Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


خلال رعايته حفل افتتاح مبنى مركز هيئة شيخ الإسلام ابن تيمية
د, السعيد: تاريخ هذه البلاد في الدعوة والالتزام بالإسلام لا ينسى
الشيخ الغيث: الواجب علينا الصبر والإخلاص بالدين وتغليب جانب الستر إذا اكتملت شروطه

* تغطية: عبدالله بن ظافر الاسمري
افتتح مساء الاثنين الماضي معالي الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد مبنى مركز هيئة شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - المجاور لاسواق العرب في نهاية شارع البطحاء من الجنوب,, وحضر الافتتاح فضيلة وكيل الرئيس العام الشيخ ابراهيم الغيث وفضيلة مدير عام فرع منطقة الرياض الدكتور عبدالله الشثري وعدد من المسئولين بالرئاسة وفرع منطقة الرياض.
وقد بدىء الحفل بآي من الذكر الحكيم تلا ذلك كلمة لرئيس المركز الشيخ حسين الحمد قال فيها: ان من اعظم الاجور التي يتقرب بها العبد الى ربه اقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو اساس الدين وبه تحرس حرمات الله ويحيى شرعه ويعز الحق والدين ويزول الشر والباطل, ثم اثنى فضيلته على جهود معالي الرئيس العام لما قام به من جهود مبذولة في سبيل تطوير ورقي هذا الجهاز ومن دعم معنوي لمنسوبيه,, كما وجه الشكر لفضيلة مدير عام فرع الرياض الشيخ عبدالله الشثري ورئيس هيئة مدينة الرياض الشيخ عثمان العثمان وشرطة منطقة الرياض لما لمسه من حسن التعامل والتعاون في القضاء على الكثير من المنكرات والمخالفات الشرعية.
مسئولية الإنكار
بعد ذلك قام فضيلة وكيل الرئيس العام الشيخ ابراهيم الغيث بإلقاء كلمة قال فيها: إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منوط بكل مسلم سواء كان مدنياً أو عسكرياً، سواء كان في الهيئة او غيرها، كما قال جل وعلا (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر), فعلينا إذاً جميعا أيها الاخوة ان نتعاون على البر والتقوى وأن نكون مساندين ومساعدين لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أولاً بدعمهم المعنوي، وبالدفاع عنهم في المجالس.
ثم اشار الى قضية مهمة قائلا: ايها الاخوة لا ننسى ان من رد عن عرض أخيه المسلم رد الله عن وجهه النار يوم القيامة، والله جل وعلا يقول: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) فإذا صدقنا مع الله وأحضرنا النية الصالحة والإخلاص فلنبشر بالنصر المبين لأن ربنا جل وعلا يقول (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال جل وعلا: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
ولا ننسى بهذه المناسبة ان نشكر أخانا الشيخ صالح بن عبدالله اليحيى على تبرعه بهذا المبنى لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولمركز شيخ الاسلام ابن تيمية، والذي هو مسئول عن حراج بن قاسم كاملا والمناطق المجاورة له، فلهم مني ومنكم جزيل الشكر على هذا البذل والسخاء.
واضاف الشيخ الغيث: ومن هذا المنبر فإني ادعو إخواني الأثرياء والموسرين ان يقتدوا بهذا الرجل المحسن وان يحاولوا جهدهم وطاقتهم ان يقدموا عملا صالحا يجدونه في سجلات حسناتهم يوم القيامة.
واستطرد فضيلته قائلا اما نصيحتي لاخواني وزملائي في الميدان فأوصيهم ونفسي بتقوى الله وبالاخلاص في القول والعمل وبالجد والاجتهاد والنشاط وان يتحملوا ما ينالهم من الاذى لان رجال الهيئة ورجال الشرطة ورجل البلدية ورجل الميدان لابد ان يناله اذى، ولكن علينا ان نصبر وان نتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا اذى ولا حزن إلا كفر الله بها من خطاياه، حتى الشوكة يشاكها) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يصب منه).
لا إفراط ولا تفريط
فعلينا ايها الاخوة اولا: ان نصبر وأن نخلص للدين اعمالنا وان لا ننتصر لأنفسنا وان نغلب جانب الستر اذا اكتملت شروطه ونتفت موانعه فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن يتتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته).
ووضح فضيلته قائلا لكن الستر يجب ان يكون بشروطه وقيوده الشرعية لا نبالغ بالستر حتى يعلن اهل المنكر منكراتهم ولا نبالغ في الفضيحة فنقع في ما حذرنا الله منه وفي ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: التعاون على البر والتقوى وطاعة ولاة الامر وأول ولي لك بالمركز هو رئيس المركز ثم رئيس هيئة المدينة ثم مدير عام فرع المنطقة، الا تعمل اي عمل ذى حساسية الا بعد استشارة الرؤساء والله جل وعلا يقول (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
اسأل الله ان يجعل اجتماعنا مرحوما وتفرقنا معصوما ولا يجعل فينا ولا منا ولا من بيننا شقياً ولا محروما.
بعد ذلك القى معالي الرئيس العام د, عبدالعزيز السعيد كلمة قال فيها:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، ايها الاخوة هذه مناسبة طيبة، قد يكون من المناسب ان يبدأ بالشكر لمن هيأ هذا المكان واحتسبه عند الله جل وعلا في ميزان الحسنات، فالاخ صالح بن علي اليحيى أحياه الله على طاعته وتقبل منه ما تقدم، وجعل نيته خالصة هو في هذا قدوة صالحة لمثل هذه الظروف والمسلمون من قديم الزمان كانوا يحتسبون وكان أمر الاحتساب الذي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خالصا لوجه الله لا يؤخذ عليه أي مقابل من امور الدنيا، وكذلك ما يتصل بالمساجد كالإمام والمؤذن، بل وفقراء المسلمين توقف لهم الاوقاف من مئات السنين بل منذ ان وجد الاسلام فقد وجد هذا الامر, لأنه في العصور المتأخرة اتكل الناس واعتمدوا على الدولة وحدها في مثل هذه الظروف، والدولة وفقها الله كما سمعنا بل من عهد الامام محمد بن سعود والامام محمد بن عبدالوهاب الى يومنا هذا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم ومهيأة اسبابه، ولذا فنحن نكرر الشكر للاخ صالح ولمن يسلك مسلكه من الصالحين, اما إخواننا في الميدان فقد كفاني الاخوة المؤونة في التوجيه في مثل هذه الامور، فالشكر لله ثم لهم في صبرهم على ما يصيبهم ولا غرابة في هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه اصحابه في احد اسفاره، يسهم من في قلبه مرض من يقول: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطوناً ولا أجبن عند اللقاء) منافقون ويدعون انهم يجاهدون في سبيل الله وليسوا في الحضر، بل في السفر للجهاد في سبيل الله فيقولون مثل هذا الكلام وقيل فيهم ما قيل ونزل فيهم من القرآن ما نزل, فهذا متسلسل الى مثل هذا اليوم، لذلك فالعاصي هو بمثابة المريض ويحتاج الى علاج والى صبر على ما يبدر منه لانه بإمكانه اذا بقي عنده شيء من ايمان فإنه يخجل، يرغمون على الحق في الاول ثم يرغبون به، فعلى المرء ان يصبر على مثل هذه الامور التي تجري, والنبي صلى الله عليه وسلم: لما جيء برجل فجلد في خمر وتكرر ذلك منه عدة مرات,, قام أحد الصحابة بشتمه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تعينوا الشيطان على أخيكم), ومعنى الحديث انه لايسوغ للمرء ان يتشمت او ان يسب او يقول كذا، وإنما هو كالطبيب يعالج بقدر ما يستطيع لإزالة هذا المرض، ولذلك يستر على المرء ما لم يجاهر، فنحن نسأل عما ظهر لنا، أما التجسس وما خفي خلف الاسوار والأبواب فإنا لا نسأل عنه ما لم يكن شراً ينبعث ويؤذي الآخرين، فله طرق معينة في النظام معروفة لدى العاملين، اما ما عدا ذلك فإنا لا نسأل عنه، وقد نهينا عن التجسس، ولما قيل عن ابن مسعود رضي الله عنه ان فلاناً تقطر لحيته خمراً كناية عن كثرة شربه، قال: (نهينا عن هذا إن رأينا غيرنا وإن لم نر فلا نتتبع) ولكن يجب المحافظة على أعراض المسلمين، أما الفاسق فإذا كرر المعاصي فإنه من المناسب ان يشهر به وان يمر على الولاة, ولاشك ان بلداً مثل هذه البلاد كان له تاريخ في الدعوة وفي الالتزام بالاسلام لا ينسى، ولكن لكثرة السكان من ناحية، وقلة الاهتمام من ناحية اخرى وكثرة الاختلاط بمن جاء الى هذا البلد من مسلمين وغير مسلمين، حدث فيه سلبيات كبيرة تحتاج الى ان يصبر الانسان وان يعامل هذه الامور بما يستطاع، وينظر المرء بما يجلب المصالح ويدرأ المفاسد، فالانسان ينظر للقضايا واهميتها، فالمخدرات لم ينص عليها وإنما حدثت فيما بعد لكن ضررها اكثر ولذا رؤي أنه جزاء المروج لها ان تزهق نفسه تعزيرا لا حدا، فالمرء ينظر في المفاسد فليس مفسدة من يزاول منكرا صغيرا ليس مثل من يقيم مكاناً للزنا والخبث ويتكسب منه، ففرق بين هذا وذاك، والنبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه رجل يقر بأنه فعل بإمرأة كما يفعل الرجل بزوجته الا انه لم يقع في الجرم الاكبر وهو الجماع، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم للتوبة ولم يعنفه ولم يقل له شيئا في ذلك، وكذلك الشاب الذي جاء يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الزنا فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بشناعة الجرم، وسأله هل يرضاه لأمه ولزوجته ولأخته، فقال لا، فقال عليه الصلاة والسلام كذلك الناس لا يرضونه لأنفسهم, فعلى المرء ان يبدأ قبل كل شيء بالموعظة اذا امكن وان لا يسكت عن منكر ولا يتتبع ما كان خافيا، ولاشك ان من يمارس الامر في الميدان وإن لم يصل الى درجات ما طلب من المحتسبين في الاجتهاد، لكن يوفق مع حسن نيته وكثرة ممارسته الى الاصابة وليس منا من لا يخطىء بل كلنا عرضة للخطأ، ولكن خير الخطائين هم الذين يتوبون الى الله ويرجعون اليه جل وعلا ويستغفرونه وتكون قلوبهم طاهرة صفية صافية لا يشوبها شيء، ولذا الانصاري الذي اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات انه من اهل الجنة، وتبعه عبدالله بن عمرو بن العاص الى اخر القصة ولكن نهايتها أنه قال انه لم يبت ليلة من الليالي وفي نفسه مثقال ذرة على مسلم من المسلمين، هذه القضية مهمة جدا، فقال عبدالله بن عمرو بن العاص: هذه التي اوصلتك الى ما اوصلتك اليه من الجنة، وهذه التي لا تطاق اي لا يدركها من نفسه شيء، ولا حرج ان ذكرت قضية سمعتها وهي ان الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - سئل لماذا يحبك الناس، بكثرة، فسكت ثم اجاب: لا أعلم شيئا الا أنني لم أبت ليلة إلا وقد دعوت لمن نالني منه أذى, نسأل الله التوفيق للجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بعد ذلك قام معالي الرئيس العام الشيخ وضيوف الحفل بجولة في المركز الجديد، اطلعوا خلالها على اقسام المركز والتنظيم الاداري والمكتبة وذلك بشرح من رئيس المركز ووكيله.
وفي نهاية الحفل قدم معالي الرئيس العام د, عبدالعزيز السعيد درعا تذكاريا تقديرا للمتبرع جزاه الله خيرا اضافة الى توزيع شهادات الشكر والتقدير لمسئولي الشرطة والبلدية والجهات المتعاونة مع الهيئة والتي ساهمت في دعم هذه الشعيرة وإقامتها.
وبهذه المناسبة التقت الرسالة عضو مركز هيئة شيخ الاسلام ابن تيمية الاخ سعد محمد الجميعة الذي ابدى سعادته العظيمة بهذا المبنى الجديد قائلا: اتمنى ومع بداية العمل داخل هذا المبنى الجديد ان يكون دافعا وحافزا لبذل المزيد من الجهود والعمل وهذا يشعرنا بمدى اهمية هذه الشعيرة العظيمة.
وتحدث الاخ ماجد بن سليمان الحسين العضو بالمركز، فقال ان هذا الجهاز ينعم - ولله الحمد - بنعمة عظيمة الا وهي الدعم والرعاية الخاصة والمتواصلة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وهذا ليس حديث عهد بل منذ تم تأسيس ووضع اللبنة الاولى لهذه البلاد الغالية، ولذلك فقد اهتم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده اهتماما بالغا بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهيأوا لها سبل الدعم ووقفوا معها بل واحيوها بعد ما كادت لا تظهر الا قليلا.
* لقطات من الحفل:
- الشيخ عثمان العثمان رئيس هيئة الرياض كان موفقاً في تنسيق وتقديم فقرات الحفل، إضافة الى البراعة الخطابية له - وفقه الله.
- عدد من المسئولين في الشرطة والبلدية وغيرها من الدوائر الحكومية حضروا الحفل وتم توزيع شهادات الشكر عليهم.
- التنظيم الحسن والإعداد المسبق للحفل كان سببا في ظهوره بالمستوى المأمول.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved