Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


بنادر
عن كشمير اقول
علي الشرقاوي

لكي تبعد الانظار عن مشاكلك السياسية المتردية صدّرها الى الخارج ولكي تتلخص من ازماتك الاقتصادية الخانقة اصطنع حرباً وطنية لها، ولكي تصل الى قمة الهرم السياسي أرسل الفقراء الى جبهات القتال.
اذا كان هذا الكلام يصدق تاريخياً على خريطة اغلب التحركات السياسية في العالم القديم والمعاصر فانه اكثر صدقا في تصورنا في الحالة التراجيدية التاريخية بين الهند وباكستان.
فما ان تعيش احدى هاتين الدولتين الجارتين ازمة اقتصادية او سياسية ما الا وسارعت الأخرى الى اللعب بزر اللغم الدائم المهيأ للانفجار في اي وقت اعني اقليم جامو وكشمير.
فمنذ تقسيم 1947م والهند وباكستان في صراع لا يكاد ينتهي إلا ويبدأ من جديد بصورة أكثر ضراوة وأكثر عنفا بل يمكننا القول إن كل الحروب الشرسة التي دارت رحاها بين الدولتين كان السبب الرئيسي لها هو الاقليم المتنازع عليه وهو جامو وكشمير
كل من الهند وباكستان تطرح بشكل دائم ان هذا الاقليم جزء لا يتجزأ من اراضيها ولا يمكن ان تفرط في ذرة من ترابه وأي مساس به يعتبر مساساً بكرامة الدولة وانتقاصاً منها, ولم نجد اية دولة منهما تهتم بسكان هذا الاقليم ولم يحدث ان رأينا في اللقاءات السياسية او المؤتمرات التي تعقد بين الطرفين المتنازعين اي حضور فعلي للكشميريين اصحاب الارض فهم مهمشون او معزولون او مطاردون من الدولتين.
واذا كان العسكريون الذين لا يعرفون من السياسة الا استخدام القوة يتصورون ان بإمكان احداهما التغلب على الأخرى فهذا وهم ليس لان الدولتين تمتلكان الصواريخ النووية القاتلة والفتاكة بل لأنهما حتى هذه اللحظة لا تمتلكان قواعد اطلاق هذه الصواريخ وبالتالي خوف كل واحدة منهما بأن تدمر اراضيها قبل ان تدمر اراضي الدولة الاخرى.
الحروب أسوأ ما انتجه الانسان في مسيرته الحياتية منذ قابيل الأول حتى قابيل الأخير فتيلها الجاهز عقليات تكره البسمة على شفاه الاطفال الحالمين بالخبز والالعاب وقودها الفقراء الباحثون عن لقمة العيش والأمان في ظل جدار او خيمة او كوخ لا يحمي من حر الصيف ولا برد الشتاء.
شظاياها دمار المنشآت الاقتصادية وخردة العمران.
الحروب لا تفرق بين الأخضر واليابس او بين الجندي والمدني.
الحروب لا قلب لها.
الحروب لا غالب فيها
الحروب تؤخر المجتمع قرونا للوراء
اذن.
الى متى ستبقى مشكلة كشمير تؤرق ليس الهند وباكستان فقط انما تؤرق العالم؟ والى متى سيبقى هذا اللغم يهدد البشرية؟
ليس هناك من حل غير ان تقرر كشمير مصيرها بيدها وبناسها وبأحلامها وعلى العالم ان يساعدها في ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved