Monday 21st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 7 ربيع الاول


مشاكل النوم لدى الأطفال
د, عبدالله بن محمد الصبي
إخصائي طب الأطفال

مشاكل النوم كثيرة لدى الأطفال خلال سنوات عمرهم الأولى، ومنها رفض الذهاب للنوم، الاستيقاظ الليلي، الأحلام، الكوابيس، المشي خلال النوم، كما يجب التذكر اختلاف مدة النوم التي يحتاجها الطفل، وما يستغرقه من وقت في الفراش قبل النوم، ومدى سهولة استيقاظهم من عدمها، وأغلب مشاكل النوم غير مؤذية، وان كانت مزعجة للوالدين، وفي هذه المقالة سنحاول توضيح بعض الأمور التي تهم الوالدين عن مشاكل النوم، وكيفية المساعدة ليكون نوم طفلك هادئا ومستقرا.
ما هو الوقت الذي يقضيه الطفل في النوم؟.
ليس من الممكن الاجابة على هذا السؤال بسهولة، فالأطفال تختلف ساعات نومهم، وحتى في نفس المرحلة العمرية، وجميعهم أطفال عاديون، ولكن يلاحظ أنه كلما زاد عمر الطفل، تقل ساعات نومه.
الاستيقاظ الليلي Night Waking
بعد الولادة يكون الطفل غير منتظم النوم حتى الشهر السادس من العمر، ومع زيادة عمره يقل احتياجه للنوم، ومن الطبيعي استيقاظه لمدة لا تتعدى الدقائق يعود بعدها للنوم بسهولة, المواليد ينامون بمعدل 16-18 ساعة يوميا، وعلى فترات متقطعة كل منها ساعة أو ساعتان، لا فرق بين النهار والليل، وعندما يكون اغلب النوم نهارا، تزيد مدة استيقاظه ليلا مما يزعج والدته، ولكسر هذه العادة وتغييرها، فعلى الأم محاولة ايقاظه أكبر مدة ممكنة خلال النهار، وعدم ايقاظه ليلا عند الرضاعة أو تغيير الحفاض، لكي يتمكن من النوم بسهولة، مرة أخرى نذكر بأنه عند زيادة النوم خلال النهار فإنه سيستيقظ خلال الليل.
الخطوات الواجب اتخاذها لمنع الاستيقاظ الليلي؟.
- حاولي منع الطفل من النوم الطويل خلال النهار، وكمثال على ذلك، اذا كان الطفل ينام 4 ساعات خلال النهار، فحاولي ايقاظه بعد 3 ساعات ثم ساعتين ثم ساعة، لكي يتمكن من النوم أكثر خلال الليل.
- ضعي طفلك في سريره عند ملاحظتك بداية النعاس، علميه كيف يسترخي للنوم، واذا كنت تمرجحينه حتى يخلد للنوم فقد يتعود على ذلك، ويتوقع وجودك معه طوال الوقت وعند الاستيقاظ، كل ذلك يؤثر على تدريبه على السكينة والنوم، كما ان بعض الأطفال يتعودون على وجود لعبة معينة.
- عدم وضع الطفل في السرير بوجود المصاصة اللهاية ، فقد يستيقظ ولا يجدها فيبدأ بالبكاء، فالمصاص لا يستخدم للمساعدة على النوم ولكن لسد احتياجات الطفل، وإذا نام بوجود المصاصة فيجب ابعادها قبل وضعه في الفراش.
- حاولي تأخير الاستجابة لبكاء الطفل عند استيقاظه لمدة خمس دقائق، فقد ينام بسرعة وخصوصا في المرحلة العمرية 4-6 سنوات، واذا استمر في البكاء فقومي له بدون اضاءة النور أو حمله واللعب معه، تأكدي من عدم جوعه أو ان تكون الحفاضة مليئة بالبول أو البراز، أو أن يكون مريضا أو لديه حرارة، فإذا كان الطفل مريضا لا تتبعي التعليمات السابقة حتى تتحسن حالته ويعود الى النوم الطبيعي.
الكابوس الجاثوم Nightmares:
هي أحلام مروعة يتبعها استيقاظ كامل للطفل، وعادة ما تحدث في النصف الثاني من الليل حيث تشتد هذه الأحلام، وبعد انتهاء الكابوس يستيقظ الطفل من نومه ويخبرك عما حدث، وقد يبكي ويكون خائفا مرعوبا، ولكنه يحس بوجودك ويطمئن اليك، وقد يكون مصحوبا بصعوبة النوم مرة أخرى لتذكره الكابوس، وللتعامل مع الكابوس ننصح بما يلي:
- اذهبي للطفل عند سماع بكائه.
- ايقظيه من النوم وطمئنيه وحسسيه بوجودك، وأنك لن تتركي أي شيء يصيبه.
- اضيئي النور لمدة قصيرة.
- اذا كان الطفل يهتز أو يتحرك فقومي بتهدئته.
- تذكري ان الكابوس هو حقيقة لدى الطفل، استمعي لما يقوله وحثيه على التعبير عما في نفسه وعما حدث في الكابوس.
- عندما يهدىء الطفل شجعيه على النوم مرة أخرى.
رعب النوم Night terror:
وهو يختلف عن الكابوس واقل حدوثا، فالطفل لا يستيقظ من نومه ولا يتذكر ما جرى، وعادة ما يحدث عند تغير النوم من العميق الى الخفيف وذلك بعد مرور ساعة من الاستغراق في النوم تقريبا، فيقوم الطفل بالتقلب في الفراش مع الرفس والصراخ، وقد يعرق أو يتنفس بقوة، قد يحدق النظر بدون أي علامة تدل على معرفة والديه، وبعض الأطفال يدورون في الغرفة بدون احساس وقد يحاول دفعك بعيدا عند محاولتك الامساك به، هذا الرعب النومي قد يستغرق مدة طويلة 45 دقيقة ، وعادة ما يذهب الطفل سريعا الى النوم بدون استيقاظ، ومثل الكابوس فرعب النوم قد يكون تعبيرا عن الخوف أو أحاسيس أخرى كامنة، وعن كيفية التعامل مع رعب النوم فننصح بالتالي:
- كوني هادئة، فرعب النوم يرعب الوالدين أكثر من الطفل نفسه.
- حدوثها لا يعني ان هناك مشكلة كبرى أو مرض الطفل.
- من النادر تكرار الحالة بكثرة أو لمدة طويلة من الوقت.
- عادة تحدث في المرحلة الأولى للطفولة، وتختفي قبل المرحلة المدرسية بدون علاج.
- لا تحاولي ايقاظ الطفل.
- إذا حاول الطفل الابتعاد عن الفراش، فحاولي تهدئته.
- تذكري ان الطفل يمكن ان يذهب الى النوم بهدوء وبسرعة.
- اخبري اخوته عما يجب عمله عند حدوث الحالة، وعدم الخوف منها.
المشي أثناء النوم Sleepwalking
الكلام أثناء النوم Sleeptalking:
تحدث عادة عند ايقاظ الطفل من النوم العميق، وعند المشي فإن الطفل يعود الى الفراش بنفسه ولا يتذكر ذلك، ومن الصعوبة ايقاظ الطفل عند المشي أثناء النوم، وعادة يكون المشي اثناء النوم لدى أكثر من فرد في العائلة، ويختفي عادة قبل سن السادسة من العمر، ولكي تضمني السلامة لطفلك، فيجب ابعاد الألعاب والأشياء الخطرة كما الاثاث من طريقه في الغرفة، لكي لا يقع او تحدث له اصابات، ولا يحتاج الأمر الى ايقاظه، بل أمسكي يده الى السرير، حيث سيهدأ ويخلد الى النوم من تلقاء نفسه.
الجز على الأسنان Teeth grinding
هذه العادة تؤدي الى صوت غير مرغوب وقلق الوالدين، وان كان غير مؤذ للأسنان، ويرجع السبب الى القلق والتوتر، وعادة ما تختفي بعد مدة قصيرة، ولكن قد تعود مع القلق والتوتر مرة أخرى.
كيف يمكن منع مشاكل النوم لدى الأطفال قبل سن المدرسة؟.
يجد الوالدان صعوبة في تنويم أطفالهم في هذه السن، خصوصا إذا كان في العائلة أطفال أكبر سنا ما زالوا مستيقظين، فهؤلاء الأطفال يحتاجون الى 10-12 ساعة من النوم يوميا، ولكنهم يرفضون الذهاب باكرا للنوم، ولكي نعطيهم الفرصة للنوم، هناك بعض النصائح نوجزها:
- تأكدي من هدوء المكان فترة قبل النوم.
- جعل وقت النوم ثابتا كل ليلة.
- اجعلي هناك عادة قبل النوم مثل القراءة أو سماع موسيقى.
- حمام دافىء قبل النوم يهدىء الطفل ويجعله ينام بسهولة.
- لعب الطفل قبل النوم قد يتركه متهيجا ويطرد النوم من عينيه.
- الكثير من الأطفال لديهم لعب ودمى مفضلة، يرغبون في أخذها في احضانهم كل ليلة، وآخرون يرغبون في لحاف معين، هذه الأشياء ممكن ان تساعد على النوم، وخصوصا الأطفال الذين يستيقظون ليلا، تأكدي من سلامة هذه الأشياء وعدم وجود أزرار أو خيوط ممكن ان تؤدي الى الاختناق أو أذية الطفل.
- ان تكون حرارة الغرفة مناسبة.
- ان تكون ملابسه لا تعيق حركته خلال النوم.
- تأكدي من وضع الطفل في سريره وهو مستيقظ.
- بعض الأطفال يرغبون في وجود اضاءة خفيفة.
- نفذي رغبات الطفل واحتياجاته قبل النوم لكي لا يستخدمها ذريعة لتأجيل وقت النوم.
- عدم ترك الطفل ينام معك لأن ذلك سيجعل من الصعوبة تعليمه النوم منفردا.
- عدم التردد على غرفة نوم طفلك عند كل شكوى أو نداء، فالطفل ذكي يتعلم بسرعة إذا لبيت النداء، فعند نداء طفلك اتبعي الآتي:
- انتظر لدقائق قبل الاستجابة للنداء، ومدة الاستجابة يجب ان تزداد مع مرور الأيام، للتعويد واعطائه فرصة للنوم.
- طمئني طفلك بأنك قريبة منه.
- اذا احتاج الأمر الى الذهاب الى غرفته فلا تطيلي المكوث.
- حاولي الابتعاد عن سرير طفلك في حال الاستجابة له، واعتمدي على التطمين الكلامي عن بعد الحديث معه من بعد وبدون حمله .
ما هي أسباب مشاكل النوم؟
لاحظي ماذا فعل طفلك خلال يومه؟ فقد يكون هناك الجواب، هل نام طفلك كثيرا خلال النهار؟ هل يشاهد التلفزيون كثيرا؟ هل يلعب كثيرا بألعاب التلفزيون؟ حتى المشاكل العائلية يمكن ان تنعكس على الطفل، حتى التغيرات في التعامل معه والتي تعتقدون انها بسيطة قد تكون مهمة للطفل، ومنها: الخلافات المنزلية، الطلاق، وفاة فرد في العائلة، مرض أحد أفراد العائلة، الخلاف مع الإخوة، تغيير المنزل، ولادة طفل سيأخذ الحب والحنان؟ ، المشاكل المدرسية، مدرس جديد، وغيرها.
لا يستطيع طبيب الأطفال معرفة الأسباب بدون مساعدتك، فلابد أن تكوني جاهزة للرد على أسئلته، لذلك لابد من مراقبة الطفل لعدة أيام وتسجيل بعض النقاط، ومنها:
- أين ينام الطفل؟.
- متى تأخذين الطفل الى الفراش؟ وما هي المدة التي يستغرقها الطفل قبل النوم؟.
- هل يستيقظ من النوم صباحا؟
- هل يأخذ قيلولة، وما هي مدتها؟.
- هل يستيقظ من نومه ليلا، ومتى؟.
- ما هي المدة التي يأخذها لكي ينام مرة أخرى؟.
- ماذا تعملين لتهدئته؟
- هل هناك مشاكل في المنزل أو المدرسة؟
- تذكري ان الأطفال يختلفون عن بعضهم البعض في كل شيء، ومنها مدة النوم ومشاكله.
قد يكون هناك صعوبة في التعامل مع مشاكل النوم، وقد تتضايقين عندما يبقيك طفلك مستيقظة طوال الليل، ولكن تذكري أن مشاكل النوم شيء طبيعي تحدث للطفل، وعادة ما تختفي مع الأيام.
يجب عليك معرفة طفلك، ومعرفة مشاكل النوم، فتجاهل الأهل لها قد يجعلها أسوأ، وخصوصا عندما تكون مصحوبة بالتوتر، فلاحظي التغيرات المنزلية والنفسية.
إذا استمرت الحالة لمدة طويلة، فقد يكون هناك أسباب نفسية أو جسمية تؤدي الى عدم النوم، وطبيب الأطفال قد يساعدك لتوضيح الكثير من النقاط، فقومي باستشارته.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved