صدر هذا الكتاب من مطابع اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية عام 1419ه لمؤلفه العميد الدكتور فهد احمد الشعلان وقبل ان نتحدث عن الكتاب لابد ان نشير بمزيد من الفخر والاعتزاز الى ما وصلت اليه اكاديمية نايف العربية من مستوى مشرف كاحدى مراكز البحوث في مجال مكافحة الجريمة ليس على المستوى العربي بل والاسلامي والعالمي ايضا ولعل ذلك راجع الى ما حظت به من دعم مادي ومعنوي وادبي من رجل الأمن الاول سمو وزير الداخلية حفظه الله وابقاه ومن ابرز ثمارها أبحاث ارتقت الى مستوى العالمية لانها قدمت وما زالت تقدم نظريات وحقائق مدعمة بالارقام والاحصاءات الدقيقة وحقائق ونظريات محكمة تحكيما علميا صائبا باذن الله فحق لنا نحن رجال الأمن العام على مستوى العالم العربي ان نفخر بهذا الانجاز الذي سيظل شاهد صدق على مر الاجيال القادمة بحول الله وقوته بان الأسس والمعطيات والاهداف التي بناها قادة هذه البلاد اسس قوية ومعطيات متينة واهداف اضحت الآن واقعية لانها تتفق مع الطبيعة الصادقة للسلوك الانساني.
وكتاب ادارة الازمات احد الشواهد الحية على ذلك فمؤلفه جمع بين الخبرة والعلم تخرج من كلية الملك فهد الامنية حاصلا على درجة البكالوريوس في العلوم الامنية ثم اردفها بدرجة بكالوريوس اخرى في مجال العلوم الادارية، وماجستير في نفس التخصص ادارة الموارد البشرية من جامعة ريد لاندز الامريكية عام 1405ه ودكتوراه في نفس التخصص من جامعة يتسبرغ الامريكية ايضا عام 1411ه وقد نال كل تلك الدرجات العلمية بامتياز وتفوق، واضاف الى ذلك خبرة تقرب من ثمانية وعشرين عاما في مجال الامن والادارة الامنية وفي موقع يقرب من القيادة العليا لهذا الجهاز انه مكتب سمو وزير الداخلية وربط بين هذين المنهجين بان عمل عضو هيئة تدريس في معهد الدراسات العليا باكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية واشرف وناقش عددا من رسائل الماجستير في المعهد، اضافة الى ما قام بنشره من ابحاث ودراسات تخصصية في عدد من الدوريات العلمية المتخصصة عدا المقالات العامة والخاصة التي يكتبها في الصحافة السعودية والمشاركات في المؤتمرات والندوات العلمية,, كل هذه المقدمة من اجل ان نقف بالقارىء على اهمية هذا المؤلف ومكانة صاحبه العلمية ولنؤكد في الوقت ذاته بانه مؤلف صدار عن رجل خبرة وعلم وايضا نستبين مقدار ما يقدم سمو وزير الداخلية وسمو نائبه لرجالاتهم العاملين في هذا الجهاز الحيوي الهام من معطيات علمية كبيرة يهدفون من ورائها الارتقاء بمستوى الاداء الذي تميز والحمد لله عن كثير مما في دول العالم اجمع.
واذا عدنا الى المؤلف الصادر عن الدكتور الشعلان وبعد قراءة متأنية فيه نجد انه مؤلف مميز لم يعتمد التجميع او الترجمة بل تناول مواضيع حديثة وجديرة بالقراءة من كل صاحب خبرة في مجال اعمال الطوارىء والادارات الخدمية المختلفة حيث تضمن الكتاب مقدمة وتسعة فصول وقد اوضح في مقدمته بان الدافع وراء اعداده وتأليفه هو حاجة المكتبة العربية ومؤسسات التعليم ومعاهد التدريب الى مرجع متخصص في ادارة الازمات خصوصا مع حداثة وقلة المراجع على المستويين الغربي والاجنبي,.
واشار ايضا الى انه استغرق في اعداده اكثر من عام وتناول في الفصل الاول مفهوم الازمة وتعريفها والفرق بينها وبين الكارثة، والفرق ايضا بين ادارة الازمات والادارة بالازمات,, وفي الفصل الثاني صنف الازمات وذكر انواعها والكوارث وانواعها والسمات التي تربط بينهما وتطور الازمات واساليب مواجهتها,, والفصل الثالث تناول المنظور الاداري للازمات من حيث التخطيط والتنظيم والتنسيق واتخاذ القرار اما الفصل الرابع فقد تناول دور المعلومات والاتصالات اثناء الازمات والكوارث وتناول الفصل الخامس اهم مقومات نموذج ادارة الازمات حيث ذكر مرحلة التلطيف والتحضير وما تضمنتها من انشاء وحدة لادارة الازمة وفرق مهمات خاصة من المتدربين والمتطوعين، اضافة الى معرفة اصول التوعية وكيفية خلق تعاون اقليمي ودولي واعداد سيناريوهات الازمة,,
وايضا ذكر مرحلة المواجهة المتمثلة في تنفيذ خطط الازمات وقيادة مركز الحوادث والمعلومات والاتصالات والوقت وضبط وتنظيم التدخلات، وسرية المعلومات وضرورات الامن,, والمرحلة الثالثة وهي مرحلة اعادة الاوضاع الى طبيعتها قبل الازمة.
وخصص الفصل السادس للاعلام اثناء حدوث الازمات لما له من اهمية في التأثير السلبي او الايجابي على الازمة من كافة جوانبها سواء التأثير منها او المؤثرات عليها واشار في هذا الى اهمية جوانب منها كيفية صياغة البلاغات الرسمية والخطاب الاعلامي والتعامل مع الحملات المعادية والشائعات, وجعل الفصل السابع للاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية للازمات وانعكاساتها من رعب وهلع وازمات نفسية مختلفة,, وذكر في الفصل الثامن اجهزة الحماية المدنية لمواجهة الكوارث مشيرا الى منظمات الحماية المدنية جاعلا من نظام الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية نموذجا حديثا ومتقدما لادارة الكوارث,, وختمها بالفصل التاسع بايضاح بعض الامثلة والنماذج كأزمة الصواريخ الكوبية كاحدى الازمات السياسية وكارثة مصنع المبيدات في بهوبال الهندية كاحدى الكوارث الصناعية ومهام الدفاع المدني السعودي خلال ازمة الخليج كازمة حربية، وحقيقة فان هذا الكتاب من الكتب الحديثة وكل معلوماته معلومات مجددة وفي ذات الوقت يتضمن نظريات سعودية في ادارة الازمات يمكن ان تضاف الى النظريات الحديثة في مجال علم الادارة بوجه عام وعلم ادارة الازمات على وجه الخصوص.
عميد
صالح بن غازي الجودي