Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز
د, إبراهيم بن محمد أبو عباة *

لقد عانت هذه الجزيرة العربية في فترة مضت من الظلم، والاستبداد، وتفشي الجهل بأحكام الدين حتى قيّض الله لها امامي الدعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب، والامام محمد بن سعود - رحمهما الله تعالى - فنشرا الدعوة الى الدين الصحيح، واوضحا احكامه، وبينا مقاصده وغاياته حتى انقذ الله الناس، وسار على هذا النهج ابناء هذه الاسرة المباركة (آل سعود) الذين تولوا ازمة الامور.
ولقد كادت الجزيرة العربية ان تعود لسابق عهدها المظلم، لولا ان قيّض الله الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي سار على ما كان عليه سلفه الكرام، فلمَّ شتاتها، وجمع فرقتها.
وإن المتأمل في حياة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يلحظ الاهتمام الذي كان يوليه لنشر الدعوة الى العقيدة الصحيحة، وتعليم الناس احكام دين الله، فلم يكن اهتمامه بهذا الامر يقل عن جهوده في ترسيخ قواعد الدولة الناشئة، بل لم يكن يفصل بينهما، اذ هما مترابطان ترابطا وثيقا.
لقد سلك الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - لنشر الدعوة مسالك عدة من اهمها:
اولا: القدوة الحسنة: لقد كان الناس يلمسون التدين، والخوف من الله، وتطبيق احكام الله في شخصية الملك عبدالعزيز، ولاشك ان هذا الامر اثر في نفوس الناس تأثيرا عظيما، ومازال الناس يتناقلون القصص التي تجلي ذلك، فحين يكون الرجل الاول مطبقا لأحكام دين الله على نفسه وأهل بيته، فلابد ان ينعكس ذلك ايجابيا على المجتمع.
ثانيا: تقريب اهل العلم وإكرامهم: لقد كان مجلس الملك عبدالعزيز اشبه ما يكون بحلق العلم، فلقد كان العلماء هم خاصته الذين يستشيرهم في شئون الدولة، ولاشك ان إكرام اهل العلم سوف ينطبع اثره في نفوس الناس، ويزدادون اجلالا وتقديرا لهم، ويقبلون بالتالي ما يصدر عنهم.
ثالثا: إرسال الدعاة: لقد كان الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - حريصا على ارسال الدعاة الى الله الى جميع مناطق المملكة، ويشمل ذلك المدن والقرى والهجر، فقد كان - رحمه الله - حريصا على ايصال الدعوة اليهم، فكان اولئك العلماء يجمعون الناس في المساجد، ويعلمونهم اساسيات العقيدة وما يحتاجونه من الاحكام الشرعية، ويعظونهم، ويذكرونهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان لذلك اثر كبير جدا في انتشار العلم.
رابعا: نشر كتب العلم: لم يكن اهتمام الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - بنشر كتب اهل العلم المستمدة من الكتاب والسنة والخالية من الانحرافات العلمية يقل عن اهتمامه ببقبة الامور، فلقد كان يعلم علم اليقين ان الاخذ من المصادر الموثقة هو السبيل لنشر الدين الصحيح، والاسلام النقي، لذلك رأينا الكثير من كتب اهل العلم طبعت على نفقته، والوسائل التي سلكها - يرحمه الله - في نشر الدعوة كثيرة نكتفي بما ذكرناه منها.
ولقد اثمرت هذه الوسائل والسبل الحكيمة التي سلكها - يرحمه الله - ثمارا يانعة مازلنا - ولله الحمد والمنة - ننعم بها، وما كان ذلك ليتم لولا ان وفق الله الملك عبدالعزيز للاهتمام بشئون الدعوة، وجعلها دائما من اولوياته.
نسأل الله ان يجزيه عنا خير الجزاء، وان يجعل هذه الجهود المباركة في ميزان حسناته، وان يوفق ابناءه الذين ساروا على منهجه الى كل خير.
* رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved