Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


اللهم اجبر مصابنا

فقدت الأمة الاسلامية بأجمعها عند الساعة الخامسة من فجر يوم الخميس الموافق السابع والعشرين من شهر الله المحرم لعام الف واربعمائة وعشرين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إمام أهل السنة والجماعة في هذا الزمان العلامة الفهامة جبل السنة امام زمانه سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن باز - يرحمه الله - وقد خيم الحزن على العالم الاسلامي بأجمعه بمجرد اعلان خبر وفاته - يرحمه الله - ذلك الامام المجاهد علامة الزمان بلا منازع الذي اجتمع على حبه الفقير والغني، الخاص والعام، الطالب والمعلم، الصالح والطالح، فيما اجتمع في شخصه من الداخل حضور العابد والفقيه الواعظ المصلح المؤتمن على ارشاد وتصحيح عقيدة الامة بما اجتمع له من أدلة القرآن والسنة,, هذا الرجل الذي اذا ما ذكرت قصة زهد في هذا الزمان الا ويذكر معها شخص سماحته - يرحمه الله -.
العالم الفاهم ذو الباع الطويل في علم العقيدة وفي الحديث ورجاله والفقه واصوله والتفسير ومصادره وغير ذلك من فروع المعرفة الواسعة,, رمز الاجتهاد الفقهي في هذا الزمان ومرجع اخوانه العلماء في هذه البلاد المباركة وفي غيرها من بلاد المسلمين,, علم من اعلام امة الإسلام وعالم من علمائها الذين اختارهم المولى تعالى لتوجيه الناس الى الخير وارشادهم، تمثل جوانب حياته صورا من علماء السلف الصالح رضوان الله عليهم علما وعملا ودعوة وجهادا وسلوكا واخلاقا، احب للناس الخير فأحبوه وتواضع لهم فأجلوه وهذا من علامات حب الله له - نحسبه كذلك - عاش حياته مجاهدا في سبيل الله بقلمه ولسانه وقلبه، عاش هم العالم الاسلامي ومشاكله وبذل نفسه لخدمتهم بكل ما اعطاه الله من قوة ومال وجاه,, بذل وقته الى الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوجيه الناس وإرشادهم الى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن,, سخر نفسه شافعا للفقراء وذوي الحاجات عند الاغنياء واصحاب الجاه يرفع حاجات الفقراء الى الاغنياء بأسلوبه الرقيق ممزوجا بإخلاصه وصدقه فيستجيبون له طواعية، ويقضي الله على يديه الحاجات,, واسع الصدر كريم الاخلاق سخي نبيل المشاعر عفيف النفس زاهد في مباهج الحياة.
موت هذا العالم الجليل الأب الرحيم الناصح المشفق على امته اشبه ما يكون بأفول النجم المضيء الذي اضاء سماءنا عشرات السنين, فغفر الله له ورحمه وجزاه عن امة الاسلام خير الجزاء وعظم الله اجرنا بفقده فنحن لفراقه لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
* مساعد رئيس هيئة الخفجي
سعيد بن احمد المجدوعي *

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved