Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


رأي الجزيرة
عودة لاجئي كوسوفا محك مصداقية أهداف حملة الناتو

شهد يوم أمس -على صعيد أزمة اقليم كوسوفا - تطورين سياسيين مهمين يؤشران بوضوح الى احتمال وقف الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي التي يشنها على يوغسلافيا، وبدء رحلة المعالجات السياسية للأزمة.
التطور الأول: تمثل في اعلان المتحدث باسم الحكومة الألمانية ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي عن أنه تم الاتفاق على هيكلية القيادة المشتركة للقوات الدولية وقوات حلف الناتو في كوسوفا.
وان هذا الاتفاق تم بين المبعوثين الروسي تشرنوميردين والمبعوث الأوروبي اهتيساري على هامش اليوم الأول لقمة الاتحاد الأوروبي في كولونيا.
ومعنى هذا الاتفاق ان عقبة كأداء قد ازيلت عن طريق الحل السلمي لقضية الاقليم الذي أشعل حرب البلقان كوسوفا إذ ظلت الخلافات بين روسيا من جهة وأوروبا وأمريكا والناتو من جهة أخرى تعرقل التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل هذه القوة وقيادتها، رغم انها قوة لمهمة سلام فقط وليس قوة قتال.
التطور الثاني: يتمثل في انصياع برلمان الصرب - أخيرا- واعلانه أمس بقبول خطة السلام الدولية التي وضعتها مجموعة الثمان.
واعلن النائب الصربي دراجان فيسلتيوف وافق البرلمان الصربي على الاتفاق الذي اقترحه حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بمجمله دون استثناءات .
وقد سبق هذين التطورين تصريحات من الرئيس الأمريكي كلينتون أول أمس جاء فيها: ان أمام ميلوسيفيتش خيارا واضحا هو قبول خطة الناتو؟ إذا أراد تجنيب بلاده المزيد من الخسائر.
ما يهمنا - بعد هذين التطورين- السياسي والعسكري هو ان يوفرا الأرضية المطلوبة للعمل المشترك بين روسيا التي اتخذت باستمرار الانحياز لجانب يوغسلافيا وبين حلف الناتو، من أجل ايجاد المناخ الصحي سياسيا وأمنيا لتنفيذ خطة يتم الاتفاق عليها لعودة 976 ألف لاجىء الباني مسلم غادروا وطنهم اقليم كوسوفا واصبحوا شتاتا في عشرات الدول، فضلا عما لا يقل عن 300 ألف كوسوفي مسلم آخرين حسب تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يهيمون على وجوههم بين الاحراش والتلال الوعرة بدون أغطية أو فرش أو طعام كاف أو دواء ويتعرضون لمخاطر شتى.
أما القضايا الخلافية الأخرى التي تتعلق بمستقبل الاقليم ووضع سكانه ذوي الأغلبية الألبانية المسلمة وحقوقهم الوطنية والانسانية، فكلها تأتي بعد حق العودة الى وطنهم والاستقرار الآمن في ديارهم واستئناف حياتهم المعيشية والاجتماعية وممارسة شؤونهم الوطنية الأخرى لاعادة بناء وتعمير ما اصاب عمرانهم من ضربات طائرات الناتو.
ان مصداقية الناتو من حملته الحالية وحقيقة الأهداف منها تتوقفان في نظر الرأي العام العالمي على مدى نجاحه في تحقيق عودة لاجئي كوسوفا الى ديارهم وهو الهدف الاستراتيجي الحيوي والأكثر أهمية بل هو المحك الحقيقي لمصداقية حملة الناتو.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved