مع التطور الذي حصل في تشخيص العقم وعلاجه فانه بالرغم من ذلك لم يحل جميع تساؤلات المرضى ولم يقترب في علاج جميع الحالات مع العلم ان النسبة العظمى من المرضى يمكن علاجهم.
وهناك نسبة من المرضى ربما 5-15% بعد الفحوصات الدقيقة التي من ضمنها المنظار الاستكشافي لأعضاء الحوض وتحاليل الزوج نجد أنه ليس هناك سبب واضح لتأخر الحمل وحين يتم اخبار الزوجين بذلك نجد أنهم لا يقتنعون.
في الحقيقة أنه ليس من المؤكد ان تحمل الزوجة من أول شهر بعد الزواج ولو كانت الزوجة والزوج سليمين من جميع الأوجه، وهناك دراسات أكدت أن نسبة الحمل في الشهر الأول هي في حدود 20-25% ونسبة ان تكون المرأة حاملا بعد ستة أشهر من الزواج هي 60% بينما بعد سنة كاملة هي 80% و90% بعد سنتين ويبقى 10% يمر سنتان على زواجهما ولم يحصل حمل مع أن جميع الفحوصات سليمة وحياتهما الزوجية غير متقطعة ونسبة من هؤلاء يحملون بواسطة تنشيط المبايض فقط ونسبة أخرى بواسطة تنشيط المبايض والحقن الداخلي ونسبة أخرى تفشل محاولات التنشيط ان تجعل المرأة تحمل ثم تبدأ في حل مشكلتها بواسطة العلاح عن طريق أطفال الأنابيب,, والتلقيح الخارجي وأطفال الأنابيب ليس علاجا فقط وانما يستفاد منه كذلك في تفسير تأخر الحمل لبعض الحالات حينما تضع البويضات مع الحيوانات المنوية ولا يحدث اخصاب وحينئذ يعرف السبب وربما يكون أن الحيوانات المنوية ليس لها القدرة على اختراق جدار البويضة وننتقل الى العلاج بواسطة أطفال الأنابيب الحقن المجهري وذلك بحقن البويضة بحيوان منوي واحد والقلة القليلة التي لا تنجح بهذه الطريقة وبعد ان يتم تلقيح البويضة خارج الجسم يتم ارجاعها الى رحم المرأة اليوم الثاني أو الثالث بعد سحب البويضات وبعد ذلك ينتظر اسبوعين قبل عمل تحليل الحمل.
ان عملية الفحوصات الطبية ثم علاج العقم يتطلب وقتا وقد لا تنجح محاولة العلاج من المحاولة الأولى ولذلك يجب الاستمرار حتى تنجح المحاولة أو يكون هناك سبب لمنع العلاج, وفي هذه الفترة يجب رفع معنويات الزوج والزوجة خاصة من قبل الأهل ومنع الضغوط النفسية التي ربما تأتي بأثر عكسي على العلاج, ان دور الطبيب المعالج هو شرح حالة المريضة بالتفصيل وشرح خطوات التشخيص والعلاج شرحا كاملا يساعد في الوصول الى نتائج مرضية ويجب نقل المعلومة الى المريض كاملة حتى يستطيع اتخاذ القرار المناسب, ومع ان العلاج يأخذ وقتا ولكن غالبا ما تكون النتائج جيدة.
د, محمد بقنة
استشاري أمراض العقم