الاعتياد لا ينجب الا مللاً!! قد يدفعنا لأن نخسر المكاسب التي دافعنا عنها طويلاً، فالمعروف ان المواقف وحدها تحكم المجريات مهما شابها الاختلاف لتحدد النتيجة التي يمكننا الوصول اليها فإماأن نخسر او نعانق النجاح شبه الكامل!! بل وبمحض الصدفة غير المتوقعة! احياناً؟! ولعلي افيدكم هنا بتجربة شخصية قد تنفع كثيراً فالمتحدث عن نفسه ليس كالناقل عن غيره اليس كذلك,, المهم منذ مدة ليست بالبعيدة صادفت شخصاً تجاوز الخمسين بقليل في موقع ساحلي خارج الوطن ودار بيننا حديث حميمي حول الناس والسفر قال لي: اتدري اني منذ السادسة عشرة وانا اسافر وحيداً او برفق الاصدقاء؟! قلت له: هذه حريتك الشخصية فلا بد انك تحد متعة في ذلك وعموماً لك اسبابك التي لا املك سؤالك عنها , قاطعني قائلاً: ربما كان هناك اسباب وربما ايضا كنت مقتنعا بها وقتها، ولكنني حالياً الوم نفسي واتساءل لماذا لم يكن هناك شخص يمنعني ولو بالقوة مما اقدمت عليه! قلت له: روما هو الذي اقدمت عليه حتى تندم كل الندم؟ قال لي: لقد اهملت تحصيلي العلمي واصبح السفر والمتعة همي الوحيد وساعدني توفر المال بين يدي باستمرار وضعف ابي امام الحاحي ان اصل لأهدافي الاستراتيجية وبأ رع الوسائل الممكنة حتى ضاع كل شيء، فالآن ارى زملاء الدراسة الذين كنت اسخر منهم يتبوءون اعلى المناصب ويشار لهم بالبنان وانا نكره لا احمل سوى شهادة الكفاءة المتوسطة ولا عمل لي الا السفر لقد اصبحوا كالكابوس بالنسبة لي وكم اشعر بضآلة حجمي عندما اراهم ,, قلت في نفسي وانا المرافق لأسرته كلما آن سفر: لقد وجب عليك يا حبوب ان تبتسم؟!! .