Friday 25th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 11 ربيع الاول


بعض المواطنين يدعمونها بحسن نية
ظاهرة التسول,, أما من نهاية؟

عزيزتي الجزيرة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تعليقا على بعض ما يتم نشره حول ظاهرة التسول اقول ان السعودي كريم بطبعه جياش بعاطفته ذو قلب رحيم وتأثر سريع ويستغل بعض ضعاف النفوس هذه الاوصاف التي يتمتع بها هذا الشعب النبيل لاغراض شخصية هابطة فيفتعلون الفقر والحاجة بدموعهم الكاذبة وحديثهم المسترحم وملبسهم الرث واغلبهم من خارج هذه البلاد، وكثيرا ما نرى هؤلاء في المساجد وعند اشارات المرور واماكن التجمعات الكبيرة، وحيث ان هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا وليست من طباعنا فقد بذلت مكافحة التسول قصارى جهدها للقضاء عليها وناشدت المواطنين بالتعاون معها لأن المواطن بتعاطفه مع هؤلاء ومساعدتهم يعد من اقوى الاسباب التي تدعم هذه الظاهرة وتساعد على انتشارها بحسن ظن منه وخصوصا في بيوت الله التي يجب ان تكون مهيأة لجميع انواع العبادة بروحانية تامة بعيدة عن كل ما يشوش عليها ومن اجل ذلك فقد قامت وزارة الشؤون الاسلامية في ظل محاولتها للقضاء على ظاهرة التسول المنتشرة في المساجد بوجه عام بتبليغ أئمة المساجد بعدم السماح لاي شخص بالسؤال في المسجدمهما كان الامر والحقيقة انه لم يستجب لذلك الا القليل منهم ويتحرج بعضهم من قوله تعالى (واما السائل فلا تنهر) والحقيقة ان هذا استشهاد في غير موضعه لما سأوضحه في النقاط الآتية:
اولا: ان من استجاب لتعميم الوزارة ولم يسمح بالتسول في المسجد لايعد ناهرا للسائل,, ولا من لم يدفع له شيئا كذلك بل انه ساهم في تحصيل مصلحة راجحة يراها ولي الامر,ثانيا: ان النبي صلى الله عليه وسلم نهر السائل الذي سأل في المسجد عن ضالته التائهة وهو يسأل عن ماله فقال (لا ردّ الله عليك ضالتك) فكيف بالذي يسأل الناس مالاً لامن اجل حاجة ماسة وهو الاغلب ولكن من اجل ان يستكثر.
ثالثا: ان اغلب هؤلاء المتسولين مخالفون لانظمة الاقامة ومساعدتهم تشجيع لهم على مخالفتهم.
رابعا: ان الكذب والاحتيال هو ديدن الكثير منهم ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح، وقد رأيت بنفسي سيارة صغيرة تقوم بتوزيعهم على المساجد قبل الاذان ثم تعود اليهم بعد الصلاة، وهذا يعني ان هذه الظاهرة قد اخذت شكل التنظيم والتخطيط وقلما نرى متسولين في مسجد واحد فياليت قومي يعلمون.
خامسا: ان هذه الظاهرة فتحت بابا للفساد وتدرك ذلك تماما عندما ترى النساء المتسولات عند اشارات المرور وفي الاسواق وداخل المحلات وجزءا كبيرا منهن من الشابات واحيانا في ساعات متأخرة من الليل.
وبعد هذه النقاط التي اسلفت ارجو ان يكون قد اتضح لنا خطر هذه الظاهرة وانه لا حرج في عدم مساعدتها بل وفي منعها والتعاون مع الجهات المسؤولة للقضاء عليها ومن هنا ادعو جميع اخواني المواطنين بألا يكونوا سببا في دعم هذه الظاهرة وانتشارها بطيب نفس منهم واذا كانت نفوس بعضنا تتشوق الى التصدق والبر والاحسان فان هناك من المحتاجين الصادقين الذين لا يسألون الناس الحافا وبامكانك معرفتهم عن طريق بعض اهل الخير او تقوم بتسليمها للمبرات الخيرية التي تقوم على رعاية المحتاجين والفقراء والمساكين والله من وراء القصد.
عبدالرحمن عبدالله التويخري
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved