سموه إلى دمشق - على حد قول الصحيفة: إن سوريا كانت دائما محقة في تعاملها مع القضايا العربية وقد رفضت باستمرار كل سلام لا يكون شاملا وكاملا,, كما رفضت الوعود الشفهية أو تلك التي توقع بلا ضمانات للحقوق العربية.
وقال سموه إن القضية العربية بمساراتها الثلاثة تستدعي منا توظيف كل الظروف والمتغيرات لاحتواء ما أفسده نتنياهو .
وقالت الصحيفة: إن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يضع بهذا التصريح الواضح والصريح يده على الجرح فالموقف العربي الموحد والمتماسك والتمسك الحازم بثوابت وأسس العملية السلمية هو طريق العرب لاستعادة الأرض والحقوق .
وأكدت تشرين أن زيارة سمو ولي العهد لسوريا ستدعم بنيان التضامن العربي وتعزز الموقف العربي الصلب الرافض للتفريط والمتمسك باستعادة كافة الأراضي والحقوق العربية المسلوبة.
موضحة ان هذه الجولة العربية ستنعكس في المستقبل القريب على العمل العربي المشترك والقضايا العربية.
وأكد المتابعون أن مثل هذا الجهد العظيم الذي بذله سمو ولي العهد في جولته المكوكية ليس بغريب على سموه الذي يسلك في ذلك مسلك والده الراحل الملك عبدالعزيز واخوانه سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله جميعا - ومن بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي رفع شعار قضايانا العربية أولا في سياستنا الخارجية إذ عدت المملكة العربية السعودية القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى ودعمها ومساندتها في كافة المحافل السياسية الدولية لا ينكره إلا جاحد وحاقد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved