Wednesday 30th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 16 ربيع الاول


بعد 40 عاماً من الكتابة يصدر روايته الأولى,, الأديب القاص عبد العال الحمامصي
القصة القصيرة فقدت مكانتها وأحن إلي كتابة الرواية
أطالب بوجود مؤسسة عربية كبرى لرعاية الأدب العربي
رغم زيادة فرص النشر لم تزد المواهب الأدبية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - ترنيمة ياسين
الأديب القاص عبد العال الحمامصي احد الادباء البارزين في مجال القصة القصيرة التي ظل يكتبها طوال 40 عاماً، لم يقترب خلالها من كتابة الرواية - وبعد هذه الفترة الطويلة شعر ان الوقت قد حان لكتابة رواية هي الاولى في مسيرته الابداعية، انجز منها جزءاً كبيراً وهي بعنوان فتيات حفلة العاشرة.
والأديب القاص عبد العال الحمامصي استهل مشواره الادبي بقصة بعنوان لا خطيئة نشرها في مجلة قصتي ثم توالت اعماله الكتاكيت لها اجنحة، هذا الصوت وآخرون وغيرها التقته الجزيرة هذا الحوار الذي يلقي فيه الضوء على رحلته الابداعية واهم انجازاته ومشروعه الروائي الأول وكذلك العديد من القضايا الأدبية الأخرى.
عن التجارب الأدبية المبكرة يقول:
- كانت البداية عندما تلمست طريقي الى عالم الأدب عن طريق قراءة الكتب المترجمة والكتابات الذاتية الموجودة في مكتبتَي جدي وخالي وعندما التحقت بالدراسة في سوهاج قرأت في مكتبة الأمير فاروق - كما كانت تسمى في ذلك الوقت - او مكتبة رفاعة الطهطاوي, فكنت اقرأ في كل مكان؟ على الرصيف وتحت الشجر، حتى في الشارع,, اما تجاربي الأولى فسيندهش البعض عندما يعلم انها كانت شعراً,, والأكثر اثارة للدهشة انني كنت اغنيه, الى ان وجدت طريقي الى القصة واكتشفت انها اقرب الأنواع الادبية قرباً من قلبي واقدرها على التعبير عن رؤيتي للكون والوجود, رغم ان النظرة وقتها الى الادب الروائي والقصة كانت نظرة متدنية، حتى ان (العقاد) قال ان بيتا من الشعر يقول ما تقوله رواية بأكملها.
وكانت اول قصيدة يخطها قلمي هي (صمت ودموع) عن حرب 1948 وما سببته من مآس في البيوت المصرية والعربية ونشرتها مجلة البعكوكة لكن اول قصة حقيقية فكانت بلا خطيئة,, نشرتها مجلة قصتي، ثم توالت الاعمال بعد ذلك حتى صدرت اول مجموعة لي عام 1986 تحت عنوان الكتاكيت لها اجنحة وقال عنها احد النقاد ان بها ارهاصات هامة,, ومثلت المجموعة اتجاهاً واقعياً بمعنى الواقعية التي اسماها روجيه جارودي فيما بعد الواقعية بلا ضفاف.
انقطاع ووصال
* رغم هذا الوسط الثقافي المزدهر لم تظهر مجموعتك الثانية للنور الا بعد 13 عاما كاملة من تاريخ اصداراك الأول,, فكانت مجموعة هذا الصوت وآخرون في عام 1981 فهل كان يستغرقك شيء آخر بعيداً عن القصة؟.
- القصة بالنسبة لي هي الوسيلة الوحيدة القادرة على ان احملها رؤيتي للعالم,, وعلى سبيل المثال قصة الساعة الخامسة والعشرون في مجموعة هذا الصوت وآخرون لو قرأت الآن لربما تجدينها نبوءة لما يحدث الآن في عالمنا من اتجاه للعولمة ومحاولة الغاء التاريخ والانغماس في عملية الحداثة المبتورة.
وليس طول المسافة بين مجموعة قصصية واخرى عجزا عن الانتاج لكنه محاولة للاجادة وتقديم الجديد كما اصدرت خلال هذه الفترة عدة كتب نقدية ودراسات.
* هل تعدد اتجاهات الكتابة يثري تجربة الكاتب ام يفقده التركيز في مجال ما؟.
- كثير من كبار كتابنا تعددت مجالات كتاباتهم,, فتوفيق الحكيم كتب المسرح والرواية والفكر والنقد وطه حسين كان مفكراً وربما يكون كاتبا ما في جانب من الجوانب اكثر تأثيراً من مجالات اخرى.
