Monday 21st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 7 ربيع الاول


أما بعد
دعوة لشباب الوطن

يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قوله اننا اذا لقينا أناسا رحبنا بهم فاذا تحدثوا كان افضلهم عندنا أحسنهم قولا,, واذا اخبرناهم في العمل فأحسنهم عندنا اتقنهم عملا,, وانني اذا سألت احد الناس عن مهنته فقال لي لا اعمل,, سقط من عيني ,, وسأل صلى الله عليه وسلم عن رجل يتعبد الله في المسجد ليلا ونهارا ولا يعمل شيئا فسأل عمن يعوله فقال الصحابة رضوان الله عليهم جميعا نحن يارسول الله (وهم اقل منه مكثا في المسجد) فقال لهم: كلكم اعبد منه,, حقا العبودية الحقة لله او العبادة الصادقة ليست في العزوف عن الدنيا واعمالها ثم سؤال الناس الطعام والثياب او ما يتقوى به المرء على المعيشة ,, العبادة الحقة لله هي ان تسعى في الارض ومناكبها,, كما امر الله تعالى وتأخذ بالاسباب وتتوكل على الله فيأتينا رزق الله تعالى كما يأتي للطيور رزقها كل يوم والطيور لاتظل في اوكارها بل تخرج من اعشاشها كل صباح بحثا عن رزقها وطعامها تغدو خماصا وتروح بطانا ومن ثم كانت قيمة العمل في حياة المسلم الفرد والمجتمع المسلم ككل, فلا خير في يد لا تنتج ,, او عقل لايفكر, أو ارادة لا تثمر ,, والتقدم لايعرف السكالى,, ولا يصافح ايادي العجزة او أشباههم ممن منهحم الله اجساما سليمة ,, وعقولا صحيحة,, وامكانات قادرة,, والنجاح في الحياة ليس وليدا للصدفة بل للكفاح الدائب,, والعزيمة الصادقة,, والارادة الصلبة ,, وطوبى لامة تزرع ما تأكل,,, وتصنع ما تلبس,, وتشرب ما تعصر,, وتدافع عن نفسها وتبني مجدها بسواعد ابنائها وعرق المخلصين من اولادها,, من اجل هذا كله كثفت الدولة اعزها الله جهودها الخيرة في تسخير كل امكاناتها في تشكيل وصياغة وتأهيل وصقل وتعليم الشباب السعودي ليصبح قوة عاملة,, فعالة,, دافعة ,, تشيد صرح المجد للوطن وتحافظ على ثرواته وتزيد من ثمراته,, فالثروة الحقيقية للوطن ليست هي البترول او الذهب او القمح,, ولكن الثروة الحقيقية هي الانسان اي الانسان السعودي وحده ابن هذه الارض الطيبة المباركة حفيد الصحابة الابرار رضوان الله عليهم جميعا صانعي الحضارة الاسلامية طيلة عدة قرون سالفة وانني تألمت حسرة وانا ارى بعض الشباب وللاسف الشديد عاطلا عن العمل بينما الفرص متاحة له هنا وهناك وخاصة بالقطاع الخاص وبالبيع والشراء ولكنه لم يكلف نفسه للبحث عن عمل يتناسب معه بل يقضي جل وقته في البيت ومعتمدا على والده بالصرف عليه وفي الليل يقضي وقت فراغه بالاستراحات ويجوب الشوارع والاحياء بسيارته التي لا يستطيع حتى ان يمونها بالمحروقات والحقيقة انه امر مؤسف حقا,, فالدولة حرصت على توفير واقامة دور وقلاع العلم والتعليم الفني والتدريب المهني والكليات التقنية والمعاهد الفنية والتجارية ولم يبق الا دور شباب هذا الوطن وامل المستقبل للالتحاق بهذه الصروح العلمية لينهل منها العلم والعمل ويكون في المستقبل عنصرا عاملا فاعلا لنفسه ووطنه,, وفق الله جميع العاملين المخلصين من شباب هذا الوطن.
سعد المحارب

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved