* القاهرة - مكتب الجزيرة - أيمن الشندويلي
حكاية صلح الفنان عادل إمام وابنه رامي مع قبيلة العجارمة (من بدو الساحل الشمالي) كانت اشبه بالافلام السينمائية,, فعلى طريقة عادل إمام تمت الاتصالات على مدى 16 يوما منذ وقوع حادث السيارة الخاص برامي عادل إمام عند ميدان ابو تلات المظلم وهو قادم من القاهرة في منتصف الليل ذاهبا إلى فيلا والده في نفس المنطقة فصدم سيدة من قبيلة العجارمة عمرها يتجاوز الخامسة والخمسين ومن تلقاء نفسه نزل رامي وحمل السيدة إلى اقرب مستشفى وهناك لفظت انفاسها الاخيرة وذهب إلى قسم الشرطة التابع ايضا للمنطقة وابلغ عن الحادث ووجهت له تهمة القتل الخطأ.
ولكن الموضوع لم ينته عند حد القتل الخطأ او اجراء محاكمة تكون نتيجتها الحكم بالحبس مع ايقاف التنفيذ فالقبائل البدوية العربية في هذه المنطقة لها قوانينهاالخاصة,, فتهمة القتل لديهم هي القتل ايضا وإذا كان القتل خطأ يتم فيه عقد اجتماع عاجل لمجلس شيوخ القبيلة وحكمائها، ويقدم القاتل كفنه بنفسه ويضعة اسفل ارجل والد القتيل او من ينوب عنه ويدفع الدية المقررة هناك ب150 ألف جنيه للرجل ونصفها 75 ألف جنيه إذا كانت القتيلة انثى حسب الحكم الشرعي للذكر مثل حظ الانثيين .
وأرسل عادل إمام مندوبا عنه لشيخ القبيلة ومعه شيك بمبلغ 150 ألف جنيه إلا ان شيخ القبيلة رفض وقال يجب اتباع عاداتنا وتقاليدنا ويحضر عادل امام ومعه ابنه لاتمام الاجراءات ولكن عادل امام رفض في البداية خوفا على حياة ابنه رامي وكذلك لشدة الموقف ذاته.
وأرسل عن طريق رجال المباحث لشيوخ قبيلة العجارمة للوساطة ولكنهم رفضوا بشدة، ورفضوا أيضا اقامة العزاء الواجب على القتيلة وطلبوا حضور عادل امام وابنه وإذا رفض سيقومون هم بالقصاص على طريقتهم اي القتل.
ورغم التحذيرات الشديدة التي تلقاها عادل إمام وأسرته والحراسة الخاصة لعادل إلا انه طلب من اصدقائه المقربين إليه المشورة فنصحوه بالذهاب إليهم إذا وضعوا الاشياء الكفيلة بأمنه وحياة ابنه رامي وطلبوا منه ان يذهبوا معه جميعا وكان رد شيخ قبيلة العجارمة بالموافقة وان كلمة الشرف بضمان حياة عادل ومن معه هي الكفيلة بذلك واشترطوا في مقابل ذلك عدم حضور اي شخص من افراد الشرطة المصرية او الحرس الخاص لعادل امام وعدم حمل اي منهم لاي سلاح لانهم في زيارة سلام وتقديم واجب العزاء والصلح.
قبول الصلح
وسعد جداً عادل إمام بالرد واتصل على الفور بأصدقائه المنتج الفني سمير خفاجة وشقيقه عصام إمام وزوج شقيقته الفنان مصطفى متولي ورجل الاعمال شامل الغزالي والد زوجة رامي امام وعدد من اقاربه وكون وفدا وصل إلى (20) شخصا من بينهم خمسة من افراد الحراسة الخاصة لعادل امام بودي جارد وكانوا غير مسلحين بالفعل ظاهريا وإنما اسلحتهم كانت موضوعة في اماكن غير ظاهرة.
وتم اخطار مديرية امن الاسكندرية ومباحث وزارة الداخلية لاتخاذ احتياطاتها الامنية بعد تحديد الموعد الذي وافقت عليه قبيلة العجارمة الذين اقاموا (صوان) اي مكاناً للعزاء في خيمة ضخمة بمقر اقامتهم في ابو تلات بالساحل الشمالي ويبعد عن الاسكندرية حوالي 20 كيلومترا.
وفي الموعد المحدد قامت قوات الشرطة باغلاق مداخل ومخارج المنطقة المقام بها العزاء ووصل عادل إمام وابنه رامي في موكب ضم اكثر من 10 سيارات مرسيدس وشيروكي ونزلوا إلى المكان وصافحوا أهالي القبيلة الذين اقاموا واجب العزاء دلالة على نهاية المشكلة وعدم القصاص وبالفعل تقبلوا العزاء من اسرة عادل إمام وأصدقائه وابنه رامي الذي ابدى اسفه,, وطلب من عائلة القتيلة تنفيذ عاداتهم في مثل هذه الامور ولكنهم رفضوا حتى قبول الدية وقيمتها 75 ألف جنيه، وقالوا بأنه يكفي حضور عادل إمام وأسرته وابنه وتم استدعاء شيوخ القبائل في المنطقة لحضور مراسم الصلح والعزاء والتعهد بالسلام,,, وشكر عادل إمام حسن موقفهم وشهامتهم في حل المشكلة,, وأكدوا له بأنهم يعرفونه جيدا ويعرفون جماهيريته العريضة سواء في مصر او الدول العربية ولهذه المكانة تنازلوا عن المراسم الخاصة وعن الدية,, ووعدهم عادل إمام بتكرار الزيارة لان حياتهم افضل بكثير من المدينة.