حوار: عبد الله الرفيدي
تعتبر صناعة الاثاث واحدة من الصناعات الوطنية التي نالت حظاً وافراً من التطور المطرد والمواكبة وفقاً للنمو السكاني والاستهلاكي حتى وصل عدد المصانع الى 134 مصنعاً تستثمر اكثر من ملياري ريال, ولعل مناخ الحرية الاقتصادية التي تميز بها الاقتصاد الوطني شجع رجال الاعمال والمستثمرين من اصحاب النجاحات المشهودة الى الاستثمار في هذا المجال ونقل احدث الوسائل التكنولوجية التي عززت من تصنيع منتجات محلية نافست المستورد بل تفوقت عليه.
الاستاذ زامل عبد العزيز الزامل المدير العام لشركة بيوت الاثاث احد المستثمرين الوطنيين في هذا القطاع خاض تجربة طويلة مع هذه الصناعة وواكب خطواتها وعاصر نجاحها فاكتسب الخبرة من خلال الممارسة، فكان معه هذا اللقاء الذي وقفنا من خلاله على مستقبل هذه الصناعة التي تتصل منتجاتها بكافة السكان واهمية التطور الذي تشهده صناعة الاثاث الوطني متناولاً جوانب المعوقات والحلول المناسبة لها فإلى مضابط هذا اللقاء:
* النهضة الصناعية والنمو العمراني جانبان من مظاهر التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة,, اين موقع صناعة الاثاث من هذه النهضة؟.
- صناعة الأثاث لم تتخلف يوماً عن ركب النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة حالياً وهي من الصناعات الحيوية الجاذبة والانتاجية ومن الصناعات التي شهدت تطوراً يتناسب وحجم الطلب عليها كما زادت نسبة نموها حتى فاقت ال40% مدللة بذلك على النهضة العمرانية الكبيرة وما يشهده قطاع البناء من نشاط في الحركة جعلت عدد المباني بالمملكة يتجاوز 3,33 مليون مبنى وذلك بسبب كثافة عدد الشباب المؤهلين للزواج بناء على الاحصاءات التي اشارت لارتفاع معدل النمو السكاني لأكثر من 3,36% وهذا بدوره ضاعف من الطلب على منتجات قطاع الأثاث وبالتالي اتساع السوق امام هذه الصناعة.
* هل يتناسب حجم سوق الأثاث بالمملكة ورأس المال المستثمر فيه مع مضاعفة الطلب من قبل المستهلك؟.
- نعم هناك تناسب كبير في عدد المصانع وحجم الطلب على الأثاث الوطني حيث بلغ عدد المصانع حتى نهاية النصف الثاني من العام الماضي 134 مصنعاً يقدر اجمالي رأس المال المستثمر فيها بنحو ملياري ريال وبطاقة انتاجية تبلغ 351 الف طن من الاثاث سنوياً ويعمل في هذه المصانع اكثر من 11 الف عامل كما ان سوق الاثاث بالمملكة تجاوز حجمه 3 مليارات ريال يمثل الأثاث الخشبي اكثر من 50% منه اي ما يعادل 1,5 مليار ريال.
* وكيف تنظرون الى مستقبل قطاع الأثاث في المملكة واقبال الاسرة السعودية على هذه الصناعة؟.
- استطيع القول وبكل تأكيد ان قطاع الأثاث في المملكة سيحقق قفزة نوعية كبيرة خلال الفترة القادمة على الرغم من ان الانتاج لم يغطِ سوى 30% من حجم السوق المحلي فيما يتم استيراد 70% من الخارج بما يعادل 2,7 مليار ريال سنوياً وهذا بدوره شجع رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين على ايلاء هذه الصناعة اهتماماً خاصاً باعتبارها ضرورة من ضرورات الحياة في عصرنا الحاضر وفي هذا الجانب ابدت الاسرة السعودية اهتمامها بالأثاث واصبح نسبة انفاقها على الأثاث بشكل عام يعادل 3% من دخلها السنوي.
* وفي ظل هذا الاهتمام كيف ترون مستوى الجودة في صناعة الاثاث المحلي؟.
- لا شك ان الاثاث استطاع في فترة وجيزة ان يكسب ثقة المستهلك ويلبي اذواقه وبالتالي قلل من نسبة الطلب الخارجي وهذا دليل على مستوى الجودة الذي تتبعه مصانع الاثاث الوطنية, الى جانب ان لجنة الأثاث بغرفة الرياض تولي اهتماماً كبيراً بمتابعة جودة الاثاث الوطني من خلال الاستبيانات التي تتم بالمصانع وكل الدلائل والمؤشرات تبشر بالخير في صالح صناعة الأثاث الوطني.
* ما هي المعايير التي يجب الالتزام بتطبيقها من ناحية المواصفات والمقاييس وهل هناك تجاوزات في صناعة الأثاث؟.
- مصانع الأثاث الوطنية تسعى دائماً لان تفرض نفسها في السوق السعودي وتتبوأ مراتب متقدمة في استحواذها على ثقة المستهلك ولا سيما ان الاثاث المستورد يسيطر على السوق بنسبة 70% وهذا يتطلب ضرورة الالتزام بالمواصفات والمقاييس لانها هي الاطار الذي يوفر الحماية للصناعات الوطنية ويجعلها قادرة على دورها المنتظر في دعم الاقتصاد الوطني.
وتأتي ضرورة تطبيق المواصفات والمقاييس تمشياً مع الثقة التي اكتسبتها الصناعات الوطنية عامة وصناعة الاثاث على وجه الخصوص.
* ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه مصانع الاثاث لحماية المستهلك من المستورد الاجنبي عديم الجودة؟.
- نسبة لسياسات الاغراق والاستهداف التي تتبعها مصانع الاثاث العالمية تجاه السوق السعودي فقد بلغت كمية الاثاث الأجنبي فيه اكثر من 96 الف طن في السنة وتلازم هذا الاغراق منافسة سعرية جائرة, وهذا يتطلب ضرورة تطبيق مواصفات الجودة بحزم على الاثاث المستورد بالاضافة لاتباع نهج الدراسات الميدانية التي تراعي اذواق المستهلكين والعمل على تلبيتها، ومصانع الاثاث يقع عليها الدور الاهم وذلك بالتزامها بالجودة والنوعية الممتازة وعدم التركيز على المنافسة السعرية وبذا تستطيع محاربة المستورد الأجنبي الرديء من الاثاث.
* وهل للجنة صناعة الاثاث الخشبي بالغرفة التجارية بالرياض دور تجاه حماية الصناعة الوطنية؟.
- لجنة الاثاث بغرفة الرياض لا تألو جهداً في توفير كل العوامل التي تساعد في تنمية وتطوير صناعة الاثاث وذلك من خلال برامج التطوير واجراء الدراسات الميدانية على المصانع ووضع الخطط للقضاء على ظاهرة الاغراق السلعي وقيام البرامج التوعوية لتوجيه المستهلك كذلك العمل على حل مشاكل المصنعين الوطنيين.
* اين موقع صناعة الاثاث السعودية من سوق الاثاث العالمي,, واين موقع بيوت الاثاث في السوق السعودي؟.
- يعتبر السوق السعودي في مجال الاثاث من افضل الاسواق العالمية حيث يمتاز بنشاط ملحوظ وقوة شرائية كبيرة في ظل سياسة الاقتصاد الحر التي تنتهجها المملكة مما يجعله ميداناً رحباً للمنافسة وتطبيق سياسات تسويقية عديدة تراعي الاهتمام بشكل المنتج ومظهره وادخال التقنيات الحديثة وتطوير المنتج لمنافسة الاثاث الايطالي والامريكي والاسباني.
اما بيوت الاثاث فقد جعلت لها موقعاً متميزاً في السوق السعودي حيث دخلت مجال الاستثمار وفق نظام قوي ومؤسس واستعانت بكفاءات فنية وكوادر مؤهلة عملت على تأهيل الكفاءات الوطنية, كما ظلت بيوت الاثاث تعمل على تنوع منتجاتها وتهتم بالجودة النوعية المطلوبة تسندها في ذلك خبرة 18 عاماً في مجال صناعة الأثاث.
* في ظل النمو المتزايد في قطاع البناء والتشييد وكذلك النمو السكاني ما هي خططكم التوسعية لمواجهة ذلك؟.
- نعم وكما اشرت في السؤال ان هنالك نمواً متزايداً في قطاع البناء والتشييد والسكان يقدر ب(3,86%) واكبه نمو متصل في حجم السوق من الأثاث الخشبي يعادل (1,5) مليار ريال مما فتح الباب امام الاستثمارات الوطنية في هذا القطاع، ومن جانبنا نسعى لتحقيق رغبات العملاء حيث شرعنا في توسعة الاستثمارات وقمنا بفتح فروع جديدة في كل من جدة والمدينة ونخطط لفتح فروع اخرى العام القادم باذن الله، اضافة لفروعنا القديمة في المنطقة الشرقية وأود هنا الاشارة الى ان منتجات بيوت الاثاث تحظى باقبال كبير من المستهلك السعودي على مستوى الأسر والأفراد ومشاريع القطاعين الحكومي والأهلي اللذين يمثلان 40% من مبيعات الشركة وهذا ما يجعلنا اكثر اطمئنانا لمضاعفة متطلبات العملاء.
* وهل هناك معايير محددة يعتمد عليها المستهلك في الحكم على جودة منتجكم؟.
- ما يجعلنا اكثر اطمئناناً بكسب ثقة المستهلك السعودي الخبرات التسويقية والوعي التام الذي يتصف به, وايضا هذا يضعنا كمنتجين ومصنعين امام مسؤولية اكبر تتمثل في الحرص على جودة المنتج ورقيه وفقاً للتكنولوجيا العالمية والتصاميم الحديثة في صناعة الأثاث.
* وعلى اي مدى تعتمد استراتيجيتكم التوسعية من حيث التجديد والتقنية؟.
- ان بيوت الاثاث تسعى دائماً لمواكبة متطلبات السوق المتجددة وقد قامت الشركة في سبيل المحافظة على الارتباط القوي بين المستهلك السعودي والاثاث الوطني عامة وبيوت الاثاث على وجه الخصوص، بوضع خطط جديدة شملت العديد من التوسعات وفتح فروع جديدة بمناطق المملكة الاخرى في الغربية والشرقية كما قمنا بمضاعفة استثماراتنا الى اكثر من 20 مليون ريال تمشياً مع النمو المتزايد الذي يشهده قطاع البناء والتشييد والنمو السكاني وزيادة عدد الراغبين في الزواج من الشباب كذلك الرغبة في التجديد والانتقال لبيوت جديدة وتلبية لكل مظاهر النشاط التي يشهدها سوق الأثاث في موسم الافراح والمناسبات الاجتماعية التي يعج بها صيف هذا العام وكل عام.
وان نمو الرغبات الشرائية بهذا الحجم يجعل الباب مفتوحاً ومشجعاً امام الاستثمارات الوطنية في سوق يبلغ حجمه اكثر من 3 مليارات ريال فضلاً عن الاستعداد المبكر لدخول القرن القادم بكل تغيراته في مجال التجارة العالمية والسوق الحر والتنافس السلعي والسعري المتوقع.
* وما هي ابرز المشروعات التي قامت منشآتكم بتنفيذها؟.
- قامت الشركة وضمن خطتها التوسعية الحالية بتنفيذ عدد من المشروعات المهمة اثبتت من خلالها القدرة على المنافسة الابداعية ومستوى ما وصلت اليه امكانياتنا الوطنية, وعلى سبيل المثال نفذنا مشروع بيوت المستقبل للشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية الذي يحتوي على عدد 105 وحدة سكنية وتم تنفيذ هذا المشروع الذي يقع في الحي الدبلوماسي بالرياض من حيث التجهيز الكامل لأثاث الفلل والمفروشات, كما نفذت بيوت الاثاث مشروع فلل الشركة العقارية السعودية تأثيثاً كاملاً شمل الاثاث والمفروشات والمطابخ والتشجير وغيرها, وكما قلت ان تنفيذ شركة بيوت الاثاث لمثل هذه المشاريع العملاقة يؤكد السمعة الطيبة التي تتمتع بها منتجاتنا والتفوق الذي احرزته في ميدان التنافس بين الشركات والمصانع الوطنية المماثلة.
* وما هي آخر الموديلات الجديدة التي طرحتها الشركة لتلبية رغبات العملاء في موسم الأفراح؟.
- كما ذكرت ان شركة بيوت الاثاث تعتمد على سياسة التحديث والتطوير والمواكبة في عمليات التصنيع والانتاج وفي هذا الاطار وبمناسبة حلول موسم الصيف ومناسبات الافراح طرحت الشركة خمسة موديلات جديدة من غرف النوم المؤلفة من الطراز الامريكي والطراز الكلاسيكي وهي موديلات حديثة تدخل في صناعتها اجود انواع الاخشاب والدهانات كما طرحت الشركة موديلات جديدة من الكنب الملكي الذي يتميز بالفريمات المصنعة من خشب الزان وارقى خامات الاقمشة الامريكية والبلجيكية كما قدمت تشكيلة جديدة من الأكسسوارات لانارة الطاولات والمداخل وتشكيلة راقية من ورق الجدران ذي الألوان الزاهية والمتناسقة وقد لاقت هذه الموديلات اقبالاً كبيراً من المستهلك السعودي لتناسبها مع ذوقه واحتياجاته من الأثاث.
* في ظل التوسع الذي يشهده السوق المحلي وتنامي صناعة الأثاث ما هي ابرز معوقات هذه الصناعة بالمملكة؟.
- يتميز السوق السعودي بالقدرة الشرائية الكبيرة في ظل سياسة الاقتصاد الحر في المملكة مما جعله ميداناً مفتوحاً للمنافسة وقد لازم ذلك ظاهرة اغراق السوق وهو ما شكل اكبر معوق لصناعة الاثاث وهي بذلك تساهم بدرجة كبيرة في اعاقة تقدم الصناعة الوطنية في هذا القطاع لتدني اسعارها مقارنة باسعار الاثاث المصنع محلياً وكذلك عدم تنوع المنتجات المحلية للمصانع وتشابه الصناعة في هذا القطاع كما ان ارتفاع اسعار المواد الخام وتذبذب اسعار العملاء من وقت لآخر ينعكس على ارتفاع تكلفة الانتاج محلياً ويعد في قائمة المعوقات بجانب عدم وجود مواصفات قياسية لتحديد درجة الجودة وندرة الدراسات الميدانية التي تهتم بالابتكار وجودة المنتجات الوطنية هذا بالاضافة الى عدم توافر البيانات الدقيقة حول حجم الواردات والصادرات.
* ولكن ما هي الحلول المقترحة لتفادي او تقليص هذه المشاكل؟.
- لا شك ان النهوض بهذه الصناعة الهامة يدعونا الى التوقف امام المعوقات التي اشرت اليها آنفاً والعمل الجاد على حلها وازالتها خاصة ظاهرة الاغراق السلعي وايجاد الحلول للمشاكل التي تواجه التجار جمركياً من حيث الاجراءات وبحث اعفاء المواد الخام من الرسوم الجمركية واجراء تخصيص عليها حتى تستطيع ان تنافس الاثاث المستورد.