Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


المملكة وخدمة الإسلام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اما بعد, ان مما نؤمن به ونعتقده ان الفضل بيد الله سبحانه وتعالى، يؤتيه من يشاء من عباده، ويختص به ما شاء من عباده، وقد اختص الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بنعم جليلة، وفضائل عظيمة، لا يشاركها فيها غيرها من بقاع الدنيا، منها ان فيها اول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، وهو البيت العتيق، الذي تهوي اليه افئدة المسلمين، ويأتون اليه للطواف به من كل فج عميق، رجالا وركبانا، ومن جوار بيت الله الحرام في مكة ام القرى انطلقت دعوة خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل رسالة الاسلام التي هي خاتمة الرسالات، وآخر الديانات، وقد هيأ الله تعالى للاسلام من ينشره، ويخدمه في كل زمان منذ عصر الصحابة - رضي الله عنهم.
وفي القرن الثاني عشر قيض الله تعالى في الجزيرة العربية من يحمل راية الدعوة، وينشر الإسلام، ويدافع عنه، وهو الامام محمد بن سعود، حين عاهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله - تعالى، وذلك في عام 1157ه، وبفضل هذه المعاهدة انتشر الإسلام، وانحسرت البدع والمخالفات وعاد الى العقيدة السلفية رونقها، وصفاؤها في شبه الجزيرة العربية.
وفي بداية القرن الرابع عشر، ظهر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - فوحد اجزاء الجزيرة، وجعل على رأس اولوياتها، وفي مقدمة رسالتها خدمة الاسلام والمسلمين اينما كانوا.
وبعد وفاة الامام المؤسس - رحمه الله - سار ابناؤه الكرام على منهاجه واقتفوا اثره، حتى وصل الامر في خدمة الإسلام الى ذروته في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك المفدى فهد بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - فرأينا، بل رأى العالم كله خدمة تجل عن الوصف للحرمين الشريفين والاماكن المقدسة في مكة والمدينة، وشهد العالم المراكز الاسلامية، والجوامع والمعاهد والمدارس الاسلامية تشيد في اكبر عواصم العالم، وأبصر القاصي والداني مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه الى مختلف لغات العالم، كل ذلك وغيره، خدمة للاسلام والمسلمين في جميع انحاء الدنيا.
ومن الادلة الشاهدة على ذلك إقامة ندوة: الدعوة في عهد الملك عبد العزيز لإبراز العظات، واستقاء الدروس من تجربة الملك عبد العزيز، وهي تجربة غنية مليئة، بالدروس والفوائد التي ستكون نبراساً، وضياء للدعاة الى الله في مختلف أنحاء العالم.
وقد ازدادت هذه الندوة غنى وثراء، حين التقى الدعاة، واحداً من ابناء الملك عبد العزيز، الذين تربوا في مدرسته الدعوية، فكانوا من احرص الناس على الدعوة الى الله تعالى، واكثرهم عناية ورعاية لامور الدعاة، وتيسير سبل نشر الإسلام، بنفسه وماله، انه صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية - حفظه الله - الذي كانت كلماته، وتوجيهاته، ومناقشاته للدعاة الى الله، نابعة من رجل مخلص، عارف باحوال الامة الاسلامية، عالم بالطرق والوسائل النافعة في خدمة الاسلام والدعوة الى الله، فكان مما اكد عليه سموه الكريم، انه يجب المحافظة على الثوابت، وعلى الامور الاسلامية، وعلى الاصول، وان نعايش الزمن، بما لا يخل بأمر ديننا ودنيانا.
كما اضفى على الندوة جوا من البهجة والسرور قيام سموه الكريم بافتتاح معرض الوزارة المقام على هامش الندوة والذي يوضح جهود الدولة اعزها الله في عمارة المساجد، وطبع الكتب، وجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه وتدشين سموه موقع الوزارة على الانترنت.
نسأل الله ان يوفق سموه الكريم الى كل خير وصلاح، وان يديم على هذه البلاد نعمه، وفضائله، وان يحفظ ولاة امرنا، انه سميع مجيب.
سعود بن عبد الله بن طالب

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved