Monday 21st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 7 ربيع الاول


لنحسب حساب الاستخدام الراهن والمستقبلي
الكيبل التلفزيوني,, الحل البديل

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت باهتمام خبرا نشر مؤخرا عن مشروع الكيبل التلفزيوني السعودي والذي سينقل عدداً من القنوات الفضائية بالاضافة الى القنوات المحلية الى المشتركين, كما قرأت شروط المشروع على القنوات المشاركة والتي تلزمها بعدم بث مايتنافى واخلاقيات مجتمعنا الاسلامي كوصلات الرقص ومشاهد الخلاعة, ولقد اسعدني الخبر وان لم يجب على كل تساؤلاتي، لانه على الاقل يعطي الخيار لمن يعنيه مايدخل لبيته من سموم عبر القنوات الفضائية عن طريق الاشتراك في كيبل تشرف عليه جهات رقابية محلية ويحتوي على القنوات الاكثر التزاما من غيرها، وان كان الالتزام الكامل مستبعدا, واقل مايؤمل من وراء هذه الخدمة هو ان نجبر القنوات اياها على شيء من الاحتشام والالتزام ونعطل لحد ما هذا التدني المخيف في اخلاقيات البث التلفزيوني وهذه المزايدة المقززة على اثارة الغرائز.
ولكي ينجح هذا المشروع ويحقق اهدافه فإن لي بعض التساؤلات التي ارجو من اصحاب المشروع الاجابة عليها والاقتراحات التي آمل ان تجد عند جهات الاختصاص نصيبها من الدراسة والاهتمام, فلكي ينجح هذا المشروع فلابد من حصر الاعلانات السعودية في القنوات المشتركة في الكيبل ومنعها رسميا في غيرها حتى لايكون امام المحطات المخالفة الحريصة علىمصدر الدخل الاعلاني من السوق السعودي الا التجاوب مع هذه الشروط.
مسألة اخرى تحيرني وهي طريقة البث, فالسؤال هنا هو هل سيتم تمديد كيبل الى كل بيت مشترك ام سيتم البث عبر صحون فضائية تعمل بنظام المايكرويف او البث الرقمي المباشر والمشفر؟ ففي الحالة الاولى سيأخذ المشروع وقتا طويلاً لتنفيذه وتكاليف هائلة، وسيصعب الاستفادة منه لاهالي المنطقة والاحياء البعيدة او قليلة السكان، اضافة الى مزيد من الحفر والدفن في شوارعنا رغم ان مافيها يكفيها, اما في الحالة الثانية فإن كل مايحتاجه المشترك هو استئجار جهاز فك الشفرة وتركيب صحن صغير اوماشابه لاستقبال البث المباشر، وهذايعني سرعةواقتصادية وكفاءة تقديم الخدمة، علاوة على سهولة الصيانة.
واعتمادا على اختيارنا للتقنية المستخدمة فيمكن ان يكون التواصل احاديا او ثنائيا بين المستفيد ومقدم الخدمة، ففي الحالة الاولى يستقبل المشترك البث بدون ان يتمكن من مراسلة محطة الارسال المركزية, وفي الحالة الثانية يستطيع المشترك ان يخاطب عبر نفس الكيبل الجهة المرسلة فيستبدل القنوات المشترك فيها او يضيف اليها ويتبادل الرسائل مع المسئولين عن الشبكة,والاهم من ذلك ان الخدمة يمكن ان تتوسع لتشمل الخدمة الهاتفية وخدمة الاشتراك السريع مع شبكة الانترنت والتي تزيد باضعاف تصل الى 3000% عن السرعة الحالية عبر خطوط الهاتف وتتيح خدمات مهمة خصوصا لرجال الاعمال والباحثين والطلاب كإمكانية الحضور والمشاركة الحية في المؤتمرات الاقتصادية والعلمية حول العالم بالصوت والصورة من امام شاشة الكمبيوتر وبدون تحمل تكاليف السفر ومتاعبه, وفي تصوري انه طالما اننا بدأنا مشروعا كبيرا كهذا من الصفر، فلا اقل من ان نستفيد من احدث التقنيات في هذا المجال ونحسب حساب الاستخدامات الممكنة الراهنة والمستقبلية، والتي من شأنها ان تزيد من جاذبية الخدمة وربحيتها ومزاياها وتشجع على الاشتراك فيها وتحل في نفس الوقت مشاكل اخرى كنقص الخدمة الهاتفية خاصة في المناطق النائية، والحاجة الملحة للاشتراك السريع مع شبكة الانترنيت خصوصا للشركات والمؤسسات العامة والخاصة.
مسألة اخرى اود ان اثيرها هنا هي موضوع تصنيف البرامج حسب ملاءمتها للمشاهدين بأعمارهم المختلفة, ففي الولايات المتحدة تم سن قانون يفرض على منتجي البرامج والافلام ومحطات التلفزيون وشركات الكيبل تصنيف برامجهم حسب درجة العنف ونسبة العبارات البذيئة والمشاهد الخليعة, فقبل ان تقرر مشاهدة برنامج او السماح للاسرة بمتابعة مسلسل او فيلم معين يمكنك ملاحظة هذا التصنيف والتحذيرات عن محتوياته مقدما في دليل البرامج او قبل بدء العرض مباشرة, وهناك حل تقني افضل يبدأ تطبيقه هذا العام في امريكا يتمثل في شراء جهاز تلفزيوني فيه شريحة كمبيوترية صغيرة يمكن برمجتها لمنع البرامج التي لاترضى عن تصنيفها سواء في حضورك او غيابك, فيمكنك مثلا ان تبرمج الجهاز على عدم بث اي برامج لسن ماتحت الاربعة عشر عاما في اوقات معينة لاتتواجد فيها، او المنع النهائي لبث كل افلام العنف في اي وقت كان, وهناك حلول اخرى متوفرة حاليا في اجهزة التلفزيون او عن طريق التنسيق مع المحطات نفسها لمنع بث قنوات معينة سواء في اوقات محددة او لاجهزة التلفزيون في غرف معينة من البيت, المهم أن يعطى رب الاسرة الحريص القدرة على تحديد مايدخل بيته وما يعرض في جهاز تلفزيونه في حال ما رأى ان البث الاجنبي شر لابد منه وان هناك من القنوات الاجنبية مايحمل فائدة علمية اوثقافية او ترفيهية بريئة كالقنوات الرياضية والاخبارية والعلمية مثلا.
ان مشروع الكيبل التلفزيوني يمكن ان يشكل حلا بديلا لكثير من الاسر التي يهمها السيطرة على مايدخل بيوتها عبر الشاشة الفضية وما يطلع عليه ابناؤها من خلالها، هذا اذا أحسنا اخراج المشروع بحيث يعطي اكبر قدر من السيطرة في يد ارباب هذه الاسر ويفرض على القنوات المشاركة احترام طبيعتنا المحافظة، كماان بالامكان التوسع في الاستفادة من هذه الخدمة لتشمل خدمات الاتصالات السريعة والانترنيت وبذا تعم الفائدة والمصلحة لأرباب الاعمال والمصالح والطلاب والباحثين.
خالد محمد باطرفي
طالب دكتوراه في الصحافة
اوريقن- الولايات المتحدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved