عزيزتي الجزيرة,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فان المناسبات السعيدة تتجدد - ولله الحمد والمنة - على كثير من الناس باختلاف مراتبهم ومواقعهم العملية، وما ان يعلم الانسان انه قد حصل لصديقه او زميله او مديره او وزيره مناسبة الا وتجده قد سارع بتهنئته ومباركته بتلك المناسبة السعيدة ولا غرو في ذلك ولا اعتراض عليه لانه يهنىء صديقه او زميله او مديره او وزيره، ومن اين من ماله الخاص.
ولكن المعترض عليه هو ان تكون تلك التهنئة على حساب الغير ومن حق الغير واعني بذلك تلك التهاني والتبريكات التي نطالعها بين الفينة والاخرى عبر الصحف والمجلات تلك التهاني - وما اكثرها- الموجهة الى الوزراء وكبار المسئولين او المديرين التي تقدمها الدوائر وان شئت فقل مديري الدوائر او موظفيها والجمعيات الخيرية وغيرها ولكن من اين؟
من المال العام، وعلى حساب من؟ على حساب الغير، ولمصلحة من؟
لمصلحة ذلك المدير اوالرئيس غالبا.
فعندما يحصل لوزير ما او رئيس دائرة ما اي مناسبة ترى كل يوم وعبر الصحف والمجلات التهاني والتبريكات لذلك المسئول من رؤساء الدوائر التي تحت امرته وقيادته في كل محافظة او مدينة بل انهم يتسابقون في تقديم تلك التهاني ويتفننون في اخراجها, والهدف منها واضح وجلي للعيان، بل للعميان.
وهنا تبرز عدة اسئلة منها:كم عدد الدوائر التابعة لتلك الوزارة التي يرأسها معالي الوزير صاحب تلك المناسبة في المملكة؟ وسؤال آخر كم يكلف الاعلان الواحد في الصحيفة الواحدة؟ بالطبع عشرات الآلاف,ثم لتعلم ان رؤساء تلك الدوائر وبحكم علاقاتهم مع مكاتب الصحف في المدن والمحافظات لابد من مجاملتهم والاعلان في صحفهم وبالطبع سيكون الاعلان في اكثر من صحيفة، اذن ستزداد التكلفة.
وسؤال ثالث هو: من اين يصرف على تلك الاعلانات؟
والجواب: غالبا سيكون من المال العام اي من صندوق وميزانية تلك الدائرة.
وسؤال رابع: كم بلغ مجموع الاموال التي صرفت على هذه التهاني - من قبل تلك الدوائر- من ميزانية هذه الوزارة التي هي جزء من ميزانية الدولة اعزها الله.
اذن نقول ان هذه اموال مهدرة وهذه الاموال المهدرة هي جزء من ميزانية الدولة لابد من ايقاف نزيفها بأسرع الطرق لانها ستكلف الدولة - رعاها الله- الشيء الكثير بحكم كثرة وزاراتها ووزرائها ومناسباتها.
اذن الامر بيد المسئولين وعلى رأسهم اصحاب المعالي الوزراء الذين هم حريصون كل الحرص على اموال الدولة وهنا اقترح عليهم اصدار تعليماتهم وتوجيهاتهم الى جميع دوائرهم واداراتهم بعدم صرف اي مبالغ مالية على التهاني والتبريكات التي تتعلق بوزاراتهم من المال العام للوزارة، والاقتصار بذلك على المال الخاص لاعضاء تلك الدائرة حفاظا على اموال الدولة رعاها الله وحرسها وأدام لها ولاتها رعاة لدينه وشرعه.
والله الموفق