Friday 25th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 11 ربيع الاول


صار مشرفاً!

عزيزتي الجزيرة
العملية التربوية التعليمية عملية ابداعية متدفقة حيوية هي للفن اقرب منه للعلم، تتحكم فيها العديد من العناصر، والمقومات الخاضعة لنفسية، وقدرة، وتمكن القائمين عليها وعلى رأسهم (المعلم) ذلك الركن الركين وحجر الزاوية في تلك المنظومة المتلاحقة التراكمية، ومهما قال المنظرون، وتحدث المتكلمون فلن يغيروا شيئا ما لم يكن ذلك المعلم نفسه قابلا للتغيير، ولديه القناعة التامة بضرورة الانعتاق من سلبيات المنهج التلقيني القديم، مستشعرا الهدف الاسمى الذي دلف اليه.
هو انسان بشر لم يعدّ الاعداد الكامل الذي يؤهله لمجابهة تلك الغائلة الانتقالية، هو بشر فرض عليه المنهج من قبل ثلة من الاكاديميين ليترجمه في زمن يسير متلاحقا لايكاد ينطلق حتى يلفظ انفاسه، هو امام زخم هائل من التلاميذ الضاحكين الباكين الذين عجّت بهم الفصول بعد ما جاءوا بل جيء بهم دفعا الى تلك المقاعد المتهالكة! امور تلفع بعضها باطمار بعض جعلت هاجس التغيير صعب المنال؛ ليتوارى ذلك الواقع المثالي المنشود خلف عقبات الواقع الراهن ويحجب بها.
لا ازعم انه استحال او انعدم ذلك التغيير الذي يمثل رغبة كامنة في النفوس؛ بدليل تجربة الجهاز المركزي، او خط المساندة، والامداد بالتغيير في الاسماء تفاؤلا في تغيير المسميات كاجراء لاحق ولا يساورنا ادنى شك في ان تغيير الماديات اسرع بكثير من تغيير الافكار التي هي نتيجة لتراكمات قديمة اشبهتها الجبال في رسوخها!
بشيء من التمعن في اوضاع الميدانيين المطرقين؛ لنرى (بعين الرضا) كوكبة زاهرة، يتفاعل افرادها مع التغيير، ويزداد قبولهم له؛ لارتفاع طموحاتهم ، ومستوياتهم الثقافية (فقط)، ولا اقصد بهذا شهادة التخصص الجامعية، بل مدى الاستفادة مما تعلموا وتفعيله في خضم ذلك التيار الناسف.
يتفاعل هؤلاء - دون سواهم - كلما اتيحت لهم فرصة اكبر للمناقشة والتحاور بشأن تلك القضية المتداخلة، الآخذ بعضها برقاب بعض.
هم زمرة متوثبة بفعل الفطرة، والتنشئة الاسرية لاحت امامهم بوادر الخير تتوهج في الآفاق فسبحوا نحوها في لجة تصادم التيار! ولا يزالون.
هم الصنف النادر الذين استعدوا للتضحية، والانفاق والجهاد، والبذل والعطاء.
جعلوا مصلحة ابناء الامة فوق كل اعتبار، ومضوا يحفزهم ثواب الله,, هم الذين احسوا بالفادحة من تلقاء انفسهم، بل بتوفيق خالقهم، فتجاوزوا الشكليات والاغراق في الالفاظ الى العمل بصمت مستغرق حتى لامسوا الشغاف او كادوا.
هم الذين رفعوا أكف الضراعة الى الله؛ ليعينهم في مسعاهم فعلم اخلاصهم، وصح عونه لهم فانطلقوا بعد مشورة الروية، ومؤامرة الفكرة,سيظل هؤلاء بإذنه تعالى مالم يخبُ قبسهم او يكبُ فرسهم بشؤم داخلي اراد تعزيز سيرهم فجنى عليهم من حيث لا يدري!
دعوهم وشأنهم، واكبحوا جماح البيروقراطيات الخانقة للمواهب والافكار، حطّموا الروتين تحت سنابك جيادهم، اجعلوا الآفاق تنداح امامهم (باشراف) منكم ليس إلا! بل جردوهم من البهرجة، والزخرفة؛ فهم على يقين ان الحياة الدنيا كالبحر الخضم المتلاطم تغوص فيه الدرر، والجواهر ويطفو فوقه الخشاش، والحشاش، أو كالميزان يرفع الكفة من الخفة,هذا صنف,.
وبالمقابل هناك نفر قليل من الناس لو تغير حمار ابن الخطاب لتغيروا، والزمن كفيل بمسح هؤلاء عما اقحموا عليه؛ اذ هم اشبه مايكونون بالاسود المرباد المجخي.
* فاصلة: (الناس كإبل مئة لاتكاد تجد فيها راحلة واحدة) حديث شريف .
فهد بن علي الغانم
مدرسة عباد بن بشر الابتدائية بالرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved