هناك من البشر من يستحق منك اكرامه وتقديره واحترامه وذلك انطلاقاً من تربية النفس على السخاء الاخلاقي وتربيتها على الكرم العاطفي من اجل كسب مودة الناس واطفاء جذوة الاحقاد التي قد تسكن النفوس المريضة ولقد جاء في الحديث الشريف السخي قريب من الله قريب من الناس,, الى اخر الحديث ولكن لماذا يبخل الكثيرون بابتسامة او كلمة على الآخرين رغم ان ذلك لايكلف صاحبها عناء كثيراً ! هل اصبحنا في زمن جفت فيه العواطف ام ان البعض لايرى الا ان الكرم وضده البخل قد انحصر مفهومهما فقط على الطعام والشراب؟.
في حقيقة الامر: ما انا بصدد الكتابة عنه اليوم هو بالنسبة لي اغلى من ذلك المفهوم في زمن فاضت فيه النعم ولله الحمد على كل انسان وكل بيت, حديثي عن: كرم العواطف او البخل بها.
فوالله لم اجد اكرم من انسان رسم على محياه ابتسامة مشرقة تضيء من اثرها جوانب محياك فتسعد من أجلها سريرتك وعلانيتك, ولم اجد اكرم من انسان صرح لك سراً أو جهراً بكلمات ازالت عن كاهلك شيئاً من الهموم التي قد تعلق بالنفس جراء عراك المرء مع هذه الحياة وما يعتري حياة المرء من خطوب شاء هذا أم أبى, ولم أجد اكرم من انسان جعلك تتنفس الأمل مرات ومرات بعد ان بلغ بك اليأس مبلغه.
ان الكريم في نظري هو من يلحق بمحاسن اخلاقه شجاعة القلب وبشاشة الوجه وصدق النصح وعظيم الشيم من وفاء ومروءة وحكمة وعقل واتزان وتواضع وزهد وايمان ورحمة وحسن تعامل وحسن عشرة وجود وسخاء, هذا هو كريم النفس، كريم الطبع، كريم الخلق والاماذا تقول لو وجدت لك جاراً كريم المطعم والشراب ولكنه سيىء الجوار والخلق والامثلة عديدة.
ولم اجد والله ابخل من انسان بخل عليك بمشاعر من العواطف الصادقة فلاترى في وجهه سوى تكشيرة او عبوس وقد احاط بوجهه فيوحي لك هذا الشخص كم هوجاف العواطف وكم هو يصعب النقاش معه.
ومع شديد الاسف ان اغلب الموظفين هم من ذلك النوع الذي يبخل بتلك المشاعر رغم انها لاتكلفهم عناء، خصوصاً وأنهم يعلمون من خلال وظائفهم الدور المناط بهم وأن عليهم واجبات يجب تقديمها بكل رحابة صدر لكل مراجع فما اجمل ان يتحلى الجميع بالكرم العاطفي الذي يعكس أصالة ومعدن المرء منا ويبين للآخرين رصيده الاخلاقي نتيجة للتربية التي لقيها بين افراد اسرته, لهذا قيل ذات يوم جملة لاقيني ولاتغديني ترى علمتم ما مقصد صاحبها حتى عُدّت مثلاً؟!
محمد ابراهيم محمد بن فايع
خميس مشيط