عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الصحافة نافذة واسعة تطل على العالم من حولنا تنقل لنا اخباره وتقرب لنا صوره,, وحول هذه النافذة زجاج إما أن يكون واضح الرؤية صافي النظرة وإما ان يكون معتم الرؤية معكر النظرة يحجب الصورة عن ناظرها او يجعلها ضعيفة غير واضحة.
وإن اهتمامنا كمسلمين هو الاطلاع ومتابعة الاحداث والأخبار التي تمس اخوة لنا في العقيدة في شتى بقاع المعمورة وأقطارها,, ومن بين تلك الاحداث التي نتطلع إلى متابعتها والاهتمام بها عبر نافذة واضحة لا تشوبها شائبة الاحداث الدائرة بين الباكستان الشقيقة والهند، وما يدور داخل اروقة المسرحية اليوغسلافية والتي تمس أمن وسلام ألبان كوسوفا المسلمين، أيضا ما يدور على الساحة الفلسطينية واللبنانية وبلاد الشام ومنطقة سينا في مصر وأحداث لوكربي والسودان والصومال و,,و,.
وما أنا بصدده هو: ما دور الصحافة في توضيح الرؤية حول ما يحدث للمسلمين في كل مكان؟ ودورها في تقريب الخبر ومصداقية النقل والتحليل؟ مما يجعل المتلقي يطمئن على ان ما ينقل صحيح لا نقص فيه ولا تحريف,, وأخص من ذلك آراء الصحف التي توضح فيها الحدث برؤية تحليلية بعيدة,, وتقريب ما وراء الحدث من نتائج وآثار,, وما كمن فيه من اسرار,, وهذا بعض الدور الذي ينظره القراء، إذ جمع بين تحرير الخبر وتحليله فاكتسب الجمع بين العموم والدقة لأن تحرير الخبر أعم، وتحليله ادق وهذا سر من اسرار نجاح بعض الصحف,, فمع نقل الخبر يبسط له التحليل المفيد الذي يجعل الخبر واضح الرؤية,, فيقف القارئ على الخبر من زوايا كثيرة فيغوص في اعماقه ويتنقل بين جوانبه,.
وكثيراً ما شدني رأي الجزيرة فيعجبني ويبهرني ما فيه من بسط وتوضيح ومن ذلك ما جاء في عددها ذي الرقم 9768 الصادر يوم الاحد 13 من ربيع الاول 1420ه وشح بعنوان: (مغزى تجريد جيش كوسوفا من سلاحه) إذ وضعت الجزيرة النقط على الحروف حول نزع السلاح من جيش تحرير كوسوفا,, وأنقل بعضا من ذلك الرأي السديد إعجاباً بمثل هذه الرؤى واستزادة منها,, تقول الجزيرة في كلمتها: إن الهدف الحقيقي للناتو من تجريد جيش تحرير كوسوفا من سلاحه وحل وحداته المقاتلة هو هدف استراتيجي يهدف لمنع تنامي قوة هذا الجيش مع الايام بحيث يصبح قوة قادرة على طرح مطالبة الالبان المسلمين بالاستقلال واقامة دولة مسلمة في البلقان وهو نفس الهدف الذي ادى إلى تقسيم البوسنة ومنع قيام دولة مسلمة فيها !.
فمع ما يصل من اخبار عن احداث كوسوفا وعمليات حلف الناتو وأعمال الصرب الاجرامية,, إلا ان بعض المتلقين قد لا يغوصون في الاخبار ويعرفون جوانبها وآثارها من خلال الخبر وحده، وإنما يفتح لهم الباب في هذا الجانب هو التحليل الصحفي بكشف غموضه وأسراره من قبل الصحف سواء من محللين أو محررين او كتاب وذلك لقربهم من موقع الحدث واطلاعهم على مصادر كثيرة للخبر قد لا تتوفر لدى غالبية القراء,.
إذاً فإن مثل هذا التوضيح مطلوب من صحفنا لما له من اهداف ونتائج حسنة,, وما هذا إلا واجب تستوجبه الامانة الصحفية,, ويستزرع الثقة في قلوب القراء تجاهها,,وهنا استحث كافة الصحف الاسلامية بالاهتمام بالجوانب التحليلية وتقريب الاحداث للقارئين,,
مقدما شكري لالجزيرة منتظراً المزيد والمزيد من الجيد والمفيد كما عودتنا,, وتقبلوا وافر التحية والتقدير.