ودليل ذلك احسان عبد القدوس كتب الرواية لكن عندما كان يكتب المقال كان ينتظره القارىء المصري والعربي.
* كيف ترى موقع القصة القصيرة على الساحة الادبية الآن؟.
- هناك اعمال روائية وقصصية ممتازة وربما لو كانت اللغة العربية لغة عالمية منتشرة كالانجليزية لكان الادب العربي الآن ادباً عالمياً وكان المستوى الذي وصلت اليه الرواية والقصة القصير هو المستوى الذي يتجاوز الكتابات العالمية.
اما القصة القصيرة على المستوى العالمي,, فربما تجدها الآن ليست في المستوى الذي وصلته في القرن التاسع وفي النصف الأول من القرن العشرين فليسن هناك كتابات رائدة الآن كما عرفنا في الماضي.
واذا عدنا لادبنا العربي فهناك شيء لافت للانبتاه وهو انه بالرغم من كثرة فرص النشر وتعددها لم تزد معها الابداعات الجيدة فاصبحت الاسماء غير المبدعة تجد طريقاً للنشر دون ان تقدم ابداعاً حقيقياً.
* وهل يرى عبد العال الحمامصي بعين الناقد ثمة مواهب ادبية جديدة وسط هذا الزخم من النشر؟.
- النقاد الآن ينشغلون بالتنظير وليس بالتطبيق,, ويتناولون الرواية او الشعر بنفس المفاهيم التي يتناولون بها مجموعة قصصية.
فعملية الرصد والمتابعة وتطبيق المناهج على الابداعات غير موجودة الآن,, ويقول النقاد,, كيف اتابع كل هذا؟ اما انا اذا تحدثت بشكل مفصل عن نفسي فارى من خلال السلاسل الادبية التي تصدرها مصر والعالم العربي مواهب متعددة تبشر بالخير,, دون ان اذكر اسماء لكن لا شك ان هناك حركة ابداعية روائية مزدهرة وارجو ان تتاح لها الفرصة.
* وكيف ترى قضية الفجوة بين القارىء والمبدع؟.
- عندما نقول ان القارىء القديم لم يعد له وجود وان الكتاب يشكون من عزلتهم بسبب زيادة اجهزة الاعلام والقنوات التلفزيونية فاننا نبالغ بقدر كبير,, لان مهما تعددت لدينا وسائل الجذب فلن تعادل وسائل الجذب في الغرب رغم ذلك لا يزال الكتاب هناك هو سيد الموقف وضمير الحضارة,, لأن هناك يوجد الوعي بالكتاب وقيمته.
بئر الاحباش
* ماذا اضافة بئر الاحباش مجموعتك الاخيرة للكتابة الاسطورية التي اندرجت المجموعة تحتها؟.
- الشيء المميز للمجموعة والتي صدرت عام 1994 هو انها ربطت الاسطورة بالواقع لم تجعل الاسطورة شيئاً خرافياً منعزلاً عن الناس بالاضافة الى ان اصدق التجربة هو ما جعل لها هذا التفرد حيث تقوم بئر الاحباش على تجربة خاصة عايشتها منذ كنت طفلاً صغيراً في صعيد مصر، ومن اهم التعليقات النقدية التي اذكرها حول المجموعة هي ان المجموعة تندرج تحت الكتابة الحداثية بمعنى الحداثة هي الاسلوب للعصر والذي يجعل متلقي العصر لا يشعر ان ما يراه قد حدث في زمن مضى.
فالحداثة هي الوعي بالعصر وبالاساليب الفنية المتعددة والحداثة هي الاضافة وليست هي الانسلاخ ولكن ما اكثر ما نراه الآن من تهويمات شكلية ولا تترك شيئاً في ذهن المتلقي, والدليل اننا عندما نقرأ المعري والجاحظ فنجدهم يكتبون حداثة فلا نشعر بالانفصال عن كتاباتهم.
فتيات حفلة العاشرة
* اخيرا,, ما هي احدث كتاباتك التي لم تصدر بعد؟.
- هي الرواية الاولى في حياتي بعد 40 عاما من الكتابة وهي بعنوان فتيات حفلة العاشرة وقد انجزت فيها جزءاً كبيراً وهاماً ولكن لا يزال هناك جزء باق,, وقد يندهش القارىء عندما يعلم انني اصدرت كتابة اطلقت عليها اسم رواية عندما كنت في الرابعة عشرة تحت عنوان بين احضان السعادة والشقاء وتمت طباعتها على نفقة تلاميد اخميم بلدتي اما القصة القصيرة فما اكثر المجموعات الموجودة في مسودات لكن لم يحن وقت وضعها في آلات الطباعة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved