Wednesday 30th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 16 ربيع الاول


صمت العصافير
إيجابية الحياة

سقسقة:
أحبّ الجميع فليس الآخر إلاّ أنت
- حكمة هندية -
***
للإيجابية دور كبير في اضفاء رونق جميل على الحياة مستمد من قاعدة أساسية ثابتة يعتمد عليها الإنسان ليمارس ديمومة التواصل في طرق العالم الواسعة.
يقول البروفسور (ليوبوسكا جليا) في مؤلفه كتاب الحب ]نحن لا نتوقف عن إلصاق النعوت بالناس والأمهات والآباء والمدرسين لا يكفون عن إلصاق الصفات بأطفالهم وماذا يضير إنسانا أنه قصير أو بدين,, طويل أو نحيف مثلا,, هل سألته هل يحب؟ هل يساعد الناس؟ هل يعطي مما عنده؟
إننا دائما ننكر على من حولنا الأشياء والصفات الجميلة التي هي فيهم؟
علينا أن نعطي كل إنسان حقه وهذه أول صفة من صفات الإنسان المحب[.
والإيجابية سمة من سمات الحب، بل هي من أقوى سماته التي تساهم في انجاحه، فالحب مع السلبية سلسلة طويلة من المتاعب والآلام التي تنعكس على حياة الإنسان مع الآخرين وقبل ذلك علاقته بذاته, لذلك فاولى ابجديات الإيجابية أن يحترم الإنسان ذاته ويحبها دون إسراف ومن ثم يحترم الآخرين ويحبهم وأيضا دون التطرف الذي يجعله دوما يدوس على رغباته وأحلامه.
جميل أن تمارس حقك في التنفس دون شعورك بأنك تزاحم الآخر, جميل أن تمارس قانون الوفرة الذي يلزمك طواعية بأن تعطي بشكل أكثر من المتوقع دون أن تسيىء إلى أحد أو تكترث بردود أفعال الآخر.
انتقد الناسُ يوما الإمامَ (عبدالله المبارك) حينما اعطى عابر سبيل مائة دينار إذ قالوا له: دينار يناسبه فلم اعطيته المائة؟
فقال لهم: إذا كان دينار يناسبه فإن ذلك لا يناسبني.
وهو يقصد أن الدينار لا يناسب كرمه وحبه للعطاء, إن الإيجابية سمة تضفي على صاحبها راحة عظيمة إذ تدفعه للمبادرة والعطاء الايجابي بعكس السلبية التي تقيد صاحبها وتسجنه داخل المشاعر المؤلمة والتصرفات غير الموزونة وتجعله يتمحور حول ذات مريضة لا تعطي أبدا.
والقدرة على العطاء موهبة لا يتقنها الجميع، بل البعض الذي حباه الله نعمة الحب ونورانية العطاء.
ولذلك تأثر عدي بن حاتم حين رأى النبي محمداً صلى الله عليه وسلم يستمع لامرأة عجوز وقتاً طويلا، وقال: ]لا يفعل هذا إلا نبي[.
وبالفعل إنها مقدرة عظيمة أن تعطي الآخر دون انتظار المقابل,, تعطي لأجل النهر المتدفق داخلك يروي غصن الحياة.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved