Wednesday 30th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 16 ربيع الاول


اما بعد
العدو,, وإحكام الحصار

يحتفل العالم هذا الاسبوع باليوم العالمي لمكافحة المخدرات وبطبيعة الحال تشارك المملكة دول العالم شرقه وغربه في الاحتفال بهذا اليوم حيث تعقد المؤتمرات وتقام الندوات وتلقى المحاضرات التي تقوم بتوعية فئات الجمهور بهذا العدو اللدود والخصم العنيد الذي يجب محاربته ومجابهته على كافة الا صعدة.
والمملكة من الدول التي تنبهت لخطر المخدرات مبكراً وبدأت في اعداد العدة والتسلح بمختلف اسلحة المقاومة لهذا الداء الوبيل الذي اذا ما تمكن من جسد اي مجتمع كانت العاقبة وخيمة والنتائج غير محمودة.
فقد قامت المملكة خلال السنوات الماضية بالتصدي لتلك المشكلة واصدار القوانين والتشريعات التي من شأنها ان توقف هذا الخطر او على اقل تقدير تبطىء من مساره وتعرقل تقدمه.
ومن هذه الاجراءات:
- الاجراء الجنائي والعقابي: حيث قامت المملكة بتغليظ العقوبة على التجار والمروجين والجالبين حتى وصلت الى الاعدام.
- الاجراء الوقائي: وشددت فيه الرقابة على منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية حتى لا تتسرب اليها تلك السموم.
- الاجراء العلاجي: والذي اعتبر فيه المتعاطي والمدمن ضحية يجب معاملته كمريض في حاجة الى العلاج الذي يحاط بالسرية والكتمان حرصاً على كرامته وكرامة اسرته، وذلك شجع كثيراً من اهالي المدمنين على الابلاغ عنهم ليحصلوا على العلاج اللازم دون فضيحة او مساءلة.
ولاشك ان التعامل مع مشكلة المخدرات بهذا العقل المفتوح وهذا الفكر المستنير قد آتى ثماره في السنوات القليلة الماضية، اما على المستوى الاقليمي والدولي فالمملكة دائماً لها حضورها ومساهمتها الفاعلة في مختلف المؤتمرات والاجتماعات الدولية والعربية والتي من شأنها ان تحد من خطورة المخدرات وتوقف انتشارها.
واحدث هذه المؤتمرات المؤتمر العربي 13 لمكافحة المخدرات الذي شاركت فيه اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية وعقد بتونس من 14-16 ربيع الأول 1420ه وحضره رؤساء اجهزة مكافحة المخدرات وقامت بتنظيمه الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
والذي اسعدني ان هذا المؤتمر قد ناقش مجموعة من النقاط والوسائل الكفيلة بتعزيز الرقابة على المخدرات ومواجهة العصابات العاملة في هذا المجال وتحقيق المزيد من التعاون بين الدول العربية والسعي الى تفعيل المكافحة وسد الثغرات التي ظهرت في الاجراءات المتخذة خلال المؤتمرات السابقة واتخاذ اجراءات جديدة مثل مصادرة الاموال الناجمة عن الاتجار بالمخدرات وعدم تمكين التجار من غسيل اموالهم وغير ذلك.
ورغم كل تلك الجهود المشكورة والاجراءات المحمودة التي تقوم بها المملكة على كافة الاصعدة تظل قضية الوعي ونشره بين كافة فئات المجتمع هي القضية الاكثر اهمية وفعالية في موضوع المخدرات، فالوعي هو المصل الواقي الذي يقطع الطريق على هذا الخطر ويدرأه قبل وقوعه.
وقضية التوعية باضرار المخدرات ولله الحمد في أيد امينة يقوم بها ويسهر عليها ويتولاها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات الذي دأب على اتباع اساليب مبتكرة وافكار مبدعة من شأنها توصيل رسالة التوعية باضرار المخدرات الى المواطنين وخصوصاً الشباب على اختلاف امزجتهم واعمارهم وفئاتهم الاجتماعية وظروفهم الزمانية والمكانية، فرسالة التوعية مستمرة ومتعاقبة تعاقب الاجيال وان اختلفت الوسائل والاساليب.
وهذا من شأنه ان يقطع السبيل ويحكم الحصار على العدو اللدود المتمثل في المخدرات.
محمد الحماد
رئيس مجموعة البيان القابضة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved