Friday 11th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 27 صفر


لا للعشوائية في المدارس
لنحكم الضوابط في اختيار المدير

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تعقيباً على ماسطره اخي الكريم عبدالله المشل حول موضوع اعطني مديراً تربوياً,, اعطك مدرسة ناجحة في صفحة عزيزتي الجزيرة في عددها 9746المؤرخة بتاريخ 21/2/1420ه اقول انه قد اعجبني كثيراً ماطرحه وانا مع الاخ فيما ذكر عن اسباب الفوضى والخلافات بين مدير المدرسة والمدرسين فأشكره كثيراً على حرصه الشديد على نجاح العملية التعليمية والتربوية في بلدنا المعطاء، واحببت ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع تأكيداً وتأييداً لما قاله.
فأنا مع اخي العزيز في كل ماقاله وأؤيده وارجو ان يتسع صدر الوزارة وادارات التعليم للاهتمام بهذا الموضوع ولاسيما الاقتراح الذي اقترحه الاخ من انه يجب ان يكون للمدرس الدور المهم في تقييم مدير المدرسة، فهناك مدارس ذات اعداد لابأس بها من المدرسين فلايعقل ان رأي هؤلاء جميعهم فيه تجن او محاباة للمدير ولاسيما ان هناك مدرسين ذوي خبرة ودراية في العملية التربوية ولهم الباع الطويل فيها ويهمهم نجاح مدارسهم والعملية التعليمية في بلدهم, فالذي اقترحه مع اخي الكريم ان توضع استبانة تقييم من قبل الادارة المدرسية في ادارة التعليم لمعرفة رأي المدرسين بمديرهم وهل هو صالح للعملية العلميةوالتربوية وإدارتها ام لا واخذ ذلك بعين الاعتبار عند تجديد الادارة للمدير في السنوات المقبلة فقد تتفق المجموعة او نسبة لابأس بها على صلاحيته او عدم صلاحيته للادارة المدرسية خصوصاً اذا عرف المدرسون ان تقييمهم مبني على الامانة والجدية في التقييم، واخذ رأيهم بناء على التصاقهم بمديرهم خلال عام دراسي كامل وهم الادرى والاعرف بتوجهات مديرهم وصلاحيته من عدمها, هذا اذا اردنا للعملية التعليمية النمو والتطور والازدهار، فيجب على الوزارة ممثلة باداراتها التعليمية الحرص والاهتمام الشديدين على انتقاء واختيار المديرين من بين المدرسين المتميزين والتربويين النشيطين في عملهم ولايهم الخبرة الطويلة، فالملاحظ في كثير من المدارس ولاسيما القرى منها انه يتم اختيار المديرين عشوائياً بناء على الحاجة الماسة لسد المكان الشاغر بكائن من كان بغض النظر عن مدى صلاحيته لهذا المنصب, وبدون اختيار مبني على معايير وضوابط يتم من خلالها اختيار المديرين المتميزين وهذا كما تعلمون فيه اساءة للعملية التعليمية والتربوية.
وقد يكون عذر الادارة المدرسية في ادارة التعليم انها لاتحصل على موافقة من يتم اختيارهم للادارة المدرسية ولكن اقول اذا وفرت الحوافز المعنوية والمادية للمرشح فهي تحفزه على قبول هذا المنصب الحيوي لأن المدير بحاجة الى تقدير وتمييز اذا وجدت به المميزات المطلوبة لإعطائه وزملائه الاحساس النفسي بأنه الاجدر بتولي هذا المنصب وانه لم يتم اختياره الا بناء على ميزات موجودة وواضحة للعيان غير موجودة في زملائه لذا يكون الاقدر على تولي قيادة دفة السفينة الى بر الامان بأخذ مشورته وتنفيذ توجيهاته بكل ثقة وسرور.
فكما يعرف الجميع ان الادارة في شكلها العام هي القدرة على توظيف قدرات الاخرين بأعلى قدر من الرضا اي هي علم وفن لايمكن ان يتوفرا الا في اشخاص مميزين ومحدودين في المجتمع ولاسيما التعليمي منها يتم التعرف عليهم بالبحث والتنقيب عنهم, والادارة التربوية ليست كالادارات الادارية الاخرى فهي في هذا المجال ادارة تكليفية لاتشريفية فهي تحتاج الى مدير نشيط يكون قدوة لزملائه في العمل والنشاط والحركة داخل اسوار مدرسته وذا اخلاق حميدة وسعة صدر لتقل الانتقادات وحل المشكلات التربوية والادارية من داخل وخارج مدرسته لا ان يكون همه ادارياً بحتاً اي استقبال التعاميم والخطابات والتوقيع عليها وإرسالها للمدرسين للعلم وارسال خطابات للادارة - صادر وارد- واصدار اوامر بيروقراطية غير قابلة للنقاش والمشورة مما يخلق حاجزاً وهوةً بينه وبين المدرسين والطلاب, فالمجتمع المدرسي مجتمع تعاوني بين الادارة والمدرسين والطلاب لتتم العملية التعليمية بنجاح، فالمدير النشط المرن في تعامله يعتبر الاخ الاكبر للمدرسين والاب الحنون للطلاب يرجع اليه كلما احسوا بالحاجة الى مشورته وتعاليمه, فالمدير هو المشرف المقيم في المدرسة والمتابع لنشاطاتها والحافز على استمراريتها والنمو التربوي داخل المدرسة.
وهو المنسق بين المدرسين، نقطة اتصال فيما بينهم وبين ادارة التعليم لذا فمكأنة المدير داخل المدرسة مهمة جداً لنجاح العملية التربوية التي يتوجب علينا ان نوليها اهتمامنا واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
لذا احذر من العشوائية في اختيار مدير المدرسة والاجتهاد في وضع اسس ومعايير يتم من خلالها حسن اختيار المدير المناسب لادارة المدرسة ومتابعة نشاطه من قبل ادارة التعليم وأخذ آراء المدرسين في ذلك.
وأؤيد اخي الكريم عبدالله المشل في كل ما ذكره في مقاله من اسباب في الخلاف بين المدير والمدرس وارجو من اهل الرأي ان يولوها اهتمامهم وعنايتهم بالقضاء على هذه السلبيات لأن قطاع التعليم من اكبر قطاعات الدولة التي تحتاج الى العناية والتطوير المستمر في جميع مجالاته ولاسيما الادارة المدرسية ليصل هذا القطاع الى مصاف الدول المتقدمة تحت ظلال الشريعة الاسلامية , وتقبلوا تحياتي وشكري لكم.
محمد علي القضيب
القصيم- البكيرية
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved