Friday 4th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 20 صفر


عدد من أهل العلم والرأي لـ الجزيرة
رعاية الأمير نايف لندوة الدعوة حلقة في منظومة العناية بمناشط التأسيس

* كتب - مندوب الجزيرة
ثمن عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأهل الرأي والفكر الإسلامي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لندوة الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز على أنها تعد حلقة في منظومة العناية والاهتمام بالمناشط المتعلقة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة,
وأكدوا اهمية هذه الرعاية الكريمة في حفز الدعاة إلى الله على الاقتداء بالإمام المؤسس والسير على منهجه القويم الذي ينطلق من أسس صحيحة وأهداف عالية تعتمد على كتاب الله، وسنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وما كان عليه السلف الصالح.
كما أثنوا في تصريحات لهم لالجزيرة على جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تنظيم العمل الدعوي وتفعيله سواء في داخل المملكة أو في خارجها، وعدوا ذلك مظهرا من مظاهر اهتمام هذه الدولة المباركة بالدعوة على منهج صحيح سليم.
تعريف للشباب بالمؤسس
في البداية حدثنا فضيلة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، حيث يرى فضيلته أن إقامة ندوة حول الدعوة إلىالله في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- أمر في غاية الأهمية، فهي حلقة ذهبية من تاريخ الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وفي إقامتها تعريف للشباب والناشئة من أبناء المملكة بما كان عليه مؤسس هذه المملكة من صلاح، وتقى، ورغبة في صلاح البلاد والعباد، وقد آزره، وشد عضده رجال العلم في عصره، فقد كانوا معه رحماء بينهم، أشداء على إنكار المنكر، والحرص على الأمر بالمعروف، لا يخافون في الله لومة لائم,وأضاف فضيلته قائلا:وقد كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يحض العلماء والدعاة إلى الله على ذلك، ويتابع مجالسه معهم آمراً وناهيا وموجها ومعينا وداعيا إلى الله بما يحبه ويرضاه, فالدعوة في عهده- رحمه الله- دعوة آتت أكلها من حيث استقامة البلاد، وامنها، ورخاؤها، وتلاحم أهلها مع قادتهم في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.
وقال الشيخ المنيع: ولاشك أن رعاية سمو الأمير نايف لهذه الندوة تعد تأكيدا على استمرار ولاة الأمر على نفس المنهج، حيث ان المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم بمجهود تشكر عليه في مجال الدعوة إلى الله، من خلال علماء لهم حكمتهم وبصيرتهم في الدعوة إلى الله، وتقديمها بأحسن وسيلة للقبول،والاستجابة في داخل المملكة وخارجها.
إبراز معالم الدعوة
ومن جهته أكد فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد أن رعاية سمو الأمير نايف للندوة سوف يكون لها- بمشيئة الله تعالى- أثر طيب في إبراز ماتحقق من دعوة صالحة في عهد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه-، وأوضح فضيلته أن هذه الندوة سوف تبرز معالم الدعوة التي تمت في حياة الملك المجاهد - رحمه الله- الذي يعلم الجميع أنه قام ببناء هذه البلاد على تحكيم شريعة الله، والدعوة إلى توحيد، الإسلام ونشره وتحكيمه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأضاف الشيخ الحميد بقوله: وقد سلك الملك عبدالعزيز - رحمه الله- في سبيل ذلك طرقا عديدة من بعث الدعاة، وفتح المدارس والمعاهد الشرعية، وإكرام العلماء والوعاظ والمرشدين، وإبراز جهود المملكة في الداخل والخارج، والتأكيد على عنايتها بإظهار محاسن الإسلام والدعوة إليه.
وأردف فضيلته قائلا: ولاشك أن هذه قاعده سار عليها مؤسس هذا الكيان الشامخ -طيب الله ثراه - في حياته، وحرص عليها من بعده أبناؤه البررة إلى وقتنا الحاضر، وما افتتاح سمو الأمير نايف هذه الندوة ورعايته إياها إلاخير دليل على هذا الحرص، كما أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد تقدم الدليل العملي على هذا التوجه، وكل مناشطها تؤكد - سواء في الداخل أم الخارج- أن هذه البلاد حريصة كل الحرص على العناية بالدعوة إلى الله، والاعتزاز بهذا الدين، والدفاع عنه، ونشر الخير للناس عامة، لأنها تعلم أنها قامت على الإسلام، وستبقى على ذلك - إن شاء الله-، ولأنها قبلة المسلمين، ومهبط الوحي الأمين
زاد للدعوة المعاصرة
أما الدكتور محمد بن عبدالمحسن التركي المدير العام لمكتب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للدراسات والبرامج، فيقول: إن الناظر في التاريخ الحديث يدرك من الوهلة الأولى أن أبعاد الدعوة إلى الله في حياة الملك عبدالعزيز لها جذور تمتد إلى عهد الدولة السعودية الأولى حيث قام الإمام محمد بن سعود- رحمه الله - بنصرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ونصر الدعوة وآزرها، وأيدها حتى ظهرت، وانتشرت، واستمرت هذه الدعوة تنتقل عبر أبناء الإمامين وأحفادهما وغيرهم ممن شرح الله صدره لتلك الدعوة الحنيفية، فقاموا بإبلاعها في سبيل ربط الدعوة بالدولة، إلا أن أعداء الإسلام كانوا سبباً في زعزعة الأمور واضطراب أحوال الدعوة فعادت الفرقة والفوضى تدب في أرجاء البلاد إلى أن قيض الله تعالى الملك عبدالعزيز - رحمه الله- الذي انبرى لإعادة إقامة دولة الدعوة على أسس راسخة ومبادئ دعوية ثابتة.
وأضاف د التركي ان الملك عبدالعزيز استعان - في هذا الأمر- بعدد من كبار رجال العلم والدعوة الذين كان لهم إسهام كبير في تثبيت دعائم هذا الكيان العظيم وأركانه على العقيدة الصحيحة، وأصبحت الدعوة من الأصول التي بنيت عليها هذه الدولة بعد أن كانت الدعوة تقوم على مستوى فردي,ثم قال د: التركي: ومن ذلك نجد أن الاهتمام برصد الجانب الدعوي في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله - وتحليله يعد زادا لمسيرة الدعوة إلى الله، وبخاصة فيما يتعلق بالأهداف والمنهج والوسائل.
وأكد أن ندوة الدعوة التي يرعاها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز تعد حافزا لجميع المختصين المؤهلين، للتقدم بأفكارهم وتحليلاتهم واستنتاجاتهم التي يرونها تتناسب مع تحقيق الهدف المنشود من عقدها.
كما أنها تعد نواة طيبة لتعميم نتائجها على أقسام الدعوة في الجامعات للاستفادة من منهاج الملك عبدالعزيز- رحمه الله- في الدعوة إلى الله،ودراسته، وتحليله على مستوى طلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا، والعمل على تطوير أسلوب العمل الدعوي بما يواكب حاجات العصر انطلاقا من تلك القاعدة الراسخة.
استجلاء الجوانب المشرقة
ومن ناحيته، يقول الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز بالرياض الدكتور فهد بن عبدالله السماري: إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لندوة الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز-رحمه الله- تعد إضافة جديدة في منظومة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة,وأضاف قائلا:ولاشك أن موضوع الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز مهم وحيوي لاستجلاء جوانب تاريخية مشرقة وإلقاء الضوء على الاساليب والجهود وتطور المؤسسات الدعوية خلال فترة التأسيس، ومن المهم أن نتطلع إلى نتائج هذه الندوة لتقدم لمستقبل الدعوة في بلادنا الغالية الكثير، وذلك من خلال الاستفادة من نماذج الماضي، وامكانات الحاضر، واحتياجات المستقبل,وقال الدكتور السماري: والملك عبدالعزيز - رحمه الله - انطلق في اهتمامه بالدعوة من خلال اعتماده على المنهج والمبادئ ذاتها التي قامت عليها الدولة السعودية التي هي دولة الدعوة، فلقد استشعر الملك عبدالعزيز هذه المبادئ التي أيدها واستند إليها وطبقها في منهجه الإداري والحضاري، ورعى قيام الدولة على اسسها وعناصرها.
واستطرد قائلا : وبما أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله- اعتمد على نهج السلف الصالح في اسلوبه وتعامله ودعوته، فإن هذه الندوة ستقدم لنا الكثير من النماذج والانجازات التي تحققت في مجال الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- لكي يستفاد منها ويتم الامتداد بها إلى مساحات أوسع - بإذن الله تعالى- ولاشك أن أهم عامل في مجال الدعوة هو المنهج في بلادنا على أسس صحيحة ومنطلقات سامية وأهداف عالية.
سمة المملكة
أما الأستاذ بكلية الدعوة بالمدينة المنورة الدكتور معيض بن مساعد العوفي فقال: تسجل لنا المصادر الموثوقة:تاريخية كانت أم اجتماعية، مكتوبة أم مروية اهتمام الملك عبدالعزيز-رحمه الله- بأمر هذا الدين تأصيلا ورعاية ودعوة إليه, ولايمكن أن نتحدث في هذه العجالة عن شواهد لذلك لأن هذا يحتاج إلى بحث مطول لا إلى كلمة مختصرة موجزة، ولكنني أقول انه منذ بدء التأسيس لم ينشغل - رحمه الله - عن هذا الأمر العظيم الذي يراه أصلا لا يمكن إرجاؤه أو تقديم أمر آخر عليه، فقد عرف عنه-رحمه الله - هذا الأمر، فكانت الدعوة من أولياته واهتمامه، وقد سجلت رسائل علمية في أكثر من كلية حول هذا الموضوع.
وأكد الدكتورالعوفي أنه من هنا جاء عقد هذه الندوة المهمة عن الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- التي سيرعاها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله- وهو بهذا يجسد ماكان عليه والده المؤسس الأول لهذا الكيان الكبير، ويعطي إشارة للعاملين وللدعاة أن يحذوا حذو هذا المؤسس في رعايته للدعوة واهتمامه بها، وفي نهجه المعروف عنه المتمثل في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة,,),وأوضح أن في رعايته - حفظه الله- لهذه الندوة ترسيخا لهذا المبدأ، وأنه من اهتمامات دولتنا الرشيدة - رعاها الله وادامها - كما أن فيه تشريفا للدعاة وحفزا لهم على عملهم الخير الذي تدعو له الدولة وتدعمه بكل الإمكانات المادية والمعنوية,ومضى الأستاذ بكلية الدعوة قائلا: إن هذه الدولة- رعاها الله وحفظها من كل سوء ومكروه- لها اهتمام معروف ومشهود بأمر الدعوة فقد ورث أبناء المؤسس- رحمه الله- نهج والدهم في الاهتمام بأمر الدعوة وتيسير سبلها، فكانت اهتماماتم بهذا الجانب لاتحتاج إلى إثبات، فانظر إلى مظاهر ذلك من تخصيص وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للعناية بأمر الدعاة الذين ينتشرون في الداخل بشكل غير موجود في غير هذا البلد، ومن إكرام لهم واهتمام بشأنهم، ومن إرسال للدعاة إلى الخارج ودعمهم ماديا ومعنويا، وتيسير سبل الدعوة لهم مع توفير الكتب الدعوية الميسرة التي ألفت بمنهاج صحيح سليم يعتمد على الكتاب والسنة وما قاله السلف الصالح من هذه الأمة، دون تحريف أو تنكب عن الطريف السليم، فآتت - بحمد الله - أكلها، وكان لها ثمار يانعة ونتائج ملموسة لكل ذي عين بصيرة.
لبنة في رصد المنجزات
بعد ذلك تحدث الاستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض الدكتور إبراهيم بن محمد الحمد المزيني، مشيرا إلى أن تفضل الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله- بافتتاح ندوة(الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز) دليل على حرص قادة هذه البلاد على متابعة مناشط الدعوة وفعالياتها في بلادنا، وتشجيع هذه الجهود وتنميتها,وقال: وهذا الأمر تعودناه من قادة هذه البلاد، التي قامت - ابتداء - على أساس من الترابط الوثيق بين الدولة والدعوة، بين مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب- رحمهما الله-,وأضاف د, المزيني قائلا وهذه الفعاليات التي يرعاها سموه الكريم ويشارك فيها نخبة من العلماء والدعاة والباحثين، تشكل لبنة مهمة في طريق رصد المنجزات الدعوية الرائدة التي غرسها ورعاها وشجع القائمين بها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- الذي أثر عنه حبه للعلماء والدعاة وتقريبه إياهم وحضورهم مجالسه ومباركة جهودهم، حتى كان لهم نشاط واسع آتى ثماره.
وعلى هذه الخطى سار أبناؤه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد، ونال الأمر غاية الاهتمام والرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله وبارك في أعمارهم وأعمالهم-
وأكد المزيني أن انشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سنة 1414ه وجعل أمر الدعوة ركنا أساسا من رسالة هذه الوزارة، ما هو إلا دليل واضح لما تحظى به الدعوة في بلادنا من تشجيع ومساندة من هذه القيادة وفقها الله.
وأعرب الدكتور إبراهيم المزيني في ختام حديثه عن ثقته ويقينه - بعون الله وتوفيقه- في نجاح فعاليات هذه الندوة وثراء بحوثها ومناشطها، لتكون خطوة من خطوات رعاية الدعوة إلى الله في هذه البلاد المباركة، وإضافة إلى مستقبل دعوي أكثر اشراقا.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved