Monday 21st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 7 ربيع الاول


دقات الثواني
مانديلا,, ذلك البطل

الرئيس نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا دخل بوابة البطولة التاريخية من زنزانة السجن، ثم خلده التاريخ في سجلات الابطال لأعماله البطولية.
مانديلا قضى (27) سنة وهو رهين الحبس، وعرف بأقدم سجين في العالم، وظن ساجنوه انهم بذلك قد غيبوه في غياهب السجن عن صفحات التاريخ، ولكن الله وفق هذا البطل لنبل موقفه، وشرف نضاله، ليخرج من السجن وهو يردد قول الشاعر العربي: خرجنا من السجن ثم الجباه فكان بطلاً في سجنه وبطلاً في حريته من القيود.
لم يرحم العالم المتقدم مانديلا وهو في سجنه وبقي مناصراً للنظام العنصري الظالم، الذي فرق بين بني آدم بسبب لون بشرتهم، فجعل للبيض كل شيء وحكم على السود والملونين بان يكونوا ارخص من سقط المتاع، ولكن هذا البطل كافح وناصره نابذو التمييز العنصري في العالم الثالث والإسلامي منه بخاصة حتى إذا ما خرج مانديلا من سجنه خروج الاسد من عرينه واسقط وصمة العار في تاريخ البشرية قدر للعالم الثالث موقفه النبيل وهرول نحوه من ناصر التفرقة العنصرية في العالم المتقدم ولكنه تجاهلهم وجعل زيارته للعالم الثالث مكبرا كل من وقف مع الحق، وعندما هدده بعض الكبار معتمدين على قوتهم كان رده بطوليا حينما قال: ما معناه: إن هؤلاء لم يقفوا معنا عندما كنا نحارب الظلم.
وتجلت بطولة مانديلا (الذي غادر كرسي الرياسة عن قناعة ورضا لانه حقق ما عانى من أجله) في امور كثيرة اهمها امران: اولهما انه عندما اعتلى كرسي الرياسة اعتلاه بعقلية حضارية فلم يكن همه سجن من عذبوه او قتلهم او تعذيبهم او حرمانهم من حقوقهم المدنية والوطنية بل فتح صفحة بيضاء لكل مواطن على قدم المسواة وتعالى عن فعل ما يفعله مُدَّعو الوطنية في العالم الثالث الذين يجعلون اول مهمة لهم اذا وصلوا للحكم تصفية الخصوم وتغييب كل ماكانوا ينادون به من عدالة ومساواة ونهوض بالبلاد.
وثاني الأمرين انه غادر الحكم عن رضا بعد ان رتب ما كافح من اجله ليثبت للتاريخ ان كلما لاقاه من معاناة كان من اجل حقوق الإنسان المهضومة، ولو اراد البقاء لبقي ولكن حصافة عقله املت عليه ان يبارح الحكم في اوج المجد ليبقى مجده متألقاً ويبقى اسمه متربعاً على قمته.
هذا هو البطل مانديلا، بطل الإنسانية الذي كافح من أجلها، وقدر من وقف معه، وسامح من عذبه، وتسامح عن من ناصر من ظلمه، ولم يظلم من ظلمه، بل جعله مواطنا مثل الأسود والملون في حقوقه، ورتب امور الدولة ورسم مناهج ثابتة، ثم استراح استراحة المحارب الذي ينام قرير العين، مطمئناً على وطنه ومواطنيه وحقوق الإنسان، متربعاً على عرش البطولة في سجنه وفي حكمه، وفي مماته إذا حان الأجل.
د, عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved