Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


ما بعد الرحيل

يربت عليها يواسيها,, تكاد اضلعه تخترق اضلعها من شدة الحزن وحرارة الاسى لما حصل لهما بعد الرحيل,.
يجهشان بالبكاء معا,, وتتبلل اروقة المكان بالدموع ويخترق الصمت حاجز الكلام لتبدأ مراسم لقاء ما بعد الرحيل.
هذا اللقاء الذي اجتمعا فيه مصادفة بعد ان قطعا كلاهما اوردة الوصال بأن يفترقا إلى الابد,.
في تلك اللحظة التي جمعتهما بلا موعد بلا سابق انذار سوى خفقات قلبه هو عندما اقترب من ساحة اللقاء,, وكأنه طائر يقبض عليه لاول مرة يضرب بجناحيه على زوايا ذلك القفص,.
وبرغم ازدحام ذلك المكان لا يرى احد فيه سواها,, تجره خطاه إليها,, تتسمر نظراته فيها وتقف هي بكبرياء وقد ترقرقت الدموع في عينيها,, تحاول اخفاء ذلك الانين الذي يئن بين اضلعها تحاول ان تقلته او يقتلها نعم يقتلها ذلك القلب,, انصهرت كل الحواجز بينهما وذابت المسافات لم يفصلها عن بعضهما سوى بعض الخطوات وتلك الوردة الحمراء التي ألقى بها احد المارة او ربما رمى بها عاشقان اعلنا نهاية حب,.
فكلاهما يتخيل انه تلك الوردة,, قد ذبلت وداستها الاقدار,.
يزداد ذلك المشهد الصامت عمقا,, ويسرحان بأفكارهما بعيدا عن الواقع الذي يعيشانه الآن,.
يتخيلان معا بداية الطريق والخطوة الاولى التي حملتهما عبر ازمنة الحب وأدخلتهما بوابة العشق ومدن الغرام,.
يتخيلان بداية تلك القصة عندما بدأت بلقاء طفولي بريىء شفاف كنسمات الصباح الباردة,.
يسردان أحداث حياتهما,, لقائهما,, حبهما,, دموعهما,, فراقهما,, يسردان تلك الازمة في لحظات وينبشان الجراح معا بمخالب هذا اللقاء,.
يمتشقان سيوف الشوق ليتقاتلا وليصل كل منهما الى عرشه ومملكته في قلب الآخر,.
يتراشقان بتلك النظرات الحزينة الذابلة وتلك النبرات المرتعشة الدافئة,.
تمزق اللحظات ويزول الوقت نحو الرحيل منكسر الظلال,, يهرب ذلك اللقاء كهلا يتيما قد وصل به العمر إلى المنعطف الاخير,.
يهرب ذلك اللقاء وقد دمر تلك الاحاسيس والمشاعر بأسراب الهموم وقطعان الالم,.
ويفترقان وقد جددا الجراح,.
ولكن هل يجمعهما الصمت يوما ام يغتالهما النسيان,,؟!
نديم الجرح
الدمام

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved