عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد.
يسعدني ان اكتب اليك هذا الموضوع الهام، لأني دائماً أرى انك جسر التواصل، وملتقى القراء، وما للموضوع من اهمية قصوى في حياة المجتمع لذا قررت الكتابة اليكِ عزيزتي وكلي امل في ان تكوني كما عودتينا انكِ منا والينا, الموضوع يدور حول اهمية العناية بالمسجد ودوره، وبعض التجاوزات التي تحدث من المعنيين بأمر المسجد وسنتطرق الى كل دور باختصار لعلنا نخرج بما يعود بالنفع على الجميع.
اننا حينما نتحدث عن دور المسجد في حياة الفرد والمجتمع فقد يطول بنا المقام، فالكل يعلم دور المسجد منذ بدء رسالة الاسلام الى وقتنا الحاضر، لكن من الملاحظ انه في الوقت الحاضر انحصر دور المسجد في الصلاة، وبعض الندوات والمحاضرات، ولكن حينما ننظر الى المسجد نظرة شاملة نجد انه يقوم بدور اكبر من ذلك، لكنه افتقد الى الدعم المعنوي، وكأن لسان حاله يشتكي من قلة الاهتمام، على الرغم من ان حكومتنا الرشيدة وفقها الله لم تدخر جهداً بل بذلت وسخرت جميع امكاناتها لتكون تحت خدمة المساجد, وما وصل اليه الحرمان الشريفان دليل على الاهتمام بالمساجد، فالمسجد يشتكي من تجاوزات بعض الائمة وغياب المؤذنين واهمال المستخدمين وتصرفات الحراس وبعض من المأمومين، دموع المآذن نراها دائماً تذرف بشكل شبه يومي من تلك التجاوزات والتصرفات، فالمسجد يشتكي الحال فهل تسمع شكواه؟ ربما يفسر البعض هذا بأنه تحامل او تشكيك معاذ الله، وهي الحقيقة او جزء منها - شئنا ام ابينا - وما سوف اذكره هو من الواقع الذي يعيشه المسجد وكنت اتمنى ألا يكون العدد كبيراً لكنها الحقيقة,, واليكم ما عندي:
1 - الجهة المسؤولة:
تتمثل مهام هذه الجهة في عدة امور، من الصعب التطرق الى جميع تلك المهام وسنتطرق الى مهام المتابعة والرقابة والتوجيه واصدار التعاميم، وكأنها حينما تتعامل مع الامام والمؤدن وكأنهم معصومون من الخطأ او التقصير والحقيقة انهم بشر فيهم المجتهد وغير ذلك، هذا ليس فيه انتقاص لحق احد او تشكيك فيما يقومون به، وتكتفي الجهة ببعض المراقبين بين فترات متقطعة او في المواسم، واصدار التعاميم وذلك ابراء للذمة ولا تتعامل مع التجاوزات بصرامة وحزم ولا تهتم بالشكوى الفردية او التي تقدم من عدد قليل من جماعة المسجد, عموماً نتمنى من هذه الجهة الاهتمام واعادة النظر في اسلوب المتابعة كما نرجو منها اعادة النظر في توزيع المساجد بين الاحياء والتنسيق فيما بينها واننا حينما ننقد الجهة او نبدي الآراء او المقترحات فذلك ناتج من الحرص والتعاون كي تتكاتف الجهود ونصل الى الهدف المرجو.
2 - الإمام:
يوجد كثير من الأئمة من اهل الثقة والامانة - والحمد لله - لكنّ هناك عدداً لا اقول انه كثير او قليل، نعم هناك بعض من الائمة لا يراعي حق الامانة التي انيطت به وتجاهل انه قدوة ويحظى بشرف هذه المهنة الغالية وانه مسؤول امام الله قبل الجميع، فأصبحت التجاوزات التي تصدر من البعض شبه دائمة وامراً معتاداً عليه كالغياب المتكرر ولفترة طويلة والمبالغة في عدد مكبرات الصوت ورفع الصوت بشكل غير طبيعي مع وضع اجهزة للصدى وتحسين الصوت مع صغر حجم المسجد وقلة عدد الجماعة، علماً بانه صدرت فتاوى وتوجيهات من كبار العلماء في هذا الشأن وصدر ايضاً تعليمات وتعاميم تحظر مثل هذه التصرفات، وموضوع التقديم والتأخير للصلاة!! وذلك بناء على امر الامام لانه لا يتقيد بوقت محدد بين الأذان والاقامة كما لا يهتم بأمور المسجد ولا يعبأ بالتعليمات والتوجيهات الصادرة.
3 - المؤذن:
الكل يعلم بأن المؤذن يقوم بدور كبير تجاه المسجد - اعانه الله - مع تواضع المكافأة التي يحصل عليها خاصة اذا لم يكن هناك سكن خاص بالمسجد، لكن مع الاسف يوجد بعض من التجاوزات من بعض المؤذنين الذين لا يقومون بهذه المهمة على الوجه المطلوب بل يتقاعسون ويتركون الأمر الى العمال والحراس التابعين للمسجد بأجر شهري زهيد بحجة الظروف خاصة اذا كان هناك قرابة بين الامام والمؤذن، علماً بأنه يوجد بعض من المساجد التي لا يؤذن فيها المؤذن لمدة الاسبوع والاسبوعين.
4 - المستخدم:
يوجد لكل مسجد مستخدم خاص به لكن حينما ننظر الى هذا المستخدم نراه يسكن بعيداً عن المسجد ولا يقوم بتنظيف المسجد الا مرة او مرتين كل شهر، فهل هذه هي مهمة المستخدم الاساسية، علما بأن حال المسجد يرثى له خاصة اذا لم يكن في المسجد حارس، وقد يقوم المستخدم بتكليف احد العمال بتنظيف المسجد كل شهر بأجر متفق عليه مسبقاً، فهل يشترط في المستخدم ان يكون من جماعة المسجد ام لا؟ ولماذا لا تدمج وظيفة الحارس مع المستخدم؟.
5 - الحارس:
غالباً ما يكون ذلك المقيم الذي يسكن في ملحق او غرفة في المسجد، وقد يكون غير متفرغ وربما يقوم بأعمال اخرى، ولا نعلم ماذا يدور في المسجد ويحدث من تجاوزات من ذلك الحارس, أتعلمون ما يعمل كل ليلة حينما يتجمع مع اصدقائه في المسجد فيقومون بالتدخين وبعض الأمور الاخرى وذلك ناتج عن جهل او تساهل، لذا يجب اعادة النظر في سكن الحارس ان لزم الأمر.
6 - جماعة المسجد:
هذه نداءات اوجهها الى جميع الاخوة مبيناً لهم اهمية دور المسجد في حياتنا اليومية ولن اتحدث عن اهمية الصلاة جماعة لانه تحدث من هو خير مني في هذا الموضوع ودور المسجد يتعدى الصلاة بل هو منطلق رسالة الاسلام وهو المدرسة التي خرجت لنا ابطالاً ظلت اسماؤهم خالدة في التاريخ وسجلت لنا اروع الفتوحات والانتصارات البشرية, وما للمسجد من تدعيم للروابط بين الجماعة لكن في الوقت الحاضر اصبح هناك فجوة كبيرة بين الجماعة والمسجد، بحجة الظروف والانشغال، وهي اسباب وهمية اخي ان المسجد يتطلع اليك وكله امل ورجاء بأن تقوم بدورك كي يعود دور المسجد كما كان في السابق.
7 - السكن الخاص بالمسجد - بيت المسجد -.
السكن اصبح هدفاً لبعض من الأئمة والمؤذنين وربما كان شرطاً اساسياً في قبول هذه الوظيفة فالسكن وسيلة وليس غاية، فقصص تنازل الأئمة والمؤذنين عن الوظيفة مقابل السكن عديدة، فهل للامام او المؤذن حق حينما يكون له سكن خاص به قريب من المسجد ان يقوم بتأجير بيت المسجد لحسابه الخاص فلماذا لا يسكن في بيت المسجد ويقوم بتأجير بيته؟ وإذا أبى إلا السكن في بيته الخاص فهل النظام يخوله بأن يؤجر بيت المسجد؟ علماً بان الجهة المسؤولة هي المعنية بذلك ولماذا لا يستفاد من ريع الايجار في اوجه الخير, فما الرأي في ذلك؟
وفي الختام هذا بعض مما يحدث في مجتمعنا في كل يوم من تجاوزات وتصرفات تصدر من بعض المعنيين بأمر المسجد, فلا نعلم ما هي المعايير والمواصفات التي تضعها الجهة ذات العلاقة في تعيين الائمة والمؤذنين وغيرهم لانه يوجد تقصير واضح من الجميع ومع ذلك الحال كما هو عليه, المسجد بحاجة الى دعم معنوي واهتمام وحرص من الجميع علماً بأن ما ذكر يعكس الواقع الذي وصل اليه حال المسجد وحال المعنيين به!! وانه ليس خيالاً او تحاملاً او تشكيكاً في احد او في الدور الذي تقوم به الجهة المسؤولة وانما هو من باب الحرص والاهتمام والنصيحة اذن المسجد بحاجة الى وقفة من الجميع كل حسب طاقته واختصاصه كي تتحول دموع المآذن واحزانها الى افراح وسرور ومحبة لأن الاهتمام بالمسجد واعادة دوره السابق بداية لاعادة تاريخنا الاسلامي المجيد.
هذا ما احببت ان أنوه عنه، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.